المواضيع الأخيرة
دخول
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
كله تمام
صفحة 1 من اصل 1
12012014
كله تمام
هذه قاعدة ذهبية في الحكم علي تخلف دولة ما أو تقدمها.. فإذا قادت السياسة الاقتصاد. فاحكم علي الدولة بالتخلف.. وإذا قاد الاقتصاد السياسة. فاحكم عليها بالتقدم.. وبهذا المعيار تستطيع أن تحكم علي مصر وكل الدول العربية بالتخلف "وأنت مرتاح البال والضمير".. لن يؤنبك ضميرك. ولن تشعر بالندم.. وتأكد أن حكمك صحيح إذا اتبعت هذه القاعدة.. والسياسة في الدول "اللي فاتح عليها ربنا ثابتة". لأنها محكومة بالاقتصاد وليست حاكمة له.. والاقتصاد في الدول المتخلفة تابع للسياسة. ومحكوم بها.. والسياسة في هذه الدول متقلبة. ومزاجية. وهوائية وحمقاء.. لذلك لابد أن يكون الاقتصاد هوائياً ومتقلباً. وأحمق ومزاجياً.. والسياسة عندنا ليست منهجاً. ولكنها مجرد انطباعات وأكاذيب وشائعات تحكم حياتنا كلها.. وليس صحيحاً أبداً أن الشعب المصري صار مسيساً بعد وكسة يناير.. لكن الصحيح أنه صار شعباً سائلاً. ومجرد ريشة في مهب رياح عاتية.. "يروح يمين. ويروح شمال.. يصبح مؤمناً. ويمسي كافراً.. أو يصبح كافراً. ويمسي مؤمناً".. وهذا أمر الفتن وشأنها.. إذ تترك الحليم حيران.. ويختلط فيها الحابل بالنابل.. ظلمات بعضها فوق بعض. إذا أدخلت يدك لم تكد تراها.. برق يخطف أبصارنا.. يضيء فنمشي فيه.. ويظلم. فنقوم. أي نتوقف عن المشي.. الشعب المصري. فقد الصلابة وصار رخواً.. تحسبنا أيقاظاً ونحن رقود.. وتقلبنا ذات اليمين وذات الشمال. فلا تري حراكاً. ولكنك تري عراكاً بلا حراك.. لو اطلعت علينا لوليت منا فراراً. ولملئت منا رعباً.
الشعب المصري وكل شأنه تحركه الشائعات والأكاذيب وتحكم حياته. ولا تحركه الحقائق والمبادئ.. وهو دائماً أميل لتصديق الأكاذيب والشائعات.. ولا يصدق أبداً نفي الأكاذيب والشائعات.. لذلك يقول خبراء الاقتصاد أن ارتفاع سعر الدولار واليورو في السوق السوداء والبيضاء ارتفاع سياسي. أو هو سعر سياسي. وليس سعراً اقتصادياً.. كذلك ارتفاع أسعار السلع سياسي وليس اقتصادياً.. والبورصة ترفعها شائعات وتخفضها شائعات.
والناس في بلدي لا يصدقون الحلو ولو كان حقيقة. ولكنهم يصدقون الْمُر ولو كان شائعة وكذباً.. فإذا قيل لهم إن اقتصادنا قوي ويتعافي وقادر علي امتصاص الصدمات. لا يصدقون ذلك ولو دللت علي قولك بأرقام وحقائق وإحصاءات ومقارنات.. أما إذا قلت لهم إن اقتصادنا يتداعي ويتراجع. ويوشك علي الانهيار. فإنهم يصدقونك دون أن يطلبوا دليلاً.. الناس يطلبون أدلة وبراهين علي الأشياء الجيدة والمشرقة. ورغم ذلك لا يصدقون.. ولا يطلبون دليلاً علي الأمور والأخبار السيئة. ويصدقونها بلا دليل.. فإذا قلت لهم إن فلاناً شريف ونظيف اليد ومحترم. تراهم يصدون عنك صدوداً. ويطلبون منك برهاناً. فإذا قدمته لهم يرتابون ويشككون.. وإذا قلت لهم إن فلاناً "حرامي" وفاسد. وفيه كل "القُطط الفاطسة". يقبلون عليك وينصتون لك باهتمام ويصدقونك ولا يطلبون دليلاً.. إذا قلت إن المرأة شريفة ومحترمة وعفيفة لا يصدقون.. وإذا قلت إنها خائنة وساقطة يصدقونك فوراً.
