المواضيع الأخيرة
دخول
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
التحول الديمقراطى الحق
12092013
التحول الديمقراطى الحق
تابعت يوم الأحد الماضي من خلال فضائية "صوت الشعب" الوقائع الكاملة لأولي جلسات "لجنة الخمسين" لإعداد تعديلات دستور 2012 كانت جلسة إجرائية لاختيار رئيس للجنة. ونواب للرئيس. ومقرر ومتحدث إعلامي. إلي آخر هذه الإجراءات.
كانت الجلسة في رأيي نموذجية من أولها إلي آخرها. سواء في إدارتها. ما بين "رئيس السن" الدكتور عبدالجليل مصطفي الذي أدار الثلث الأول منها. والرئيس المنتخب عمرو موسي من بعده. أو في مداولات ومداخلات الأعضاء.
روح الأخوة والاحترام كانت هي السائدة طوال الجلسة.. ظهر ذلك واضحاً في أسلوب الحوار وإبداء الملاحظات أو التحفظات.. كل شيء يمضي بهدوء وبلا صخب. حتي في حالات الاعتراض.. فالكلمات مختصرة. والمفردات راقية. والنقاش متحضر. والكل حريص علي الوقت. ويصوب فكره وكلماته مباشرة نحو الهدف.
الأمر تعدي روح الأخوة والاحترام إلي روح "الإيثار" حتي والمنافسة مشروعة.. ففي الترشيح لنواب الرئيس والمقرر والمتحدث الإعلامي. كان كل واحد يزكي الآخر علي نفسه. ويسحب ترشيحه تفضيلاً لغيره. حتي زاد عدد من تنازلوا علي ترشيح أنفسهم لصالح زملائهم. علي من تبقوا في جلسة المنافسة للتصويت عليهم.
ربما لا تكون هناك غرابة في ذلك.. فالأعضاء جميعاً قامات لها مكانتها ودورها كل في مجاله. وهم ممثلون منتخبون لكل أطياف وطوائف المجتمع.. لكن هذا التفسير وحده لا يكفي.. فكم من مرة اجتمع هؤلاء أو معظمهم في محافل أخري خلال العام المنقضي. دون أن نري منهم مثل هذه الروح.
كلمة السر في رأيي وراء هذه الروح هي.. الثقة.
***
مصر استعادت الثقة في نفسها. وفي قدراتها. وفي أبنائها.. كل منا استعاد الثقة في نفسه وبلده ومن حوله.
الثقة. هي ما فقدناه طوال عام كامل من حكم الإخوان.. لقد زرعوا بيننا الشك والخوف.. حكمونا بأسلوب جماعات المافيا والتنظيمات السرية الذي اعتادوا هم عليه خلال ثمانين عاماً.. انتظرنا منهم نموذجاً فريداً للإسلام. فأعادونا إلي الجاهلية الأولي.
الهيمنة.. الأخونة.. الاستبعاد.. تقسيم المجتمع وإشاعة الفكر والسلوك التآمري في تعاملاته. هو ما رأيناه منهم:
وعندما أنهي الشعب ذلك كله في 30 يونيو. عادت إلينا الثقة. وأصبحنا نتحدث لغة واحدة. بعيدة عن منهج المراوغة والتضليل.
وهذا ما عكسته لجنة الخمسين في أول اجتماعاتها. وكانت حريصة علي تأكيده.. فعندما وقف أحد الأعضاء قبل فتح باب الترشيح لنواب الرئيس ليقول إننا اتفقنا علي أسماء فلان وفلان. رفضت اللجنة علي الفور أسلوب "التربيطات" خارجها. واستبعدت ذلك وأصرت علي أن يكون كل شيء من داخل اللجنة وخلال اجتماعها. لتنزع بذلك فتيل الشك الذي يمكن أن يقوض هذه الثقة المستردة.
***
الثقة العائدة. هي نفسها التي تحكم نظرة الشعب الآن إلي قيادته. وإلي الحكومة.
ربما لا يكون أداء القيادة أو الحكومة نموذجياً.. ربما لا يلبي طموح المواطن وتطلعاته بعد ما يقرب من ثلاثة أعوام من المعاناة. ومع ذلك فإن أي قياس علمي ميداني لحالة الرضي أو عدم الرضي بين المواطنين. سيظهر بالتأكيد نتائج مختلفة. بالمقارنة بما كان في "عام الإخوان" حيث كانت فجوة عدم الثقة وانعدام الرضي قد بلغت نهايتها.
