الخواجه

"الخواجة لما يفلس.. يفتش في دفاتره القديمة".. مثل معروف لدي العامة وهو يعني البحث عن أي شيء ينقذ الانسان من ورطته المادية أو ينشله من الضياع فما كان لا يهتم به بالأمس لكثرة المال. أصبح ضرورة للتعويض.. هذا هو حالنا شعبا وحكومة متمثلة في وزارة الأوقاف تلك الوزارة التي ترقد علي كنز لا تقدر قيمته بل تعتبره عبئاً عليها الأمر الذي معه ضاعت معه حقوق ورثة أصحاب الوقف. وأيضا عدم الاستفادة من الآلاف المؤلفة من الأفدنة والعقارات وغيرها تقدر قيمتها السوقية بحساب هذا الزمان بآلاف المليارات من الجنيهات لو استغلتها استغلالاً اقتصاديا حسنا ولا تركتها للورثة الشرعيين بأوراق ثبوتية وهم كثر. ناهيك عما لا امتداد لهم أو استغنوا عنها وقفا لوجه الله للانفاق علي غير القادرين وأبناء السبيل ممثلة في مشروعات كانت ناجحة أيامها.
الحقيقة وعد الرئيس مرسي بعد لقائه وزير الأوقاف بتشكيل لجنة لحصر الأوقاف. وتوضيح كيفية استردادها بالطرق القانونية المشروعة دون خلل. ولكن للآن لا حس ولا خبر. رغم أن الورثة تنفسوا الصعداء خاصة أصحاب الوقف الأهلي بعد صدور الأحكام القانونية الأهلية التي تقضي باعتبار الأوقاف الأهلية منتهية لورثة الواقفين ومماطلة الوزارة للأسر المتنازعة للحصول علي إرثها الضائع ولا أقول المنهوب لأنه مع الروتين وعدم المبالاة ضاعت حقوق وتاهت المسئولية. مما أتاح الفرصة لضعاف النفوس والمحتالين ومحترفي التزوير الاستيلاء علي آلاف الأفدنة وقطع الأراضي أمام أعين الورثة الذين لا حول لهم ولا قوة.. والذين يعتبرون أنفسهم أغنياء علي الورق فقط..!
أعرف عائلات كثيرة من الورثة ماتت فقيرة وأخري عز عليها السؤال وسلمت أمرها لله. وأخري مازالت علي أمل اصلاح حالها بينهم أشقائي من ورثة المنشاوي باشا من الأم الذي لا يعد ولا يحصي وكل ذلك بسبب سوء إدارة الوزارة المؤتمنة علي ذلك وخانت الأمانة. مع أنها تمتلك كنوزاً تفوق الثروات الطبيعية في مصر. ويمكنها بناء مصر وهذا هو بيت القصيد وهو ما أكده رئيس هيئة الأوقاف للجنة الاسكان بمجلس الشوري الذي قال إن الهيئة يمكنها بناء مصر خلال الفترة المقبلة شريطة تمكينها من كامل الأصول الخاصة بها والتي تم اغتصابها. مشيرا إلي أن حجم الأصول كبير جدا ولكن جزءاً كبيرا منه مغتصب وليس تحت ولايتها وأن العمل في الهيئة كله فساد في فساد سواء من قبل الموظفين أو المواطنين الذين يحاولون التلاعب والحصول علي حقوق ليست من حقهم من أصول الهيئة.
صراحة تعرضت الوزارة لنهب منظم. ولو أحسنت الإدارة فسيكون لمصر شأن آخر خاصة في هذا الزمان الذي نحن جميعاً في أمس الحاجة للمليم ولكن ليس علي حساب أصحاب الحقوق وإنما للذين توقف نسلهم أو ضاع وقفهم مع الزمن لهجرة الأحفاد. أو لعدم المعرفة بالوقف حيث يمكن للدولة عمل مشاريع خيرية ممثلة في مدارس أو مستشفيات أو بناء مساكن للفقراء بمبالغ رمزية تكون في ميزان حسنات الذين أوقفوها لوجه الله وهذا يتطلب سرعة تشكيل لجنة الحصر التي أمر الرئيس بتشكيلها تحت إشراف رئيس الوزراء ووزير الأوقاف ومجموعة من الوزراء المعنيين والمحافظين. فمثل هذه الأملاك ستكون ليست بمثابة النواية التي تسند الزير" كما يقول المثل وإنما عاملاً أساسياً في نهضة مصر خاصة وأنها تحت أيدينا ولا تحتاج كالأموال المهربة إلي محاكم دولية أو توقيع بروتوكولات تعاون ومطاردة عن طريق الانتربول وهذا سيطول أمره والدليل لم نسترجع من تلك المليارات المهربة سوي القليل الذي لا يذكر.
مطلوب سرعة النظر في الوقف وإعادة الحقوق للورثة واستثمار ما يصعب اثباته في مشروعات خيرية تحل مشكلة ملايين الفقراء. ربما يكون من بينهم ورثة هؤلاء. فيرتاح جده الأكبر في قبره ويتم حل مشاكل الملايين من العاطلين. كما أطالب بتخصيص لجنة للتذكير بالوعود والتكليفات لأنه لا يصح أن يطلب رئيس الدولة شيئا ولا يتم تنفيذه. وطبعا لن يتذكر إلا إذا ذكره من تم تكليفه. فالرجل "هيفتكر إيه ولا إيه" ولو كل مسئول أوفي بما عهد إليه لتغيرت أمور كثيرة وتحرك الماء الراكد وإنما الكثير يراهن علي النسيان. كي لا يورط نفسه في عمل شاق لم يعتد عليه. وتلك مصيبتنا لأننا نتكلم كثيرا ولا نعمل إلا قليلا ونعد بوعود براقة ليلا ونهارا عبر كافة وسائل الإعلام ثم لا شيء لأنهم يعلمون أن الانسان "نساي" فالكبير أو المسئول لا يمكنه تذكر ما أكله بالأمس فما بال المسئولية ووجع الدماغ.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

الخواجه

الخواجه

الخواجه :: تعاليق