الفتنه سبب الاحباط

حالة من الاحباط وعدم التفاؤل أصابتنا جميعا علي عكس طبيعة تكوين الإنسان
المصري الذي عادة ما يواجه أقسي الظروف والأزمات بالابتسامة أو السخرية
بالنكات ولكن يلاحظ بعد مرور عامين علي ثورة 25 يناير بأن ملامح الحزن
استقرت علي أغلب المواطنين نتيجة انتشار الفوضي والعشوائية والانفلات
الأمني والأخلاقي والبلطجة وترويع المواطنين في جميع ربوع مصرنا الغالية
وزيادة نسبة الجرائم من خطف الأطفال والنساء والرجال مقابل فدية مالية
بالإضافة إلي مخالفات مباني فاقت الخيال السرقات والسطو المسلح لنهب البنوك
والمصارف والتحرش وارتفاع البطالة مع الزيادة المستمرة وغير المنطقية
لارتفاع الأسعار علي كافة السلع الغذائية والدوائية ونقصانها والتي تفوق
امكانيات معظم فئات الشعب المصري وتستنفد دخولهم المالية بلا رحمة بسبب
استغلال أغلب التجار الذين بلا ضمير يحد من أطماعهم وهؤلاء أقل ما يتصفون
به هو انهم غير منتمين لهذا البلد نهائيا. وكأننا لم نكتف بمعاناة المواطن
لمدة ثلاثين عاماً من الفساد والفقر والجهل والمرض والاحباط. فلقد يئسنا
من مشاهدة نفس المحللين الاستراتيجيين أو النفسيين أو الاجتماعيين أو
السياسيين أو الناشطين الحقوقيين أو السياسيين علي القنوات الفضائية أو
التليفزيونية أو حتي برامج التوك شو التي زادت بطريقة مستفزة.. الجميع
يتمني أن يشاهد ناشطا اقتصاديا أو خبيرا اقتصاديا أو مفكرا اقتصاديا لكي
ينهض بوطننا الغالي للخروج به من عنق الزجاجة فكم الفساد الذي تركه لنا
العهد البائد بجميع مؤسسات الدولة لا تقدر علي تحمله أي دولة مهما كانت قوة
مواردها فمنظومة الفساد لم تترك لنا غير الانهيار في كل شيء حتي في معرفة
الفرد لحقوقه وواجباته وكيف يراعي مشاعر الآخرين فالبعض بعد الثورة أصبح لا
يفرق بين الفوضي والحرية.. وبين البناء والهدم.. وبين التعبير عن الرأي
وتقبل اختلاف الرأي الآخر.. وبين الشهيد والبلطجي.. وبين الثائر والغادر..
وبين الأنانية والوطنية.. وبين المطالب الفئوية والمصالح الشخصية.. فمصر
تمر بمرحلة حرجة تحتاج فيها لتكاتف كل أبنائها بزيادة معدلات العمل
والإنتاج لوقف نزيف الخسائر الذي لا يتوقف ولتحسين صورة مصر أمام العالم
الذي انبهر يوماً بثورتها الشعبية ضد النظام الفاسد وللقضاء علي التوريث
بجانب التغيير الجذري في كل مؤسسات الدولة.. فيجب أن نتطهر أولاً من
الشوائب والآثار السلبية السيئة التي خلفتها العقود الماضية من تدمير
لمشاعر الانتماء ووأد كل محاولات الابتكار والتفاني من أجل مصلحة وطننا
الغالي مصر كما يجب أن نعيد بقوة شهامة وأخلاق الحارة المصرية وانتماء
الفلاح المصري لأرضه وعشقه لخيراتها وإخلاص العامل في مصنعه والموظف في
إدارته والإعلامي في مهنته وصدق التاجر في تجارته وهيبة المعلم في محرابه
وقدسية وشرف الزي العسكري باختلاف مسمياته وأيضا استدعاء الدور الحيوي
والهام للفن وتأثيره الاجتماعي علي أبناء الوطن من سلوكيات حميدة وبعيدا عن
الأفكار السامة والانحطاط الأخلاقي وإهدار القيم والمباديء والتخلص من
هؤلاء الشواذ الذين احتلوا مكانة في مناصب لا يستحقونها طوال سنوات العهد
البائد مما أفسد الحياة السياسية والعلمية والاجتماعية والثقافية في هذه
المرحلة الكئيبة من حياة مصرنا الغالية. دقوا الأجراس في الكنائس وارفعوا
الأذان في المساجد دعواتكم للعلي القدير أن يحمي مصر وشعبها من الفتن
والإنقسامات والبلطجية.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

الفتنه سبب الاحباط

الفتنه سبب الاحباط

الفتنه سبب الاحباط :: تعاليق