نحن مضبوطون علي السوء. لذلك تنتشر بيننا الشائعات انتشار النار في الهشيم.. ونتطوع أكثر فنزيد في الشعر بيتاً وأبياتاً. ونجعل السيئة سيئات.. وغاية الشر والسوء والدمار في أي مجتمع أن أبناءه إذا رأوا فضيلة ستروها. وإذا رأوا رذيلة نشروها.. وقد توعد الله عز وجل هذا الصنف من البشر بالعذاب الأليم والمهين.. وهو صنف الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.
والشائعات تروج وتنمو وتتمدد في المجتمعات المنافقة. لأن المنافقين هم الذين يحبون أن تشيع الفاحشة.. وهم الذين برعوا في أحاديث الإفك.. الإفك الاجتماعي. والإفك السياسي. والإفك الاقتصادي.. وأحاديث الإفك تجد أرضاً خصبة في المجتمع المنافق لأن الذي يروجها منافق. والذي يسمعها ويصدقها منافق أيضاً.. والناس في أحاديث الإفك لا يبحثون عن منطق ولا أدلة ولا براهين. لأنهم يحبون الإفك ويستمتعون بالشر والكذب والشائعات.. والله سبحانه وتعالي لم يذم الكاذب فقط. بل ذم أيضاً الذي يسمع الكذب ويصدقه. فذم اليهود. أو بني إسرائيل بقوله: "سماعون للكذب.. أكالون للسحت". فسامع الكذب وناقله وناشره. شريك أصيل في الجريمة.. وإذا كان الكذاب راكباً. فنحن المطايا. أو الحمير التي يركبها للوصول إلي هدفه.. فالكذاب راكب. وسامع الكذب وناقله وناشره حمار.
لا تصمد الشائعات والأكاذيب أمام قليل جداً من المنطق والعقل.. لكن المنطق عندنا لا وجود له. والعقل الجمعي المصري مثل عقل جُحا. الذي أراد أن يصرف الأطفال عنه. فأطلق شائعة أن هناك وليمة ضخمة في آخر القرية. فتركه الأطفال وطاروا إلي الوليمة. وبعد قليل رأي أهل القرية جميعاً يهرولون إلي الولية. فهرول معهم وهو يردد: "أكيد فيه وليمة فعلاً.. مش ممكن كل الناس يكونوا كدابين"!!.. هؤلاء الناس الذين يهرولون إلي الوليمة لو اعترضهم جُحا نفسه وقال لهم "يا مجانين دي إشاعة أنا قلتها علشان أتخلص من الأطفال".. ما صدقوه.. وربما ضربوه حتي الموت. لأنه يريد أن يحرمهم من الوليمة المزعومة.
* * * *
* الإخوان ومَن لفّ لفهم. ودار في فلكهم. ليس لديهم أي سلاح أو مشروع حتي وهم في السلطة إلا سلاح ومشروع الشائعات والأكاذيب.. وبهذا السلاح وهذا المشروع فازوا بمقاعد البرلمان وبكرسي الرئاسة.. وعندما تركوا الحكم. أو تركهم الحكم. يواصلون الآن نفس المشروع. ويحاربون بنفس السلاح.. والناس في بلدي لا يعنيهم الحق ولا المنطق. لكنهم يستمتعون.. بالشائعات والأكاذيب. ويحبون أحاديث الإفك.. قطاع كبير من الشعب يصدق أن الشرطة تدمر منشآتها. وتقتل نفسها. لتسيء إلي سمعة الإخوان. وتلفق لهم الاتهامات "يعني كده ببساطة أنا أنتحر لأتهمك بقتلي. وأسيء إليك وألوث سمعتك".. والمظاهرات التي تنطلق والحرائق التي تندلع وتدمير المنشآت والممتلكات.. كل ذلك من فعل الشرطة لتسيء إلي الإخوان.. والأهالي الذين يشتبكون مع الإخوان لأنهم "زهقوا منهم".. هؤلاء أيضاً شرطة في زي مدني.. أو هم بلطجية استأجرتهم الشرطة.. وآخر المطاف أن جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية.. جماعة وهمية من اختراع الشرطة والجيش للإساءة إلي الإخوان وقضيتهم.. والقيادات العمالية الأربعة المخطوفون. تمثيلية من صنع أمن الدولة للإساءة إلي الإخوان.. وإذا عاد المخطوفون.. نتمني ذلك.. فإن هذه هي النهاية السعيدة للفيلم الذي أخرجته الشرطة.. وإذا وقع مكروه لهم.. لا قدر الله.. فإنها النهاية الحزينة للفيلم الشرطي بهدف الإساءة للإخوان.
