غيروا انفسكم .............نسير الى بر الامان

فاز الدكتور محمد مرسي برئاسة مصر..و أصبح أول رئيس ذي مرجعية إسلامية يحكم مصر في
العصر الحديث وتحولت جماعة الإخوان المسلمين من جماعة محظورة ــ وهي مازالت
قانوناً محظورة ــ إلي جماعة تحكم مصر.. ساندها في تحقيق الحلم جماعات
سلفية إسلامية.. وأصبح حكم مرسي لمصر حكماً علي الإسلاميين.. وتجربة
للإسلام السياسي أو عليه.. وتلك هي الإشكالية الحقيقية التي حاولت أكثر من
مرة التنبيه عليها.

هناك فريق كبير من المصريين يخشي من حكم الإسلاميين أو من يحكمون باسم
الإسلام ويخشون أن تتحول الدولة المصرية التي عاشت آلاف السنين دولة
مدنية.. إلي دولة دينية برغم أنه لا يوجد في الإسلام ما يسمي دولة دينية
وبرغم أن القرآن الكريم والسنة المطهرة يحددان بشكل واضح جداً هوية الدولة
المدنية في ظل حكم الإسلام.

المصريون الذين يخشون حكم الإسلاميين ويتخوفون من ممارسات من يحكمنا
باسم الدين لديهم الحق لأن الرسالة التي تصل إليهم دائماً رسالة مشوشة أو
ناقصة.. أو رسالة سلبية.. رسالة تسيء إلي الإسلام أكثر ما تسيء إلي
الإسلاميين.. تشوه الوجه الحقيقي للدين الحنيف الذي أنزله الله علي محمد
صلي الله عليه وسلم أكثر ما تشوه صورة من يمارسون الحكم باسم الإسلام..

..وأنا لا أخشي علي الإسلام من الذين يرفضون الإسلام السياسي.. فهؤلاء
ــ وليس كلهم طبعاً ــ يفرقون بين السياسة والدين ولهم وجهة نظر محترمة في
أن السياسة والساسة بها ألاعيب وممارسات لا تتفق مع صحيح الدين وأن الذين
يمارسون السياسة يضطرون إلي أعمال وأفعال وأقوال قد تكون مسيئة أو ضد
الدين.. وقد تكون هناك قضايا دينية ملحة يضطر الحاكم إلي تأجيلها في مخالفة
للشرع.. أو غير ذلك من القضايا الخلافية والفقهية في فقه الحكم..
والإدارة.

ومادمنا متفقين علي الأصول والمبادئ الحاكمة للشريعة.. فلا أزمة في
الخلاف في الفروع وكل يؤخذ منه ويرد إلا رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم.

المصريون الرافضون لحكم الإسلاميين لا أخشي من معظمهم علي الإسلام لكن
أخاف جداً من ممارسات الإسلاميين وأقولها بأعلي صوت لعل أحدهم يسمعني أيها
السلفيون.. أيها المنتسبون لجماعة الإخوان المسلمين.. أيها المنتسبون
للإسلام السياسي.. اتقوا الله في الإسلام.. اتقوا الله فينا نحن المسلمين
الذين نتمني أن يكون الإسلام هو القدوة وهو القائد.. وهو الحاكم..!!

لا أقول ذلك بمناسبة حادث السويس أو حادث الشرقية أو أي حادث عارض قد
يحدث أو يتكرر وإن كنت أري هذه الحوادث علامات خطرة في مسيرة الإسلام
السياسي.. وأرفض تماماً أن يدعي أحد أن أمن الدولة أو الكارهين للإسلام هم
الذين يمارسون هذه الأفعال لتشويه الإسلام.. فنحن بذلك لا نريد أن نواجه
أنفسنا ولا نريد أن نعترف بالواقع ولا نريد تصحيح أخطائنا مبكراً.

دعونا نعترف بأن هناك حالة من التدين بلا ضوابط شرعية.. دعونا نعترف
بأن السلفيين أنفسهم مازالوا مختلفين في رؤي واجتهادات فقهية من أقصي
اليمين إلي أقصي اليسار.. ولابد أن نعترف أن هناك حالة "استعلاء" تملكت بعض
المنتسبين للإسلام السياسي بعد فوز مرسي بالرئاسة.. هذه الحالة من
الاستعلاء تراها في أحاديث وتجمعات وتصرفات تنذر بالخطر ضد ما هو إسلامي.

