الشرطه الامن والامان للوطن

أكبر جريمة ارتكبت ضد مصر وطنا وشعبا هي تدمير جهاز مباحث أمن الدولة
واجبار معظم ضباطه وأفراده علي الهروب من الخدمة وترك البلاد مسرحا مفتوحا
لكل القوي التخريبية التي تستهدف استقرار مصر وتحويلها إلي صومال أو عراق
جديد.
أكبر خيانة لهذا الوطن هي محاولة أدعياء الثورة وبعض الإعلاميين
السفهاء كسر جهاز الشرطة وافقاد هذا الجهاز الوطني السيطرة علي أمن البلاد
والعباد وترك تجار السلاح والمخدرات وقوافل البلطجية المسجلين خطر يجوبون
شوارع مصر نهارا وليلا ليرتكبوا كل الجرائم دون أن تتحد كل القوي الثورية
والوطنية لتشكل حائط صد شعبياً قوياً ضد الاجرام الذي يستهدف ضرب ما تبقي
من أمن واستقرار مصر.
أكبر خطيئة يرتكبها المتحدثون باسم القوي السياسية ومشاهير الإعلاميين
في الفضائيات كل ليلة التطاول غير المبرر علي جهاز الشرطة وترديد الاتهامات
العشوائية والكاذبة ضد ضباطها وأفرادها وتصيد الأخطاء والعثرات لهم وتبرير
العدوان عليهم.
بالله عليكم: في شرع من يلتف مجموعة من الصبية الطائشين حول عميد شرطة
وقف يتحدث معهم بالعقل والمنطق ويقنعهم بالسلوك الحضاري والتظاهر السلمي
فيختطفونه ويعتدون عليه ويختطفون مدرعته ليحرقوها مع سيارة أخري للشرطة في
ميدان التحرير؟
من قال ان أقسام الشرطة في بورسعيد والسويس وبعض محافظات مصر تهاجم
وتحرق علي يد بلطجية بعد سرقة الأسلحة منها ثم يجلس بعض تجار الثورة يقدمون
المبررات لهذا السلوك الاجرامي في الفضائيات.
في أي شرع وفي أي عرف تهتم الفضائيات بسقوط بلطجي علي يد بلطجي آخر ولا
تنشغل بالجرائم التي ترتكب يوميا ضد ضباط وأفراد شرطة شباب خرجوا للدفاع
عن المنشآت العامة وكل أسلحتهم عصي وقنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين
الذين يحتكون بهم؟
لقد دفع العشرات من ضباط وأفراد الشرطة الشرفاء حياتهم وهم يدافعون عن
أرواح المواطنين والممتلكات العامة والخاصة ويواجهون قوافل المجرمين ومع
ذلك مازال الكثير من الغوغائيين يحرضون ضد الشرطة ويوجهون الاتهامات
الكاذبة لعناصرها وعندما يحدث انفلات أو خلل أمني نتيجة غياب أو احباط
الشرطة يتباكي هؤلاء علي الأيام الخوالي التي كان الأمن فيها يقوم بواجبه
ويعلم فيها دبة النملة في أرجاء الوطن.
لقد أزهقت أرواح ونهبت أموال وخربت ممتلكات عامة وخاصة بسبب تراجع أداء
جهاز الشرطة ودفع الوطن ثمنا غاليا لهذا التراجع أو الاحباط ومع ذلك لم
يتعظ هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم أوصياء علي الشعب المصري يتحدثون باسمه
ويوجهون الاتهامات لأجهزته الأمنية دون دليل.
لا ينكر أحد ان للشرطة أخطاء وتجاوزات كثيرة وان جهاز أمن الدولة
المنحل كان يرتكب جرائم ضد مواطنين بسطاء وشرفاء وكان يأخذ بعض الناس
بالشبهات.. لكن لم يكن يجرؤ أحد من المجرمين الذين خرجوا من الجحور أن يضرب
بمبة في أي مكان في مصر عندما كانت الشرطة قوية ومتماسكة.
لقد أصبح من المألوف الآن ان نقرأ ونشاهد ونسمع كل يوم عن العصابات
الإجرامية التي تسطو علي سيارات نقل الأموال وتهاجم محلات الصرافة
والصيدليات والمحلات العامة في وضح النهار لتسرق وتقتل وتفعل كل ما يحلو
لها.
أصبح من الطبيعي الآن أن يستوقفك أي أحد في الشارع ويشبعك ضربا ويجردك
مما كل ما تحمله ثم يتركك وسط الجماهير التي تكتفي بالفرجة ولا تجد من
ينقذك أو يحميك.
جهاز أمن الدولة المنحل حمي مصر وشعبها من مخاطر كثيرة وكان يقف
بالمرصاد لكل القوي الخارجية التي تحاول نقل الفوضي إلي مصر.. والأخطاء
والتجاوزات التي ارتكبها بعض عناصره لم تكن أبدا مبررا لتدميره وحرمان
الوطن من جهود رجاله.
التقيت مرة علي مائدة طعام في مؤتمر عام بأحد عناصر أمن الدولة قبيل
الثورة وبمجرد التعرف علي هويته انتقلت من جواره إلي كرسي آخر فتأثر وسألني
لماذا فعلت ذلك؟ فداعبته قائلا: ربنا يكفيني شركم.. فنهض غاضبا وأراد
الانتقال إلي مائدة أخري فأجلسناه.
سألني بمجرد جلوسه: كم مرة ذهبت فيها إلي أمن الدولة؟
قلت له: ولا مرة.. حدث اتصال هاتفي فقط من أحد عناصره بي عندما تقدمت
بطلب لترخيص سلاح وكان من القسم المختص بالتعامل مع الصحفيين ولم يستمر
الاتصال أكثر من ثلاث دقائق للاستفسار عن أسباب رغبتي في حمل سلاح.
عاد ليسألني: كم واحداً من أقاربك أو أصدقائك ذهب إلي أمن الدولة وتصرفت معه بشكل غير لائق؟
قلت له: لا أذكر ان أحدا من أقاربي أو معارفي شكا لي من أمن الدولة.
قال: من أين كونت انطباعك عن أمن الدولة؟
قلت له: من كلام الناس فهناك ضحايا كثيرون لجهازكم ولنا جميعا ملفات عندكم.
قال معقبا ومنهيا حواره معي أمام عدد من الزملاء الإعلاميين: الذين
يشكون من أمن الدولة هم الذين يرتكبون جرائم ضد أمن الوطن والذين نحتفظ
بملفات لهم ونراقبهم هم الذين يخططون ويتآمرون ضد هذا الوطن.. أما الأسوياء
فلا شأن لنا بهم ولسنا معنيين بمراقبتهم وعمل ملفات لهم.
اعتبرت أنا وزملائي أن كلام رائد أمن الدولة في ذلك الوقت شكل من أشكال
تبييض وجه هذا الجهاز سييء السمعة.. لكن بعد الثورة المصرية المجيدة
وانهيار هذا الجهاز وخروج الخفافيش من الجحور ومشاهدة ما يفعلون يوميا
للاضرار بأمن الوطن تأكدت انه كان محقا.
ما أحوج مصر الآن إلي جهاز أمن دولة محترم يعرف حقوق الانسان السوي
ويحترم حرياته ويطارد خفافيش الظلام التي تعبث بأمن الوطن وتستحل كل
حرماته.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30

الشرطه الامن والامان للوطن

الشرطه الامن والامان للوطن

الشرطه الامن والامان للوطن :: تعاليق