الصامت ...........واللبق

.. الصامتون يصرخون.. بعضهم يصرخ بصوته العالي وبعضهم بدموعه وبعضهم بصمته
الرهيب الذي قد يتحول فجأة الي طوفان هادر قد يكون ثورة جياع.. فاحذروا
ثورة الصمت.. احذروا غضبة الصامتين لأنها لن تفرق في غضبتها بين تيار
إسلامي أو غير إسلامي!!
صراخ الصامتين مازال حتي الآن أنيناً مكتوماً يخرج من بينه آهات
أحياناً لكن لا أحد يضمن أن يتحول هذا الأنين إلي زئير الغضب والألم!!
الصامتون هم الأغلبية همهم الأول ليس الإعلان الدستوري سواء استمر أو
تجمد أو تعطل أو تم الغاؤه.. ليس همهم التأسيسية أو مجلس الشوري.. بل همهم
الأول لقمة العيش والكرامة الإنسانية.. همهم الأول أن يجدوا لقمة عيش هنية
كريمة.. وعلاجاً لأمراضهم وآلامهم.. ومدرسة وتعليماً جيداً.. وماء نظيفاً
وهواء نقياً!!
الصامتون برغم أن هذا هو همهم الأول ليسوا أغبياء وليسوا ضعفاء.. بل
هم أقوي كثيراً مما نتصور إنهم الكفة الأرجح في هذا الانقسام الذي تعيشه
مصر بفعل فاعل.. وبغرض ونية مبيته!!
الصامتون يتابعون ما يحدث وهم خائفون علي بلدهم وعلي مستقبلهم وعلي
لقمة عيشهم وعلي مستقبل أبنائهم.. لأن ما يحدث الآن ليس في مصلحة أحد وهذا
الانقسام أخطر مما يتصور البعض وأشرس من أي حرب يمكن أن تواجهها مصر.
الصامتون وهم حزب الأغلبية يتابعون ما يحدث بقلق لأنهم لا تحكمهم
أيديولوجية أو أفكار معلبة.. بل تحكمهم مصلحة الوطن.. ومصالحهم الحالية
والمستقبلية.. إنهم يرفضون هذا الانقسام لأنه خطر عليهم.. ويرفضون حرب
الفضائيات والميكروفونات والمليونيات والهتافات بل يريدون ويطالبون بحرب
الانتاج والعطاء وزيادة الدخل.. يريدون دخلاً يومياً وشهرياً أكبر..
يريدون أسعاراً أقل.. يطالبون بإصلاحات في البنية الأساسية التي حطمتها
الفترة الماضية بفعل الاهمال أو التناسي أو قلة الموارد أو لغياب الإدارة
الفاعلة أو لأسباب أخري.. لكن المهم أن الطرق زادت سوءاً.. والمياه..
والصرف الصحي.. والأزمات القديمة زادت وتضاعفت.. والدخل قل كثيراً..
والأسعار ارتفعت!!
الصامتون يريدون مصر.. يرفضون أن يسرقها أحد أي أحد يريدونها كما
كانت طوال التاريخ وطناً للجميع.. قلباً للجميع.. عطاء للجميع.. فينا
جميعاً كما نحن فيها.. حباً صادقاً.. مصر الحبيبة العظيمة.. مهد الحضارة
والتاريخ.. لتكون منارة الحاضر والمستقبل إن شاء الله بعد ثورة النقاء
التي يخشي الجميع أن يسرقها أي طرف كان.
الصامتون يريدون مصر للمصريين.. وليست لفصيل أو لقطاع أو لحزب.. مصر
من سيناء إلي مطروح.. من الإسكندرية لأسوان.. مصر الأرض والعرض والإنسان..
مصر الزراعية والصحراء والصناعية والبادية والميادين والشوارع..
والحواري.. مصر المساجد والكنائس.. مصر الإنسان.. أي إنسان.. وكل إنسان..
مصر كل المصريين.. مصر العمال والفلاحين والأغنياء.. والإخوان والفلول
والثوار والأحزاب.. مصر كلنا.. نفتح صفحة جديدة بالحب والعطاء والأمل.. هل
يسمع أحد صراخ الصامتين؟
.. وحديث العقل
بعيداً عن صرخات الصامتين.. نقترب من حديث العقل.. وعندما يتحدث العقل
لابد أن يكون عن حكمة.. والحكمة ضالة المؤمن أينما تكون.. والصالح العام
هو حاجتنا الآن.. بلا بطولات زائفة أو عنتريات لن تنفع مصر.
حديث العقل تحدث به كثيرون ولم يسمع له أحد ولن أزيد بجديد لكن
سأحاول أن أكون مع القائلين بحديث العقل لأن مصر لم تعد قادرة علي احتمال
المزيد.
يا كل المصريين تعالوا إلي كلمة سواء.. كلمة حب للجميع.. ومن
الجميع.. ولمصر.. كلمة حب لله وبالله.. تعالوا نتفق علي أن يجمعنا ما
اتفقنا عليه ولا يفرقنا الآن ما اختلفنا عليه.. نضع جدولاً زمنياً لمناقشة
قضايا الخلاف ولكن نهتم بالثوابت والمصلحة العامة ونقاط الاتفاق أولاً.
