ينصرك الله...... يابلدى

الاغتصاب السياسي المتتالية، سأتحدث في مقالي هذا عن ما حدث لها في ذلك
العام المنقضي، عام تناوب فيه العسكر والإخوان على اغتصاب تلك الفتاة
البريئة، إنها الدولة المصرية التي عانت في هذا العام المنصرم من شتى
طعنات سياسية أخذت تنتابها واحدة تلو الأخرى كأنها في خضم مجزرة طاحنة
تداولتها وكالات الأنباء ليتسلى بها البعض من الجمهور، والبعض الآخر
لايحرمها من القليل من الشفقة ورثاء الحال، يبقى الحال كما هو القلة
المتمردة على الوضع السياسي مرابطة في الميدان لمراقبة المسار الثوري،
مترقبة ما سيحدث من السلطة الحاكمة بنظرات تبعث بالكثير من الشك واللاشىء
من اليقين بمن بيده زمام السلطة من العسكريين.

بدأ العام المنصرم بتلك المسرحية الهزلية التي تستخف بعقول الشعب
المطحون اقتصاديا، نظلم ميزان العدل غذا وُصفت أنها محاكمة عادلة لنظام
فاسد من القدم إلى الرأس، تستمر محاكمته طيلة شهور عدة بحجة عدم وضوح أدلة
إدانة لهذا النظام، جرائم قتل ومجازر تم ارتكابها منذ اليوم الأول من
الثورة تداولتها الفضائيات وصفحات الانترنت، والأدلة في أعين القضاء
الشامخ غير كافية ومبهمة، وتؤجل الجلسات مراراً وقلوب أسر الشهداء تغلي
دمائها مما يرون من ضياعٍ لحق من فقدوه من أبنائهم الذين كسروا حاجز الخوف
من ذلك النظام القمعى المستبد، إن هؤلاء استشهدوا من أجل أن نتنفس الحرية،
ونحن نكافئهم بالانحراف عن المسار الثوري.
ثم يأتي ذلك المنصب الشاغر وفي حقبة أخرى من الاغتصاب السياسي، ويخلق
حالة من الحزبية في الشارع المصري.. من سيكون رئيسا لمصر؟ قد أتى موعد
تسليم السلطة بالمعنى الذي كان يقصده العسكر إلى رئيس مدني منتخب، تم فتح
باب الترشيح لمنصب الرئيس وكل حزبٍ بما لديهم فرحون.
ما جمع تلك الأحزاب للدفاع عن مطالب الثورة وشهدائها فرّقه المجلس
العسكري بالصراع على كرسي الرئاسة، تقدم من تقدم من المرشحين كل على
انتماءاته ووقع الاختيار بين اثنين في مرحلة الإعادة.. أحدهما من فلول
النظام السابق والآخر من جماعة الإخوان المحظورة سابقا، ومن حسن حظ العسكر
إذا افترضنا حسن النية في نزاهة العملية الانتخابية أن يقع اختيارهم بين
مرشح الفلول ومرشح من أبرموا معه صفقة الدعم للإعلان الدستوري في مارس ما
بعد التنحي حيث خرج الإخوان ليرابطوا أمام اللجان للدعوة للموافقة على
الإعلان الدستوري بنعم مستغلين الشعب المتدين بطبعه بحجة الحفاظ على
المادة الثانية من الدستور.
الخلاصة أن المجلس العسكري لديه من الحظ ما يكفي عندما يختار الشعب بين
أحد الاثنين فيضمن خروجا آمنا من السلطة بعد أكثر من عام ونصف العام من
الجرائم السياسية والانتهاكات البينة للثورة والثوار.
يتولى الدكتور محمد مرسي منصب الرئيس المنتخب، ويحد المجلس العسكري من
التدخل في الحياة السياسية تدريجيا إلى أن يتلاشى دور العسكر السياسي، ومن
هنا يظهر لنا جلياً صفقة العسكر والإخوان عندما أحال مرسي المشير ورئيس
أركان الجيش إلى التقاعد ومنحهم أوسمة وتعيين المشير مستشارا للرئاسة،
وبذلك تم تأمين خروج العسكر من الحياة السياسية ولم تتم محاكمة احد منهم
حتى الآن.
وفي حقبة أخرى من الاغتصاب السياسي لمصر تلك الوعود التي انهالت علينا
من الرئيس قبل فوزه ولم يحقق الكثير منها وبرنامجه للنهضة الذي لا وجود له
من الأساس، والذي جعل من شخصه أضحوكة الفضائيات، رئيس مصر الثورة ليس لديه
برنامج سياسي ليضع تصورا للسياسة العامة التي ستسير عليها مؤسسات الدولة،
وكأن الشعب قد انتخبه بالنية الصافية كما يقول البعض، وتتوالى الاعتصامات
والإضرابات تطالب الرئيس بأن يحقق وعوده والرئيس كما يقول المثل الشعبى
"أذنُ من الطين والأخرى من العجين".
في حقبة هي الأخيرة من الاغتصاب السياسي لمصر يأتي الصراع على الدستور
ومشكلة التوافق على مواده مستسلمة لصراع حول المواد الخاصة بالدين،
والجمعية التأسيسية تعاني من انسحاب بعض أعضائها اعتراضا على بعض المواد
الخاصة بالحريات والمرأة، ثم يأتي الرئيس بإعلان دستوري يقلب البلاد رأسا
على عقب ويشعل صراعات بين التيار الإسلامي المؤيد له والتيارات الأخرى
الرافضة تصل إلى مشاحنات وصدامات بين أبناء الوطن دون النظر لأي انتماءات
سياسية، والرئيس لا يعير تلك الحشود الرافضة لدستور جماعته مثقال ذرة من
الاهتمام، ويطرح الرئيس دستوره للاستفتاء الشعبي ليستغل قدرة جماعته على
الحشد لتأييد الدستور على أنه هو الطريق إلى الاستقرار السياسي أو بطرق
أخرى مشابهة للتي استخدموها في تجارب الاحتكام للصندوق الانتخابي سواء في
انتخابات الرئاسة أو مجلس الشعب، لينجح الاستفتاء بتزييف الإرادة الشعبية
لتعيش مصر مراحل أخرى من الاغتصاب السياسي.. لكي الله يا مصر .

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30

ينصرك الله...... يابلدى

ينصرك الله...... يابلدى

ينصرك الله...... يابلدى :: تعاليق