افتحوا الطريق ... الرئيس جاى

عشرة أيام فقط . تفصلنا عن وصول الرئيس الجديد الي قصر الرئاسة ورغم أن ذلك ما أنتظره المصريون منذ اندلاع الثورة وحتي الآن. إلا أن مشاعر القلق مازالت هي السائدة بين غالبية المواطنين. في ظل استمرار غياب الثقة بين القوي السياسية. وانقسام واضح في آراء المصريين. أضف إلي ذلك ما أصدره المجلس العسكري من تعديلات مكملة للإعلان الدستوري وقرارات أخري. ضاعفت من غموض الموقف .

ولعل من المفيد أن نبدأ بالمشهد الانتخابي والذي عبر بوضوح عن تماسك قوي الإسلام السياسي وقدرتها علي العمل والتنسيق وإحراز النتائج مستخدمة في ذلك كافة الوسائل. فيما أخفقت القوي المدنية بكافة أشكالها ومسمياتها في أن يكون لها دور فاعل في الأحداث . ومن ثم فلن يشفع لها إعلان بعض أحزابها تأسيس ما أطلق عليه "التيار الثالث" لمواجهة تياري : الإخوان المسلمون وبقايا النظام السابق وحزبه المنحل. لأنها ستحتاج وقتاً طويلاً لتحقيق التضامن وكسب ثقة الشارع المصري.

علي الجانب الآخر إنقسم الشعب إلي قسمين كادا أن يتساويا لولا طبيعة الانتخابات. ورغم أن ذلك يؤكد شفافية صناديق الاقتراع ويقربنا من تجارب ديمقراطية راسخة في أوروبا وغيرها. إلا أنه يحمل في طياته مخاوف من استمرار هذه الحالة من الانقسام. ربما تنعكس سلبيا علي الوضع العام في مصر. أضف إلي ذلك الأعداد الكبيرة من الأصوات الباطلة وما قاله شباب الثورة بأنهم قاطعو التصويت . ولن يعترفوا بشرعية الرئيس المنتخب.

في الطرف الثالث من المشهد. كان المجلس العسكري حاضرا بقوة. سواء من خلال الإصرار علي إجراء الإنتخابات الرئاسية دون التحيز لطرف علي حساب آخر. أو من خلال إصدار التعديلات المكملة للإعلان الدستوري والتي جاء في مقدمتها تمسك المجلس بتقرير كل ما يتعلق بشئون القوات المسلحة وتعيين قادتها ومد خدمتهم . أيضا المادة الخاصة بخوض الحروب والتي أكدت أن رئيس الجمهورية يعلن الحرب بعد موافقة المجلس الأعلي للقوات المسلحة . أضف إلي ذلك قرار تشكيل مجلس الدفاع الوطني وتحديد أعضائه وآليات تنفيذ قرارته .كل ذلك يعني أن القوات المسلحة لديها أيضا من الأسباب ما يجعلها تحتاط لنفسها علي الأقل خلال المدي القصير. ولحين إقرار الدستور الجديد وتحديد إختصاصات مؤسسات الدولة بما فيها مؤسسة الرئاسة.

من هنا يمكن القول أن الجمهورية الثانية أو مصر الجديدة التي تنتظر ميلادها نهاية الشهر الجاري . ستأتي في ظل توترات عديدة. بدأت بوادرها مبكرا إذن نحن أمام مشهد يوحي بأن القادم صعب. في ظل تكهنات باستمرار حالة الانقسام قد تصل إلي صدامات ومواجهات تعيدنا إلي المربع قبل الأول. ولكن يبقي الأمل في الشعب نفسه وقدرته علي حماية دولته . ثم في آداء الرئيس الجديد وقدرته علي العمل من منطلق وطني بحت دون الإلتفات لنوازع شخصية أو حزبية. وقبل ذلك كله عناية الله سبحانه و تعالي بأن يحمي بلدنا وأن يحفظها من سوء تقدير بعض أبنائها.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

افتحوا الطريق ... الرئيس جاى

افتحوا الطريق ... الرئيس جاى

افتحوا الطريق ... الرئيس جاى :: تعاليق