الناس تشعر الآن أن هناك دولة.. هناك رئيس مؤقت غير منتخب.. لكنه مع ذلك يتلقي توجيهات مواطنيه. بينما الرئيس الذي كان منتخباً ويفخر بأن شرعيته استمدها من "الصندوق". رمي الصندق بما فيه فور توليه السلطة. وأصبح يتلقي توجيهاته من "المرشد" ومكتب الارشاد.
هناك حكومة تعمل وتجتهد لاستعادة قوام دولة القانون. وتلتزم بتنفيذ خارطة المستقبل لبناء مؤسسات منتخبة تحقيقاً للتحول الديمقراطي الحقيقي.
لذلك يلتف الشعب رغم معاناته حول القيادة والحكومة.. شكراً في النهاية ل "الإخوان".. لقد حاربونا فوحدونا. وأرهبونا فقوونا.. لقد جعلتنا أعمالهم نؤمن لأول مرة. وأن الحياة من غيرهم أفضل.
***
الدولة لابد أن تحرص علي الابقاء علي هذه الثقة. وتعظيمها.. ليس بالوعود أو الشعارات. بل بالأعمال والإنجازات.. أن يشعر المواطن في كل لحظة أنها معه. تحس بمعاناته ولو اعتذرت عن عدم القدرة علي تخفيفها اليوم لقصور الإمكانيات.. ففي مناخ الثقة. يتقبل المواطن الاعتذار. ويستطيع الصبر طالما تأكد بأن النوايا خالصة. وأن القصور لا يتحول إلي تقصير.
لكن الدولة لا تستطيع وحدها الإبقاء علي هذه الثقة.. لماذا؟!
لأن "بعض" الإعلام مازالت تسيطر علي ممارساته روح ما قبل 30 يونيو.
لقد أذهلني مثلاً. بعد متابعتي لوقائع أولي جلسات لجنة الخمسين. أن أجد بعض صحف صباح اليوم التالي الاثنين تنقل هذه الوقائع بمانشيتات زاعقة لا تعبر إطلاقاً عن الحقيقة. فتصف الجلسة مثلاً بأنها كانت "جلسة عاصفة" والمنافسة الهادئة بين عمرو موسي وسامح عاشور علي ورشة اللجنة بأنها "صراع" علي منصب الرئيس.. إلي آخره.
هذا تزييف للحقائق. وتضليل للمواطن لم يعد له مكان الان. أو هذا ما يجب أن نتفق عليه.. فلا الجلسة كانت عاصفة. ولا كان هناك صراع من أي نوع بين أي حد داخل اللجنة علي أي شيء.
***
لم يرفع أحد صوته بأعلي من المعدل العادي لأي نقاش داخل أي اجتماع. ولا حدث اشتباك لفظي بين عضو وآخر. وسامح عاشور بادر بتهنئة عمرو موسي عقب فوزه برئاسة اللجنة. فالإجراءات كلها تهدف إلي تنظيم العمل داخل اللجنة وليس فيها أرباح أو مكاسب لأحد.. ولا شيء يميز رئيس اللجنة أو نوابه أو المقرر أو غيره عن بقية الأعضاء.. كل له رأيه. وكل له صوته.
الخطر أن هناك كثيرين لم يتابعوا وقائع الجلسة بأنفسهم كما تابعتها.. وهؤلاء سوف يصدقون أنها كانت عاصفة. وأن الصراع علي المناصب إحدي سماتها. وبالتالي يمكن أن يتولد لديهم انطباع سلبي عن اللجنة وشخوصها. وأن ينتهي بهم هذا الانطباع إلي أنه "لا شيء تغيَّر". وبالتعبير الشائع: مفيش فايدة.
ومن يدفع المواطن إلي هذا الانطباع يرتكب جريمة تسميم المناخ العام الذي تولد بعد 30 يونيه ويجب أن نحافظ عليه وندعمه.. مناخ الثقة. لأنها السلاح الأقوي الآن في حربنا من أجل هزيمة الإرهاب. وتحقيق التحول الديمقراطي.
