رب اجعل هذا البلد امنا

أيام حزينة وساعات عصيبة تمر بها مصر تدمع لها العيون وتدمي لها القلوب
وليس أمامنا سوي الله الذي تعهد بأن تكون مصر بلداً آمناً لنتوجه إليه
بالدعاء والرجاء.
لم أقرأ ولم أسمع أن المصريين انقسموا علي مدي تاريخهم الطويل مثلما
هم منقسمون الآن.. ولم أري عجزاً وجموداً في التعامل مع أزمة تكاد تعصف
بالبلاد بعد أن تجمدت العقول وأغلقت الأعين وصُّمت الآذان مثلما أري الآن.
فلن يستطيع طرف أن يحتكر الحقيقة كلها حتي لو تكلم باسم الدين وتاجر
بالدين وعلي كل طرف تخندق وتمرس خلف مواقفه لا يريد أن يتزحزح عنها قيد
أنملة أن يهدأ قليلاً ويخرج من خلف المتاريس التي أقامها وينفتح علي الطرف
الآخر ولماذا لا نذهب إلي طريق ثالث نسير فيه جنباً إلي جنب..؟
لماذا لا يكف فريق الموالاة عن التكفير والتخوين وخطاب التعالي ويكف
المتحدثون والمستشارون عن ترديد التصريحات الاستفزازية التي تؤكد أنه لا
تراجع عن الإعلان الدستوري ثم تأكيد أن الاستفتاء سيجري في موعده.
ومن الطرف الآخر علي القوي المعارضة أن تعي أن تراجع الرئيس وسحب
الإعلان الدستوري أمر في غاية الصعوبة وسيضر مقام الرئاسة أبلغ ضرر خاصة
أنه يأتي بعد تراجعان سابقان أولهما حول مجلس الشعب والثاني حول أزمة
النائب العام الأولي.. فلا مجال إذن لتراجع ثالث بشكل كامل.
إذن ما الحل..؟
أري الحل في الذهاب إلي الطريق الثالث الذي يخرجنا من أجواء الحرب
الأهلية ويحفظ ما الوجه لجميع الأطراف.. القبول بالالتقاء في منطقة وسطي.
أول هذا الطريق الثالث أو المنطقة الوسطي هو قيام الرئاسة بالخطوة الأولي فالكرة الآن في ملعبها وعليها القيام بالضربة الأولي.
ومن ثم علي الطرف الثاني قبول الخطوة حتي لو كانت صغيرة ثم مواصلة
البناء عليها وتطويرها مع وعد رئاسي وتأكيد بالمضي قدماً في تحقيق التقارب
والتشاور باستمرار في كل ما يخص الوطن فهذا هو طريقنا الأفضل مع التخلي عن
شيطنة كل طرف للآخر.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

رب اجعل هذا البلد امنا

رب اجعل هذا البلد امنا

رب اجعل هذا البلد امنا :: تعاليق