العواقب مش مبشره بخير

فتاوي إهدار دم المعارضين للحاكم.. تنذر بعواقب وخيمة علي من أصدرها ومن
صدرت ضده وعلي الوطن بأكمله.. بعض من أطلقوا علي أنفسهم دعاة وظهروا مؤخراً
علي شاشات تليفزيونية معينة في ظاهرة جديدة برزت كثيراً بعد الثورة..
يطلقون علينا بين الحين والآخر فتاوي قاتلة ما أنزل الله بها من سلطان. وهي
ليست ظاهرة في مصر وحدها. بل ظهرت أيضاً في تونس عندما أطلق أحدهم فتوي
بقتل شكري بلعيد الزعيم اليساري المعارض هناك. وبعدها بيومين أطلقت عليه
رصاصتان في رأسه وهو خارج من منزله ليسقط قتيلاً ومدرجاً في دمائه لتنقلب
تونس بما فيها ومن فيها رأساً علي عقب. ويهب الشعب التونسي غاصباً ثائراً
محطماً مقرات حزب النهضة وحارقاً كل ما يمت بصلة إلي الإخوان المسلمين في
تونس معلناً العصيان المدني والإضراب عن العمل. مطالباً برحيلهم فوراً من
سدة الحكم.
وفي يوم مقتل الزعيم التونسي المعارض.. يخرج علينا في مصر وعبر قناة
الحافظ أحد هؤلاء الموتورين. وهو كما قيل أستاذ جامعي لمادة البلاغة في
الأزهر وداعية سلفي إسلامي كما يطلق عليه أو كما أطلق هو علي نفسه ليصدر
فتوي بإهدار دم كل من يعارض الحاكم. وخص بالذكر جبهة الإنقاذ الوطني واختار
الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي ليطبق عليهما فتوي القتل. مستنداً إلي
تصريحات صدرت منهما وإلي حديث نبوي لا علاقة له بما يحدث حالياً من
تداعيات وإرهاصات سياسية نتيجة الأجواء المحتقنة بين النظام والتيارات
السياسية المختلفة.
وقامت الدنيا ولم تقعد حتي الآن في مصر نتيجة فتوي قاتلة جاهلة أصدرها
إنسان غير مسئول ولا يدرك نتائج ما قال من سلبيات كبيرة وتداعيات خطيرة علي
الوطن والمواطنين عندما أجاز إهدار دم الأبرياء دون ذنب ودون سند من شرع
أو دين أو قانون!!
أجهزة الحكم في مصر تحركت بشكل جيد للغاية ضد الشيخ الدكتور محمود
شعبان صاحب الفتوي "القاتلة" فأصدر النائب العام قراراً بإحالته إلي نيابة
أمن الدولة العليا للتحقيق واتخذت وزارة الداخلية احتياطات أمنية وحراسة
لكل من البرادعي وصباحي. وإن كان صباحي قد رفض تلك الحراسة. فتم تخصيص
دوريات راكبة حول منزله.
مجمع البحوث الإسلامية أيضاً لم يقف ساكتاً أمام فتوي لا تمت للإسلام
بصلة. وأعلن إبطال الفتوي وأحال صاحبها إلي التحقيق وأصدرت رئاسة الجمهورية
بياناً نددت فيه بالفتوي التي تدعو للعنف.. كما أعلن رئيس الحكومة عن
دراسة لتوفير الإجراءات اللازمة للتحقيق في مثل هذه الفتاوي الغريبة.
وانهالت المداخلات التليفزيونية علي الشاشات الفضائية تندد وتستنكر
ووصفه أحدهم بالمجرم الذي يدعو لسفك الدماء.. وتلقي الدكتور ممدوح حمزة
تهديداً بالقتل عبر رسالتين علي تليفونه المحمول بعد أن قال رأيه في الفتوي
وصاحبها..
ولأن ما قاله الشيخ شعبان الذي هو ليس فقيها من أن جبهة الإنقاذ تريد
الكرسي وتحرق مصر وحكمها في شريعة الله القتل. وأنهم يريدون إسقاط من
بايعوه ورفضوا الدستور ويريدون انتخابات رئاسية مبكرة مستنداً إلي نص
الإمام النووي في شرح مسلم.. هو تحريض علي العنف والقتل. ويعد تطوراً
خطيراً في مناخ محتقن. وهو طلقة رصاص قاتلة في صدور المصريين ومن الممكن أن
يسمع أحد الشباب المتطرفين هذه الفتوي فيخرج لينفذها ضد البرادعي وصباحي.
وغيرهما من جبهة الإنقاذ.
وقد عانينا من قبل من وراء هذه الفتاوي المجرمة عندما أهدر دم الكاتب
فرج فودة. وقتل بسبب فتوي من هذا النوع.. كما صدرت فتوي أخري ضد كاتبنا
الكبير نجيب محفوظ بجواز إهدار دمه بسبب رواياته وكتاباته.
ولأن مثل هذه النوعيات من الفتاوي يقوم أصحابها بالتدليس والكذب
والافتراء واستغلال ثغرات دينية يقومون بتأويلها حسب هواهم نفاقاً للحاكم
وتقرباً منه وتزلفاً إليه حتي لو كذب صاحب الفتوي علي أهل العلم والسنة
والجماعة.. فإن مواجهة هؤلاء يجب أن تكون بالشدة وبالقانون ليكونوا عبرة
لغيرهم ولوقف سيل الفتاوي الساذجة والكريهة التي تصدر من بعض من سموا
أنفسهم بالدعاة والتي تتعارض مع الدين والشرع والقانون وطبيعة متغيرات
الحياة الآن.
نقطة نظام:
** سهي عرفات: تقول.. ندمت علي زواجي من ياسر عرفات..
صحيح اللي اختشوا ماتوا.. ماذا جري لك يا امرأة.. وقد بلغت من العمر أرذله؟!!
** المستشار أحمد الزند: قلبي معك.. والله معك. ينصرك علي ما يحاك ضدك
من مؤامرات.. لتشويه صورتك المحترمة في نظر المصريين.. تأكد أن الله غالب
علي أمره.. ولن يفلحوا في مسعاهم الشرير.
** التسويات المالية مع رموز النظام السابق أفضل كثيراً من المكابرة التي لن تجدي شيئاً لمصر.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30

العواقب مش مبشره بخير

العواقب مش مبشره بخير

العواقب مش مبشره بخير :: تعاليق