يعني الشرطة تقتل نفسها. وتحرق منشآتها. وتربي جماعات إرهابية "كده وكده" من أجل الإساءة إلي الإخوان وتدمير شعبيتهم. والإساءة إلي قضيتهم العادلة وضرب شرعيتهم.. وهذا الكلام الذي ينبغي أن يثير ضحك العقلاء.. يجد صدي كبيراً لدي الحمقي والبُلهاء والأغبياء "وهم في بلدنا أكثر من الهم علي القلب.. وعلي قفا من يشيل".. فالعقلاء في بلدنا ماتوا أو هاجروا بلا عودة.. والعقل في بلدنا "طلع من هدومه واتجنن".. في مجتمعات الكذب والنفاق والإفك لا ترهق نفسك بالبحث عن عقل أو منطق أو فضيلة.. الناس عاشقون للإفك والكذب "سماعون للكذب. أكالون للسُحت".. الناس في بلدي هم بنو إسرائيل الحقيقيون.. لا يتناهون عن منكر فعلوه.. يثرثرون "في الفاضية". ويصمتون "في المليانة".. تدعوهم إلي النجاة ويدعونك إلي النار.. الرجل الذي آمن منهم بح صوته "وطلعت روحه".. وهو ينذرهم ويبشرهم ويخوفهم ويؤمنهم.. ويدعوهم إلي الهدي. فصدوا عنه. وقيل إنهم قتلوه "وما استحملوش غلوة من فرعون" عندما قال لهم: "ما أريكم إلا ما أري. وما أهديكم إلا سبيل الرشاد".. استخفهم في دقيقة.. والرجل المؤمن فشل في هدايتهم تماماً.
الدعوة إلي الضلال تؤتي أكلها عندنا بأسرع مما يتصور أحد.. لكن الدعوة إلي الهدي سرعان ما تموت في مهدها.. لأننا قوم نحب أن تشيع الفاحشة ويشيع الشر.. نريد جنازة نشبع فيها لطماً.. ولا نريد فرحاً نشبع فيه رقصاً.. والذين يوقدون المصابيع لا يعرفهم أحد. لكن الذين "يضربون كرسي في الكلوب" هم الأشهر عندنا والأكثر نجومية.. والفاحشة والشر والكذب والشائعات تنتشر أكثر وتلقي رواجاً في المجتمعات الشريرة. والناس في بلدي أصابهم وباء العنف والوقاحة.. في القول وفي الفعل.. فالذي يعجز عن فعل العنف يلجأ إلي عنف اللسان. أو عنف القلم.. فالمصري إما عنيف اليد. أو عنيف اللسان. أو عنيف القلم. "ما فيش عندنا جدال بالتي هي أحسن" لكنه دائماً جدال بالتي هي أسوأ.. بالسب أو بالقذف أو الضرب.. جدال "بالجزمة".. لا خير في مؤيد ولا خير في معارض.. والجدال بالتي هي أحسن كاسد. ولا يجذب المشاهد أو القارئ أو السامع. لكن الجدال والحوار "بالجزمة" يجذب الناس ويجلب الإعلانات.. أنت مطالب دائماً لكي تكون نجماً بتسخين البارد.. فإذا أردت تبريد الساخن فأنت مرفوض إعلامياً وشعبياً.. نحن في مزاد تسخين وإشعال.. "مين يولعها أكثر".. والشائعات والأكاذيب وأحاديث الإفك أفضل وأسرع وسائل الإشعال.. والموضوعية هي وسيلة الإطفاء وتلك مرفوضة تماماً لأن أحداً لا يريد إطفاء النار.. والناس في بلدي كلما خبت النار زادوها سعيراً.. الناس في بلدي يستدفئون بإشعال الوطن حرائق. ويموتون من البرد إذا انطفأت تلك الحرائق.. والنداء علي الحكماء والعقلاء في هذا البلد نداء عبثي. لا طائل منه.. لأن العقلاء والحكماء ماتوا.. ومنهم مَن ماتوا وهم أحياء.. قتلهم اليأس.. وقتلتهم البطالة. فهم في مصر بلا عمل. ولا يُستعان بهم.. والله وحده المستعان علي ما يتعرض له هذا الوطن من أبنائه الذين يبدو أنهم أدعياؤه. وليسوا أبناءه الصلبيين.. يبدو أننا جميعاً أدعياء هذا الوطن.. أو نحن أبناءه السفاح أو أبناء الحرام.
