المواضيع الأخيرة
دخول
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
بيتك مش بيتك ياسلسيلى
صفحة 1 من اصل 1
07062012
بيتك مش بيتك ياسلسيلى
هناك
مثل إنجليزى يقول «بيتك هو قلعتك»، والمغزى المستنبط من المثل
هو أن بيتك يعنى لك الأمان والحرية الشخصية والنوم العميق. وظنى أن البيت
لم يعد تلك القلعة الحصينة، فلا عاد هناك أمان ولا حرية شخصية ولا نوم
عميق.
أنت محاصر من كل الجهات،
محاصر بالمسجلين خطراً الذين فروا من السجون أو المسجلين خطراً فى
الفضائيات أو المسجلين خطراً فى الأحزاب، ولو أغلقت بابك أتوا إليك من
الشباك، ولو أغلقت الشباك جاءتك أفكارهم فى صحيفة من تحت الباب.
وفى كل الأحوال، فإن أمنك النفسى
مهدد بل وأمنك الشخصى مهدد. ولو طلبت طبيبا نفسيا ينقذك من هذا العذاب،
فقائمة الانتظار طويلة، وعليك الانتظار أو الانتحار. ولو طلبت قسم شرطة
لحمايتك «لطعوك» على التليفون فإذا تبينوا أنك جورج إسحاق أو
أبوتريكة سارعوا وأرسلوا سيارة نجدة فيها عسكرى مجند وجهاز لاسلكى غير
مشحون. تسألنى عن الحل؟
أقول لك اليوجا هى الحل، اليوجا هى
تدريب نفسى شاق على تصور سلام النفس وهى فى حالة حرب، وتصور السكون مع أنه
صخب وتصور أنك فى بستان ورد وأنت فى الحقيقة داخل مزبلة، ترصع الطرق
والشوارع والميادين والحارات.
لن تفلح اليوجا معك، فكل ما
حولك أفسدها. أغلق نوافذ البيت واستسلم لموسيقى تأخذك من وثيقة السلمى أو
من مصنع أجريوم وبلاويه أو من عودة الفلول- بالقضاء- إلى الانتخابات، أو
من استخدام المساجد فى الدعاية «حرام شرعاً»، أو من خسائر
البورصة ٧ مليارات «وبالنسبة لك إيش تاخد الريح من البلاط»،
أو من كارثة تفجير الغاز للمرة السابعة. ولن تستمتع بالموسيقى ولو كانت
لشوبان أو بتهوفن لأن مخك شغال، وكيف تنفصل عن دفتر أحوال وطن؟
اجلس إذا أردت واشتقت لفيلم قديم
ترى فيه مارى منيب أو راقية إبراهيم أو حسين صدقى أو الآنسة أم كلثوم،
وسوف يأتى لك التليفزيون بواحد من أفلام زمان ترى فيه القاهرة بلا هموم
صرف صحى أو قمامة أو اختناقات مرورية أو تكدس سكانى، وسترى الشوارع فاضية
والستات فى جونلات قبل اختراع البنطلونات، وقد تسمع «عينى
بترف» لكارم محمود أو «البوسطجية اشتكوا من كتر
مراسيلى» لرجاء عبده، سيسرقك الفيلم من قلقك رغم سذاجة فكرته، لكن
هذا أهون من أفلام المخدرات والعاهرات وفُجر القاصرات.
وقد تتحسر على ما جرى لزماننا
والحاضر التعس، وقد تحزن لأن العولمة أقصت عنك أولادك وعزلت زوجتك مع
الـ«فيس بوك». وحذارِ أن تعلن رأيك وإلا كنت عدوا للثورة
ومواليا لعهود بائدة، فالـ«فيس بوك» كان رحم ثورة شباب، وعليك
أن تغازلها وتذكر محاسنها وتصبر على خسائرها وتقبل ائتلافاتها المائة
وتسعين وتطلب الرحمة لشهدائها وتضرب تعاظيم سلام لسلفييها، وتذكر بالخير
فرسان أيامها الأولى.. قبل الخيالة التى ركبتها ووقفت فى الميدان فوق
منصاتها تعلن مبادئها وتنتزع شرعيتها.
