مكتوب علينا طريق واحد

للأسف سارت جبهة الإنقاذ والمعارضة في نفس الطريق الذي لن يصل إلي شيء سوي
تعطيل أهداف الثورة وتأخير تحرك البلد. لم تتعلم من تجاربها .. تكرر نفس
السناريوهات والاخطاء كان يراودني أمل كبير أنها فهمت. وسنري بداية جديدة
في ذكري الثورة المعارضة ترتكب خطيئة في حق نفسها قبل الوطن تفقد شعبيتها
ومصداقيتها بل وقدرتها علي أداء دور المعارضة وأصبح الوثوق في عقلها الجمعي
محل شك للأسباب الآتية:
أولاً: الدعوة الي اسقاط نظام جاء بالانتخابات وبإرادة الشعب هو ارتداء
وعودة إلي الوراء وفي ثوابت الشعوب وقوانينها التي لا يمكن تجاوزها ان
المساحة التي اخذت من الحرية لا يمكن التفريط فيها مهما كانت المبررات
والأسباب. والسبيل إلي التغيير هو الصندوق والديمقراطية.
ثانياً: وهو الأهم ان في الثورة المزيفة الثانية التي قامت أمام قصر
الاتحادية والتي لمح فيها الصغير قبل الكبير مدي الاستعداد والتخطيط
والمشاركة من عناصر النظام السابق والفلول وارهاصاتها التي حاولوا ان تكون
شبيهة إلي حد كبير مع ثورة 25 يناير الحقيقية من حرق لمقرات الإخوان وتصعيد
إعلامي من قنوات الفلول وإلصاق تهم وتشويه متعمد تم كشف بعضه واختلاط
المعارضة برموزها مع الفلول ومشاركة بعض الثوار الحقيقيين كان ذلك قمة
المنحي وأعلي مستوي يمكن ان تصل إليه المعارضة في محاولة القفز علي السلطة
الشرعية ورغم ذلك فشلت لانها تسلك طريق الفوضي وترسي مبدأ غريباً وهو ان
الرئيس الذي لا يعجب القوي الأخري يمكن الثورة عليه واسقاطه.
ثالثاً: وهو الأخطر ان القوي الإسلامية لن تسمح بأن يتم اقصاؤها أو
القفز علي شرعية رئيس منتخب قادم من هذا التيار وستقوم ثورة إسلامية لا
محالة ووقتها لن يلومها أحد وقد بعثت كل التيارات الإسلامية برسائل هذا
مغزاها بأن الشرعية خط أحمر وهم مستعدون لأي احتمال والأمر بالنسبة لهم
حياة أو موت .
وتحدث في هذا الاتجاه الأستاذ هيكل مؤكداً للتيار المدني أنه في حالة
التفكير في اسقاط النظام فستقوم ثورة إسلامية عارمة كما تحدث أيضاً بعض
العقلاء بنفس الطريقة وقالوا إن التغيير يأتي عبر صناديق الاقتراع طالما
ارتضينا بالديمقراطية ومن الخطورة التفكير في اسقاط الشرعية بهذه الطريقة.
وإذا نظرنا إلي أداء المعارضة في الفترة الماضية فسنجد تضارباً كبيراً
وتغييراًَ في المواقف فبعد ان كان مطالبها هو تطهير القضاء وإقالة النائب
العام وقفت ضد هذه المطالب لمجرد أن الإخوان هم من يحققون هذه المطالب
ووضعت يدها في أيدي رموز النظام السابق وأصبح الحديث عن براءة مبارك شيئاً
مقبولاً ولم تمتعض المعارضة أو تبدي أي ردود حول الطعن علي حكم مبارك ولم
تهاجم النائب العام السابق أو النيابة وإنما تخيلت ان ذلك سيكون عاملاً علي
اشعال الموقف.
استغلت المعارضة الحوادث للهجوم الشرس علي النظام والحكومة بلا توازن
وبنوع من المتاجرة وهي تعلم ان نظام مبارك هو المسئول الأول وأي رئيس أو
نظام جاء بعده سيعاني من هذه التركة الثقيلة ولا يمكن محاسبته علي هذا
الاهمال وما نزل بنا من حوادث سيتكرر لأن حجم الفساد في الذمم كبير ونال من
كل شيء في مصر وان شخصية مبارك وعصابته انطبعت علي كل مسئول في الدولة
فكان همه هو السرقة والمصلحة الشخصية.
ونداء للمعارضة أننا لانريد ان يحكمنا حزب واحد أو تيار بعينه وما
تفعلونه يصب في هذا الاتجاه ليس لمصلحة مصر أن يسيطر عليها اتجاه ولا
يستطيع لون واحد ان يقوم بها وينهض بشعبها نرجوكم ضعوا مصلحة الوطن قبل
المكاسب الشخصية وحب الزعامة والمصالح الضيقة.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

مكتوب علينا طريق واحد

مكتوب علينا طريق واحد

مكتوب علينا طريق واحد :: تعاليق