* * * *
* زمان قلت في هذا المكان إن إبليس هجر هذا البلد لأنه صار عاطلاً وبلا وظيفة.. وإن تلاميذه منا أقصوه. وقالوا له: "روح العب بعيد يا شاطر".. أسلوب إبليس صار مستهلكاً ومكشوفاً.. مجرد وسوسة وخَنسْ. يعرف الجميع مصدرها. ويعلمون أن صاحب الوسوسة كيده ضعيف.. لكن أباليس الإنس أكثر حنكة وعبقرية. وقدرة علي ممارسة "الهبالة والشيطنة" تحت أي عنوان.. الدين.. السياسة.. الإعلام.. الثقافة.. الحرية.. النضال.. "النشططة" السياسية.. الشرعية "الحقنة الشرجية".. وأباليس الإنس لا يمارسون "الهبالة والشيطنة" بالوسوسة والخنس.. بل بالجعجعة والهتاف والصراخ والحرق والتدمير والقتل.. والدس والتآمر والشائعات والفيسبوك.. وفي مجتمع الأبالسة البشريين لا توجد حقائق ولا منطق ولا موضوعية.. وينجح أبالسة البشر نجاحاً باهراً في تسييل المجتمع وتمييعه وإصابته "بالمياصة".. والذبذبة.. فيصبح الناس فيه مذبذبين بين ذلك.. لا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء.. لذلك تري الناس وتسمعهم بلا مواقف ولا مبادئ.. في مجتمع الأبالسة يقول الناس "يا عم واحنا مالنا.. احنا عايزين ناكل عيش.. احنا عايزين البلد تهدأ.. أي حد ييجي بس الدنيا تروق. والحال يمشي".. في مجتمع الأبالسة.. منتهي العقل ألا يكون لك موقف إلا مع بطنك وفرجك.. عالمك كله بين فكيك. وفخذيك وأمعائك.. وهذا المجتمع يسهل اختراقه واحتلاله بذهب المعز أو يسيفه.. تسهل السيطرة عليه بإرضاء بطنه وفرجه. وتصبح حياته كلها ومزاجه علي ما يرام.. ولو بالحرام!!!
الشعب المصري وكل شأنه تحركه الشائعات والأكاذيب وتحكم حياته. ولا تحركه الحقائق والمبادئ.. وهو دائماً أميل لتصديق الأكاذيب والشائعات.. ولا يصدق أبداً نفي الأكاذيب والشائعات.. لذلك يقول خبراء الاقتصاد أن ارتفاع سعر الدولار واليورو في السوق السوداء والبيضاء ارتفاع سياسي. أو هو سعر سياسي. وليس سعراً اقتصادياً.. كذلك ارتفاع أسعار السلع سياسي وليس اقتصادياً.. والبورصة ترفعها شائعات وتخفضها شائعات.
والناس في بلدي لا يصدقون الحلو ولو كان حقيقة. ولكنهم يصدقون الْمُر ولو كان شائعة وكذباً.. فإذا قيل لهم إن اقتصادنا قوي ويتعافي وقادر علي امتصاص الصدمات. لا يصدقون ذلك ولو دللت علي قولك بأرقام وحقائق وإحصاءات ومقارنات.. أما إذا قلت لهم إن اقتصادنا يتداعي ويتراجع. ويوشك علي الانهيار. فإنهم يصدقونك دون أن يطلبوا دليلاً.. الناس يطلبون أدلة وبراهين علي الأشياء الجيدة والمشرقة. ورغم ذلك لا يصدقون.. ولا يطلبون دليلاً علي الأمور والأخبار السيئة. ويصدقونها بلا دليل.. فإذا قلت لهم إن فلاناً شريف ونظيف اليد ومحترم. تراهم يصدون عنك صدوداً. ويطلبون منك برهاناً. فإذا قدمته لهم يرتابون ويشككون.. وإذا قلت لهم إن فلاناً "حرامي" وفاسد. وفيه كل "القُطط الفاطسة". يقبلون عليك وينصتون لك باهتمام ويصدقونك ولا يطلبون دليلاً.. إذا قلت إن المرأة شريفة ومحترمة وعفيفة لا يصدقون.. وإذا قلت إنها خائنة وساقطة يصدقونك فوراً.