وفى عز ما نتخيله أمنيات قد تسرق
سيارتك من أمام البيت فى ساعة مغربية ويصيبك القهر وتدوخ السبع دوخات بحثا
عن السيارة، فكأنها فص ملح وذاب..
لا تحزن، هناك قبلك وربما بعدك ١٥
ألف ضحية تم تهريب سياراتهم إلى غزة عبر الأنفاق واستعِن بالبلطجية للبحث
عنها! جرس بابك يرن فانظر من العين السحرية المثبتة فى باب بيتك لترى من
الطارق الغريب: عدو ولاّ حبيب؟!
وصل بنا الحال إلى اقتحام بيوت آمنة
واحتلالها أحيانا وترويع الأطفال، ولن ينفع تركيب شاشة تليفزيونية تكشف لك
«البلاء القادم»، فالغزو«!» يتم بالآلى
والمولوتوف.. أشياء لا يصدقها عقل ولا يستوعبها عاقل ولا يغفلها إنسان
متابع لا يجامل ولا ينافق ولا يزوق الحقيقة أو يعطرها، وهى أن ما جرى عبر
شهور ٢٠١١ من أحداث محزنة ومخزية- فى غيبة أمن يهاب- يساوى ما جرى من
بلاوى عبر ٣٠ عاماً مضت، ومازال بيتك ليس قلعتك.
مثل إنجليزى يقول «بيتك هو قلعتك»، والمغزى المستنبط من المثل
هو أن بيتك يعنى لك الأمان والحرية الشخصية والنوم العميق. وظنى أن البيت
لم يعد تلك القلعة الحصينة، فلا عاد هناك أمان ولا حرية شخصية ولا نوم
عميق.
أنت محاصر من كل الجهات،
محاصر بالمسجلين خطراً الذين فروا من السجون أو المسجلين خطراً فى
الفضائيات أو المسجلين خطراً فى الأحزاب، ولو أغلقت بابك أتوا إليك من
الشباك، ولو أغلقت الشباك جاءتك أفكارهم فى صحيفة من تحت الباب.
وفى كل الأحوال، فإن أمنك النفسى
مهدد بل وأمنك الشخصى مهدد. ولو طلبت طبيبا نفسيا ينقذك من هذا العذاب،
فقائمة الانتظار طويلة، وعليك الانتظار أو الانتحار. ولو طلبت قسم شرطة
لحمايتك «لطعوك» على التليفون فإذا تبينوا أنك جورج إسحاق أو
أبوتريكة سارعوا وأرسلوا سيارة نجدة فيها عسكرى مجند وجهاز لاسلكى غير
مشحون. تسألنى عن الحل؟
أقول لك اليوجا هى الحل، اليوجا هى
تدريب نفسى شاق على تصور سلام النفس وهى فى حالة حرب، وتصور السكون مع أنه
صخب وتصور أنك فى بستان ورد وأنت فى الحقيقة داخل مزبلة، ترصع الطرق
والشوارع والميادين والحارات.
لن تفلح اليوجا معك، فكل ما
حولك أفسدها. أغلق نوافذ البيت واستسلم لموسيقى تأخذك من وثيقة السلمى أو
من مصنع أجريوم وبلاويه أو من عودة الفلول- بالقضاء- إلى الانتخابات، أو
من استخدام المساجد فى الدعاية «حرام شرعاً»، أو من خسائر
البورصة ٧ مليارات «وبالنسبة لك إيش تاخد الريح من البلاط»،
أو من كارثة تفجير الغاز للمرة السابعة. ولن تستمتع بالموسيقى ولو كانت
لشوبان أو بتهوفن لأن مخك شغال، وكيف تنفصل عن دفتر أحوال وطن؟
اجلس إذا أردت واشتقت لفيلم قديم
ترى فيه مارى منيب أو راقية إبراهيم أو حسين صدقى أو الآنسة أم كلثوم،
وسوف يأتى لك التليفزيون بواحد من أفلام زمان ترى فيه القاهرة بلا هموم
صرف صحى أو قمامة أو اختناقات مرورية أو تكدس سكانى، وسترى الشوارع فاضية
والستات فى جونلات قبل اختراع البنطلونات، وقد تسمع «عينى
بترف» لكارم محمود أو «البوسطجية اشتكوا من كتر
مراسيلى» لرجاء عبده، سيسرقك الفيلم من قلقك رغم سذاجة فكرته، لكن
هذا أهون من أفلام المخدرات والعاهرات وفُجر القاصرات.