كانت الجلسة في رأيي نموذجية من أولها إلي آخرها. سواء في إدارتها. ما بين "رئيس السن" الدكتور عبدالجليل مصطفي الذي أدار الثلث الأول منها. والرئيس المنتخب عمرو موسي من بعده. أو في مداولات ومداخلات الأعضاء.
روح الأخوة والاحترام كانت هي السائدة طوال الجلسة.. ظهر ذلك واضحاً في أسلوب الحوار وإبداء الملاحظات أو التحفظات.. كل شيء يمضي بهدوء وبلا صخب. حتي في حالات الاعتراض.. فالكلمات مختصرة. والمفردات راقية. والنقاش متحضر. والكل حريص علي الوقت. ويصوب فكره وكلماته مباشرة نحو الهدف.
الأمر تعدي روح الأخوة والاحترام إلي روح "الإيثار" حتي والمنافسة مشروعة.. ففي الترشيح لنواب الرئيس والمقرر والمتحدث الإعلامي. كان كل واحد يزكي الآخر علي نفسه. ويسحب ترشيحه تفضيلاً لغيره. حتي زاد عدد من تنازلوا علي ترشيح أنفسهم لصالح زملائهم. علي من تبقوا في جلسة المنافسة للتصويت عليهم.
ربما لا تكون هناك غرابة في ذلك.. فالأعضاء جميعاً قامات لها مكانتها ودورها كل في مجاله. وهم ممثلون منتخبون لكل أطياف وطوائف المجتمع.. لكن هذا التفسير وحده لا يكفي.. فكم من مرة اجتمع هؤلاء أو معظمهم في محافل أخري خلال العام المنقضي. دون أن نري منهم مثل هذه الروح.
كلمة السر في رأيي وراء هذه الروح هي.. الثقة.
***
مصر استعادت الثقة في نفسها. وفي قدراتها. وفي أبنائها.. كل منا استعاد الثقة في نفسه وبلده ومن حوله.
الثقة. هي ما فقدناه طوال عام كامل من حكم الإخوان.. لقد زرعوا بيننا الشك والخوف.. حكمونا بأسلوب جماعات المافيا والتنظيمات السرية الذي اعتادوا هم عليه خلال ثمانين عاماً.. انتظرنا منهم نموذجاً فريداً للإسلام. فأعادونا إلي الجاهلية الأولي.
الهيمنة.. الأخونة.. الاستبعاد.. تقسيم المجتمع وإشاعة الفكر والسلوك التآمري في تعاملاته. هو ما رأيناه منهم:
وعندما أنهي الشعب ذلك كله في 30 يونيو. عادت إلينا الثقة. وأصبحنا نتحدث لغة واحدة. بعيدة عن منهج المراوغة والتضليل.
وهذا ما عكسته لجنة الخمسين في أول اجتماعاتها. وكانت حريصة علي تأكيده.. فعندما وقف أحد الأعضاء قبل فتح باب الترشيح لنواب الرئيس ليقول إننا اتفقنا علي أسماء فلان وفلان. رفضت اللجنة علي الفور أسلوب "التربيطات" خارجها. واستبعدت ذلك وأصرت علي أن يكون كل شيء من داخل اللجنة وخلال اجتماعها. لتنزع بذلك فتيل الشك الذي يمكن أن يقوض هذه الثقة المستردة.
***
الثقة العائدة. هي نفسها التي تحكم نظرة الشعب الآن إلي قيادته. وإلي الحكومة.
ربما لا يكون أداء القيادة أو الحكومة نموذجياً.. ربما لا يلبي طموح المواطن وتطلعاته بعد ما يقرب من ثلاثة أعوام من المعاناة. ومع ذلك فإن أي قياس علمي ميداني لحالة الرضي أو عدم الرضي بين المواطنين. سيظهر بالتأكيد نتائج مختلفة. بالمقارنة بما كان في "عام الإخوان" حيث كانت فجوة عدم الثقة وانعدام الرضي قد بلغت نهايتها.
الناس تشعر الآن أن هناك دولة.. هناك رئيس مؤقت غير منتخب.. لكنه مع ذلك يتلقي توجيهات مواطنيه. بينما الرئيس الذي كان منتخباً ويفخر بأن شرعيته استمدها من "الصندوق". رمي الصندق بما فيه فور توليه السلطة. وأصبح يتلقي توجيهاته من "المرشد" ومكتب الارشاد.