نحن مضبوطون علي السوء. لذلك تنتشر بيننا الشائعات انتشار النار في الهشيم.. ونتطوع أكثر فنزيد في الشعر بيتاً وأبياتاً. ونجعل السيئة سيئات.. وغاية الشر والسوء والدمار في أي مجتمع أن أبناءه إذا رأوا فضيلة ستروها. وإذا رأوا رذيلة نشروها.. وقد توعد الله عز وجل هذا الصنف من البشر بالعذاب الأليم والمهين.. وهو صنف الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.
والشائعات تروج وتنمو وتتمدد في المجتمعات المنافقة. لأن المنافقين هم الذين يحبون أن تشيع الفاحشة.. وهم الذين برعوا في أحاديث الإفك.. الإفك الاجتماعي. والإفك السياسي. والإفك الاقتصادي.. وأحاديث الإفك تجد أرضاً خصبة في المجتمع المنافق لأن الذي يروجها منافق. والذي يسمعها ويصدقها منافق أيضاً.. والناس في أحاديث الإفك لا يبحثون عن منطق ولا أدلة ولا براهين. لأنهم يحبون الإفك ويستمتعون بالشر والكذب والشائعات.. والله سبحانه وتعالي لم يذم الكاذب فقط. بل ذم أيضاً الذي يسمع الكذب ويصدقه. فذم اليهود. أو بني إسرائيل بقوله: "سماعون للكذب.. أكالون للسحت". فسامع الكذب وناقله وناشره. شريك أصيل في الجريمة.. وإذا كان الكذاب راكباً. فنحن المطايا. أو الحمير التي يركبها للوصول إلي هدفه.. فالكذاب راكب. وسامع الكذب وناقله وناشره حمار.
لا تصمد الشائعات والأكاذيب أمام قليل جداً من المنطق والعقل.. لكن المنطق عندنا لا وجود له. والعقل الجمعي المصري مثل عقل جُحا. الذي أراد أن يصرف الأطفال عنه. فأطلق شائعة أن هناك وليمة ضخمة في آخر القرية. فتركه الأطفال وطاروا إلي الوليمة. وبعد قليل رأي أهل القرية جميعاً يهرولون إلي الولية. فهرول معهم وهو يردد: "أكيد فيه وليمة فعلاً.. مش ممكن كل الناس يكونوا كدابين"!!.. هؤلاء الناس الذين يهرولون إلي الوليمة لو اعترضهم جُحا نفسه وقال لهم "يا مجانين دي إشاعة أنا قلتها علشان أتخلص من الأطفال".. ما صدقوه.. وربما ضربوه حتي الموت. لأنه يريد أن يحرمهم من الوليمة المزعومة.
* * * *
* الإخوان ومَن لفّ لفهم. ودار في فلكهم. ليس لديهم أي سلاح أو مشروع حتي وهم في السلطة إلا سلاح ومشروع الشائعات والأكاذيب.. وبهذا السلاح وهذا المشروع فازوا بمقاعد البرلمان وبكرسي الرئاسة.. وعندما تركوا الحكم. أو تركهم الحكم. يواصلون الآن نفس المشروع. ويحاربون بنفس السلاح.. والناس في بلدي لا يعنيهم الحق ولا المنطق. لكنهم يستمتعون.. بالشائعات والأكاذيب. ويحبون أحاديث الإفك.. قطاع كبير من الشعب يصدق أن الشرطة تدمر منشآتها. وتقتل نفسها. لتسيء إلي سمعة الإخوان. وتلفق لهم الاتهامات "يعني كده ببساطة أنا أنتحر لأتهمك بقتلي. وأسيء إليك وألوث سمعتك".. والمظاهرات التي تنطلق والحرائق التي تندلع وتدمير المنشآت والممتلكات.. كل ذلك من فعل الشرطة لتسيء إلي الإخوان.. والأهالي الذين يشتبكون مع الإخوان لأنهم "زهقوا منهم".. هؤلاء أيضاً شرطة في زي مدني.. أو هم بلطجية استأجرتهم الشرطة.. وآخر المطاف أن جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية.. جماعة وهمية من اختراع الشرطة والجيش للإساءة إلي الإخوان وقضيتهم.. والقيادات العمالية الأربعة المخطوفون. تمثيلية من صنع أمن الدولة للإساءة إلي الإخوان.. وإذا عاد المخطوفون.. نتمني ذلك.. فإن هذه هي النهاية السعيدة للفيلم الذي أخرجته الشرطة.. وإذا وقع مكروه لهم.. لا قدر الله.. فإنها النهاية الحزينة للفيلم الشرطي بهدف الإساءة للإخوان.