وقد تتحسر على ما جرى لزماننا
والحاضر التعس، وقد تحزن لأن العولمة أقصت عنك أولادك وعزلت زوجتك مع
الـ«فيس بوك». وحذارِ أن تعلن رأيك وإلا كنت عدوا للثورة
ومواليا لعهود بائدة، فالـ«فيس بوك» كان رحم ثورة شباب، وعليك
أن تغازلها وتذكر محاسنها وتصبر على خسائرها وتقبل ائتلافاتها المائة
وتسعين وتطلب الرحمة لشهدائها وتضرب تعاظيم سلام لسلفييها، وتذكر بالخير
فرسان أيامها الأولى.. قبل الخيالة التى ركبتها ووقفت فى الميدان فوق
منصاتها تعلن مبادئها وتنتزع شرعيتها.
وفى عز ما نتخيله أمنيات قد تسرق
سيارتك من أمام البيت فى ساعة مغربية ويصيبك القهر وتدوخ السبع دوخات بحثا
عن السيارة، فكأنها فص ملح وذاب..
لا تحزن، هناك قبلك وربما بعدك ١٥
ألف ضحية تم تهريب سياراتهم إلى غزة عبر الأنفاق واستعِن بالبلطجية للبحث
عنها! جرس بابك يرن فانظر من العين السحرية المثبتة فى باب بيتك لترى من
الطارق الغريب: عدو ولاّ حبيب؟!
وصل بنا الحال إلى اقتحام بيوت آمنة
واحتلالها أحيانا وترويع الأطفال، ولن ينفع تركيب شاشة تليفزيونية تكشف لك
«البلاء القادم»، فالغزو«!» يتم بالآلى
والمولوتوف.. أشياء لا يصدقها عقل ولا يستوعبها عاقل ولا يغفلها إنسان
متابع لا يجامل ولا ينافق ولا يزوق الحقيقة أو يعطرها، وهى أن ما جرى عبر
شهور ٢٠١١ من أحداث محزنة ومخزية- فى غيبة أمن يهاب- يساوى ما جرى من
بلاوى عبر ٣٠ عاماً مضت، ومازال بيتك ليس قلعتك.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 17 ديسمبر 2022, 2:01 pm من طرف طارق العرابى
» النجوم الساطعه
الإثنين 05 ديسمبر 2022, 9:09 pm من طرف طارق العرابى
» اللواء صبرى محمد عبده سليمان
الأربعاء 16 نوفمبر 2022, 10:15 pm من طرف طارق العرابى
» كلمات مؤلمة
الثلاثاء 15 نوفمبر 2022, 12:55 pm من طرف طارق العرابى
» الحياه المستديره
الإثنين 14 نوفمبر 2022, 9:08 pm من طرف طارق العرابى
» أقوال مأثورة للامام
الجمعة 11 نوفمبر 2022, 11:17 am من طرف طارق العرابى
» اصل عائلة العرابى
الأحد 02 يناير 2022, 8:17 pm من طرف زائر
» بكاء الظالم
الأحد 30 يونيو 2019, 11:56 am من طرف طارق العرابى
» الشهداء أكرم منا جميعا
السبت 15 أكتوبر 2016, 3:40 pm من طرف طارق العرابى