دعونا نعترف بسلبيات العمل السياسي الإسلامي والعمل الإسلامي الدعوي في
بعض الأماكن.. وأن هناك حالة خوف من مواجهة هذه الانحرافات السلوكية خشية
أن يقال إن هذا ضد الإسلام.

من يسمون أنفسهم جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جعلوا من
أنفسهم قضاة لا دعاة.. وهي ليست جماعة منتسبة لأمن الدولة أو أي جهة ضد
الإسلام.. بل هي جماعة دعوية منتسبة لأهل السلف لم يلتزموا بالضوابط
الشرعية السليمة لفرض شرع الله وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وكل
فرض أوجبه الله علينا وشرعه لنا له ضوابط شرعية لابد من الالتزام بها
فالصلاة فرض علي كل مسلم بشرط أن يكون عاقلاً رشيداً.. ولا يؤديها إلا
بضوابط شرعية بحيث يكون طاهراً متوضئاً متوجهاً إلي القبلة نيته أداء
الصلاة ويصلي كما صلي النبي عليه الصلاة والسلام وليس كما يريد هو.. والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر فرض له ضوابط شرعية لابد من الالتزام بها..
وليس من حق أحد أن يحاسب أحداً أو يحاكم أحداً باسم الإسلام.. لم يحمل أحد
لواء الدين والدعوة بأمر إلهي إلا النبي المعصوم عليه الصلاة والسلام.

الإخوان المسلمون فازوا بالرئاسة لكن هناك رئيس لمصر الآن اسمه محمد
مرسي وليس الإخوان المسلمين.. يحكم كل المصريين ولم يعد يمثل الجماعة..
فليتوقف كل قيادات الجماعة عن التحدث باسم الرئيس.

لدينا رئيس واحد.. لكل المصريين.. وليس عشرات الرؤساء من قيادات الجماعة.

لا أكون مبالغاً إذا قلت إنه إذا استمر هذا الحال.. وظل قيادات الجماعة
علي هذه الحال من الاستعلاء وإشعارنا بأن كل منهم هو الرئيس وليس مرسي
وحده بأن تكون المواجهة الأولي لمؤسسة الرئاسة مع بعض قيادات الجماعة
وساعتها سيري العالم كله أن تجربة الحكم باسم الإسلام السياسي تجربة فاشلة
وسينسي العالم كله لحظتها تجربة ماليزيا وتركيا وغيرها من التجارب لأن مصر
الإسلامية هي قبلة من ينظرون إلي الإسلام الوسطي المعتدل الصحيح.. إسلام
بلد الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء.

السلفيون أيضاً ــ بعضهم بالطبع وليس كلهم ــ يعيشون حالة استعلاء
وإحساس بالقوة.. ويريد بعضهم جني ثمار تأييدهم لمرسي كواجهة إسلامية..
وبدأوا في معارك جانبية أخشي أن تتحول بلا وعي سياسي إلي معارك حقيقية خاصة
أن معظمهم حديثو عهد بالعمل السياسي وظلت أدبياتهم طوال سنوات.. تؤكد
بعدهم عن السياسة والساسة.

وكما قلت فالسلفيون ليسوا علي قلب رجل واحد في الفهم والعمل والوعي..
فهناك من هو مصر ومازال مصراً علي رفض الخروج علي مبارك.. وأن الخروج عليه
حرام.. وهناك من أيد الثورة والخروج بل اعتبره شرعياً بالأسانيد وبين هؤلاء
وأولئك.. موجات من العمل السلفي.. وهناك جماعات سلفية جهادية مازالت علي
الأرض تري أن الجهاد ضد كل ما هو إسلامي جهاد مقدس وفرض شرعي.. وهناك
جماعات سلفية عاقلة مازالت تري أن الدعوة إلي الله بالحسني والموعظة الحسنة
هي السبيل الوحيد لتقديم صورة الإسلام الصحيحة "ولو كنت فظاً غليظ القلب
لانفضوا من حولك" لذلك.. أخشي أن تكون المواجهة من السلفيين هي الأزمة
الثانية لمؤسسة الرئاسة..!!

أيها الإسلاميون.. احذروا.. وانتبهوا فكل عمل جيد ومتميز وناجح محسوب
لصالح الإسلام.. وكل عمل سلبي وسيئ وفاسد محسوب ضد الإسلام.. فاتقوا الله
في الإسلام.. واتقوا الله فينا فالأمر لو تعلمون عظيم.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30

غيروا انفسكم .............نسير الى بر الامان

غيروا انفسكم .............نسير الى بر الامان

غيروا انفسكم .............نسير الى بر الامان :: تعاليق