هناك حكومة تعمل وتجتهد لاستعادة قوام دولة القانون. وتلتزم بتنفيذ خارطة المستقبل لبناء مؤسسات منتخبة تحقيقاً للتحول الديمقراطي الحقيقي.
لذلك يلتف الشعب رغم معاناته حول القيادة والحكومة.. شكراً في النهاية ل "الإخوان".. لقد حاربونا فوحدونا. وأرهبونا فقوونا.. لقد جعلتنا أعمالهم نؤمن لأول مرة. وأن الحياة من غيرهم أفضل.
***
الدولة لابد أن تحرص علي الابقاء علي هذه الثقة. وتعظيمها.. ليس بالوعود أو الشعارات. بل بالأعمال والإنجازات.. أن يشعر المواطن في كل لحظة أنها معه. تحس بمعاناته ولو اعتذرت عن عدم القدرة علي تخفيفها اليوم لقصور الإمكانيات.. ففي مناخ الثقة. يتقبل المواطن الاعتذار. ويستطيع الصبر طالما تأكد بأن النوايا خالصة. وأن القصور لا يتحول إلي تقصير.
لكن الدولة لا تستطيع وحدها الإبقاء علي هذه الثقة.. لماذا؟!
لأن "بعض" الإعلام مازالت تسيطر علي ممارساته روح ما قبل 30 يونيو.
لقد أذهلني مثلاً. بعد متابعتي لوقائع أولي جلسات لجنة الخمسين. أن أجد بعض صحف صباح اليوم التالي الاثنين تنقل هذه الوقائع بمانشيتات زاعقة لا تعبر إطلاقاً عن الحقيقة. فتصف الجلسة مثلاً بأنها كانت "جلسة عاصفة" والمنافسة الهادئة بين عمرو موسي وسامح عاشور علي ورشة اللجنة بأنها "صراع" علي منصب الرئيس.. إلي آخره.
هذا تزييف للحقائق. وتضليل للمواطن لم يعد له مكان الان. أو هذا ما يجب أن نتفق عليه.. فلا الجلسة كانت عاصفة. ولا كان هناك صراع من أي نوع بين أي حد داخل اللجنة علي أي شيء.
***
لم يرفع أحد صوته بأعلي من المعدل العادي لأي نقاش داخل أي اجتماع. ولا حدث اشتباك لفظي بين عضو وآخر. وسامح عاشور بادر بتهنئة عمرو موسي عقب فوزه برئاسة اللجنة. فالإجراءات كلها تهدف إلي تنظيم العمل داخل اللجنة وليس فيها أرباح أو مكاسب لأحد.. ولا شيء يميز رئيس اللجنة أو نوابه أو المقرر أو غيره عن بقية الأعضاء.. كل له رأيه. وكل له صوته.
الخطر أن هناك كثيرين لم يتابعوا وقائع الجلسة بأنفسهم كما تابعتها.. وهؤلاء سوف يصدقون أنها كانت عاصفة. وأن الصراع علي المناصب إحدي سماتها. وبالتالي يمكن أن يتولد لديهم انطباع سلبي عن اللجنة وشخوصها. وأن ينتهي بهم هذا الانطباع إلي أنه "لا شيء تغيَّر". وبالتعبير الشائع: مفيش فايدة.
ومن يدفع المواطن إلي هذا الانطباع يرتكب جريمة تسميم المناخ العام الذي تولد بعد 30 يونيه ويجب أن نحافظ عليه وندعمه.. مناخ الثقة. لأنها السلاح الأقوي الآن في حربنا من أجل هزيمة الإرهاب. وتحقيق التحول الديمقراطي.
طارق العرابى- مدير المنتدى
- عدد المساهمات : 1348
تاريخ التسجيل : 17/10/2011 -
مُشاطرة هذه المقالة على:
مواضيع مماثلةصلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 17 ديسمبر 2022, 2:01 pm من طرف 
» النجوم الساطعه
» اللواء صبرى محمد عبده سليمان
» كلمات مؤلمة
» الحياه المستديره
» أقوال مأثورة للامام
» اصل عائلة العرابى
» بكاء الظالم
» الشهداء أكرم منا جميعا