يعني الشرطة تقتل نفسها. وتحرق منشآتها. وتربي جماعات إرهابية "كده وكده" من أجل الإساءة إلي الإخوان وتدمير شعبيتهم. والإساءة إلي قضيتهم العادلة وضرب شرعيتهم.. وهذا الكلام الذي ينبغي أن يثير ضحك العقلاء.. يجد صدي كبيراً لدي الحمقي والبُلهاء والأغبياء "وهم في بلدنا أكثر من الهم علي القلب.. وعلي قفا من يشيل".. فالعقلاء في بلدنا ماتوا أو هاجروا بلا عودة.. والعقل في بلدنا "طلع من هدومه واتجنن".. في مجتمعات الكذب والنفاق والإفك لا ترهق نفسك بالبحث عن عقل أو منطق أو فضيلة.. الناس عاشقون للإفك والكذب "سماعون للكذب. أكالون للسُحت".. الناس في بلدي هم بنو إسرائيل الحقيقيون.. لا يتناهون عن منكر فعلوه.. يثرثرون "في الفاضية". ويصمتون "في المليانة".. تدعوهم إلي النجاة ويدعونك إلي النار.. الرجل الذي آمن منهم بح صوته "وطلعت روحه".. وهو ينذرهم ويبشرهم ويخوفهم ويؤمنهم.. ويدعوهم إلي الهدي. فصدوا عنه. وقيل إنهم قتلوه "وما استحملوش غلوة من فرعون" عندما قال لهم: "ما أريكم إلا ما أري. وما أهديكم إلا سبيل الرشاد".. استخفهم في دقيقة.. والرجل المؤمن فشل في هدايتهم تماماً.
الدعوة إلي الضلال تؤتي أكلها عندنا بأسرع مما يتصور أحد.. لكن الدعوة إلي الهدي سرعان ما تموت في مهدها.. لأننا قوم نحب أن تشيع الفاحشة ويشيع الشر.. نريد جنازة نشبع فيها لطماً.. ولا نريد فرحاً نشبع فيه رقصاً.. والذين يوقدون المصابيع لا يعرفهم أحد. لكن الذين "يضربون كرسي في الكلوب" هم الأشهر عندنا والأكثر نجومية.. والفاحشة والشر والكذب والشائعات تنتشر أكثر وتلقي رواجاً في المجتمعات الشريرة. والناس في بلدي أصابهم وباء العنف والوقاحة.. في القول وفي الفعل.. فالذي يعجز عن فعل العنف يلجأ إلي عنف اللسان. أو عنف القلم.. فالمصري إما عنيف اليد. أو عنيف اللسان. أو عنيف القلم. "ما فيش عندنا جدال بالتي هي أحسن" لكنه دائماً جدال بالتي هي أسوأ.. بالسب أو بالقذف أو الضرب.. جدال "بالجزمة".. لا خير في مؤيد ولا خير في معارض.. والجدال بالتي هي أحسن كاسد. ولا يجذب المشاهد أو القارئ أو السامع. لكن الجدال والحوار "بالجزمة" يجذب الناس ويجلب الإعلانات.. أنت مطالب دائماً لكي تكون نجماً بتسخين البارد.. فإذا أردت تبريد الساخن فأنت مرفوض إعلامياً وشعبياً.. نحن في مزاد تسخين وإشعال.. "مين يولعها أكثر".. والشائعات والأكاذيب وأحاديث الإفك أفضل وأسرع وسائل الإشعال.. والموضوعية هي وسيلة الإطفاء وتلك مرفوضة تماماً لأن أحداً لا يريد إطفاء النار.. والناس في بلدي كلما خبت النار زادوها سعيراً.. الناس في بلدي يستدفئون بإشعال الوطن حرائق. ويموتون من البرد إذا انطفأت تلك الحرائق.. والنداء علي الحكماء والعقلاء في هذا البلد نداء عبثي. لا طائل منه.. لأن العقلاء والحكماء ماتوا.. ومنهم مَن ماتوا وهم أحياء.. قتلهم اليأس.. وقتلتهم البطالة. فهم في مصر بلا عمل. ولا يُستعان بهم.. والله وحده المستعان علي ما يتعرض له هذا الوطن من أبنائه الذين يبدو أنهم أدعياؤه. وليسوا أبناءه الصلبيين.. يبدو أننا جميعاً أدعياء هذا الوطن.. أو نحن أبناءه السفاح أو أبناء الحرام.
