بزوغ فجر جديد ايا كان اسم الرئيس لانه مصريا

اذا كان في الذاكرة بقية.. يمكن أن نستعيد أحوال المصريين في السادسة من مساء الحادي عشر من يناير ..2011 لحظتها تعانق الجميع ورقصوا فرحاً. وامتزجت دموع الشوق ونسائم الحرية مع البهجة برحيل الطاغية وبزوغ الأمل في بناء مصر الجديدة التي يتحقق فيها حلم العدل والحب والأمان.

وخلال أطول وأصعب شهور في مصر جرت في النهر مياه ودماء أيضاً كثيرة حتي وصلنا إلي مشهد انتخابات الرئاسة الذي كان يمكن قراءة دلالاته في عيون أغلب الناخبين.. كانت العيون زائغة تموج في حدقاتها الحيرة والقلق والغيظ والخوف من بكرة.. وداخل اللجان. كنت تشعر أن الناس مخنوقة و"مضروبة علي دماغها" وهي تختار مضطرة بين مرشحين لا تريدهما أو تبطل صوتها وهي حزينة دامعة.

رغم ذلك. كان في المشهد خيوط من أمل.. ويكفي أن المصريين دخلوا أخيراً في قائمة الشعوب المسيسة بعد زمن طويل من اللامبالاة أو السلبية. بدليل أنهم أعطوا في الجولة الأولي حوالي 50% من الأصوات لمرشحي الثورة الذين للأسف خذلوهم بالتشرذم وعدم التوحد. ليضعوا مصر في هذا المأزق.

مشهد الانتخابات الحزين الذي اختفت منه حتي بسمة باهتة. لابد أن يضعه د.محمد مرسي أمام عينيه ليتذكر دائماً أنه لم يدخل غالباً. قصر الرئاسة محمولاً علي أعناق الأنصار الفرحين بمرشح "الإخوان". بل لأن عدة ملايين ممن صوتوا له كانوا في دائرة "المضطر يركب الصعب" أو نار مرسي ولا جنة المرشح الذي يهتف له الفلول ورموز الحزب الوطني المنحل.

علي د.مرسي وجماعته ألا يخذلوا من راهنوا عليهم حتي لو مضطرين. لمنع إعادة نظام مبارك. وأن يدرس جيداً مخاوف من قاطعوا أو أعطوا "شفيق" وهم له كارهون. وذلك بسبب الأداء السيئ للأغلبية في البرلمان. وخذلان "الإخوان" للثوار في بعض محطات الثورة. وفي غياب الحنكة السياسية وعدم تغليب المصلحة العامة حتي الساعات الأخيرة قبل قرار حل مجلس الشعب. الذي لم يجد أحداً يذرف الدمع عليه.

علي د.مرسي أن يثبت أنه رئيس لكل المصريين حتي لأشد خصومه. وأن تكون أولوياته ليس تصفية الحساب مع أحد. بل أن يعلم يقيناً أن الناس طال انتظارها إلي إحساس بالأمان. ولقمة عيش. وفرصة عمل ونسمة حرية. وأن المزيد من الانتظار سيكون وبالاً علي الجميع وينذر بثورة جياع مدمرة. حمي الله مصر من حرائقها.

علي الرئيس الجديد أن يطمئن كل المصريين مسلمين وأقباطاً. أن مصر ستظل كما كانت عبر التاريخ. واحة للتسامح والاعتدال التي يهفو إليها الجميع. ويجدون تحت ظلالها. الأمان والحب والدفء.. مصر التي لا يمكن لأحد أن يغيِّر ملامحها أو هويتها أو يقهر نساءها. مصر الرائعة التي يستيقظ أهها مبكراً لصلاة الفجر ويشتاقون دوماً إلي زيارة بيت الله الحرام ويعشقون الفن والنكتة والفرح. ويكرهون أن يفرض عليهم أحد طقوس دينهم أو يتدخل في علاقتهم مع ربهم.

علي د.مرسي أن يثبت أن جماعته قد شفاها الله من مرض "التكويش" وأن يمد يديه لكل القوي السياسية للمشاركة جميعاً في بناء مصر الجديدة. وأن يستعين بكل الكفاءات القادرة علي الخروج من أزماتنا المزمنة حتي لا نعود إلي متاهة أهل الثقة وأهل الخبرة.

بعد مظاهرات الفرح بالرئيس المنتصر.. لابد أن تؤكد جماعة الإخوان أنها تعلمت من أخطائها. وأنها أمام أكبر تحد في تاريخها بعد أن قطفت الثمرة. التي لم تكن تحلم بها لولا الثورة التي أشعلها الشباب ودفعوا دماءهم الزكية في سبيلها.

وبالتالي إما أن يثبتوا أنهم يعملون لمصر أولاً. وأنهم علي قدر مسئولية مساعدة مرشحهم علي بناء مصر وتحقيق أحلام شعبها. أو أن يحفروا قبورهم السياسية بأيديهم لأن من أشعلوا الثورة ومن أعطوهم هذه الفرصة. خرجوا أخيراً من القمقم ولن يسمحوا لأحد أن يخدعهم أو يسرق أحلامهم.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

بزوغ فجر جديد ايا كان اسم الرئيس لانه مصريا

بزوغ فجر جديد ايا كان اسم الرئيس لانه مصريا

بزوغ فجر جديد ايا كان اسم الرئيس لانه مصريا :: تعاليق