الرئيس الدكتور مرسي هو الشرعية.. هو رئيس كل المصريين المنتخب في
أقوي وأفضل شكل ديمقراطي عرفناه.. وبالتالي فإن عليه أولاً مسئولية
"الراعي".. فإذا كان هناك خلاف علي قرار حتي لو كان صحيحاً من وجهة نظره..
فلابد أن يعرف ويفهم ماذا يريد الناس لأنه أولاً: ليس نبياً يوحي إليه..
وثانياً: لأن المشكلة كلها في خمسة شهور علي الأكثر.
ولأن الرئيس المنتخب هو الراعي المسئول أمام الله عن المؤيدين
والمعارضين فلابد أن تكون هناك قرارات ثورية تحمي الدم قبل أن يسيل..
قرارات صعبة لكنها تحمي الشعب الذي منحه الثقة.
لن يضير الرئيس أن يجمد الإعلان الدستوري ولن يضير مصر.
لن يضير الرئيس أن يشرح للناس في خلال كلمة للأمة أسباب الإعلان ويحدد
لنا أسماء المتورطين في المؤامرة التي يتحدث عنها الكثيرون لاسقاط الدولة
ويتم القبض عليهم رسمياً مادامت هناك أدلة.. وبالقانون بدلاً من الإعلان
الذي أزعج الجميع.. فالقانون يحمي الجميع بما فيها القرارات السيادية بلا
حصانة.. ويحمي كل ما يريد الرئيس حمايته دون تغول علي السلطة القضائية.
حديث العقل يدفعنا دفعاً إلي مائدة الحوار العاقل بدون شروط مسبقة وبدون فرض إرادة أحد.. مع احترامنا الكامل للشرعية.
.. وهمس الروح
** وسط القلق والخوف والتوتر.. وبين جبال الشك والريبة والتوجس.. وفي
خضم حروب التخوين والتخويف والتخريف.. يكون همس الروح هو الشفاء ويكون
حديث القلب المحب العاشق للحق.. وللوطن وللغد.. هو الرجاء.. اجتنبوا
المصالح المؤقتة.. وابتعدوا عن الحروب.. واقتربوا من الحق.. واستمعوا
وانصتوا الي همس الروح.. مادام بين الضلوع قلب ينبض.. وفي العقل أمل.. وفي
الروح إيمان.. فإن همس الروح سيبقي هو الحقيقة.
** حبي لله يكفيني.. يرضيني.. يسعدني.. يدفعني للخير.. من أحب الله..
أحبه الله.. ومن أحبه الله هداه.. ومن هداه عرف الطريق.. ومن عرف علم..
ومن علم سار.. ومن سار اجتهد.. ومن اجتهد وصل.. ومن وصل عرف الحقيقة.. ومن
عرف الحقيقة ابتعد عن هذه الحرب البائسة اليائسة وتذكر رضا الله.. وساعد
في تقريب القلوب واجتهد في المصالحة مع النفس ومع الناس.. ونادي بقلب
صادق: تعالوا إلي كلمة سواء.. تعالوا نحب.
** "تعالوا نحب".. كلمة قلتها منذ سنوات وأرددها كل يوم.. "تعالوا
نحب".. فالحب الصادق يجلي النفوس ويزكي القلوب.. وينظف العقول.. ويدفعنا
للعطاء والإخلاص.. الحب الصادق يعلمنا الصدق مع النفس ويعلمنا الصدق مع
الآخر.
** تعالوا نحب.. فإن شجرة الحب إذا أثمرت كفت الجميع.. وأرضتهم.. وأظلتهم بظلالها الجميلة.
** تعالوا نحب.. ونملأ الدنيا حباً.. فبالحب تستمر الحياة.. وبالحب
نعيش.. وبالحب وللحب يبقي نبض القلوب.. وبالحب وللحب تولد الفرحة وترتسم
الابتسامة علي الشفاة.. وتعيش الفرحة في القلوب.. وبالحب وللحب يعود
البريق للعيون.. والاحساس للنفوس والأجساد.. وتورق الأشجار.. وتزهر
الورود.. وتهب النسائم.. بالحب وللحب يعيش الصدق والإخلاص وترتوي أشجار
السعادة والهناء وتثمر ثمارها التي تكون دوماً هي سر الحياة.
** تعالوا نحب.. فالحب هو العلاج السري الشافي للحزن والألم الذي
يعتصر القلوب والنفوس.. إذا دخل الحب في شرايين ووريد الإنسان.. خرج الألم
والحزن من مسامه مع العرق.. حتي ألم الحب يتحول إلي راحة وسعادة مع بسمة
أو لمسة أو حتي همسة!!
** تعالوا نحب.. ونطرد الكراهية والحسد والحقد في قلوبنا.. ومن
حياتنا.. تعالوا نحب فالروح لا تحيا إلا بالحب.. والقلب لا ينبض إلا
بالحب.. والعقل لا يفكر وينقب إلا بالحب.. والجسد لا يقوي بغير الحب.
الحب وحده يكفي عندما يفشل كل شيء آخر!!

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

الصامت ...........واللبق

الصامت ...........واللبق

الصامت ...........واللبق :: تعاليق