* * * *
* زمان قلت في هذا المكان إن إبليس هجر هذا البلد لأنه صار عاطلاً وبلا وظيفة.. وإن تلاميذه منا أقصوه. وقالوا له: "روح العب بعيد يا شاطر".. أسلوب إبليس صار مستهلكاً ومكشوفاً.. مجرد وسوسة وخَنسْ. يعرف الجميع مصدرها. ويعلمون أن صاحب الوسوسة كيده ضعيف.. لكن أباليس الإنس أكثر حنكة وعبقرية. وقدرة علي ممارسة "الهبالة والشيطنة" تحت أي عنوان.. الدين.. السياسة.. الإعلام.. الثقافة.. الحرية.. النضال.. "النشططة" السياسية.. الشرعية "الحقنة الشرجية".. وأباليس الإنس لا يمارسون "الهبالة والشيطنة" بالوسوسة والخنس.. بل بالجعجعة والهتاف والصراخ والحرق والتدمير والقتل.. والدس والتآمر والشائعات والفيسبوك.. وفي مجتمع الأبالسة البشريين لا توجد حقائق ولا منطق ولا موضوعية.. وينجح أبالسة البشر نجاحاً باهراً في تسييل المجتمع وتمييعه وإصابته "بالمياصة".. والذبذبة.. فيصبح الناس فيه مذبذبين بين ذلك.. لا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء.. لذلك تري الناس وتسمعهم بلا مواقف ولا مبادئ.. في مجتمع الأبالسة يقول الناس "يا عم واحنا مالنا.. احنا عايزين ناكل عيش.. احنا عايزين البلد تهدأ.. أي حد ييجي بس الدنيا تروق. والحال يمشي".. في مجتمع الأبالسة.. منتهي العقل ألا يكون لك موقف إلا مع بطنك وفرجك.. عالمك كله بين فكيك. وفخذيك وأمعائك.. وهذا المجتمع يسهل اختراقه واحتلاله بذهب المعز أو يسيفه.. تسهل السيطرة عليه بإرضاء بطنه وفرجه. وتصبح حياته كلها ومزاجه علي ما يرام.. ولو بالحرام!!!
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 17 ديسمبر 2022, 2:01 pm من طرف طارق العرابى
» النجوم الساطعه
الإثنين 05 ديسمبر 2022, 9:09 pm من طرف طارق العرابى
» اللواء صبرى محمد عبده سليمان
الأربعاء 16 نوفمبر 2022, 10:15 pm من طرف طارق العرابى
» كلمات مؤلمة
الثلاثاء 15 نوفمبر 2022, 12:55 pm من طرف طارق العرابى
» الحياه المستديره
الإثنين 14 نوفمبر 2022, 9:08 pm من طرف طارق العرابى
» أقوال مأثورة للامام
الجمعة 11 نوفمبر 2022, 11:17 am من طرف طارق العرابى
» اصل عائلة العرابى
الأحد 02 يناير 2022, 8:17 pm من طرف زائر
» بكاء الظالم
الأحد 30 يونيو 2019, 11:56 am من طرف طارق العرابى
» الشهداء أكرم منا جميعا
السبت 15 أكتوبر 2016, 3:40 pm من طرف طارق العرابى