دعائنا .........بالشفاء ياوطن

القارئ للتاريخ يعرف ان مصر تمر الان بفتره من اخطر فتراتها فهى الآن مريضة تعاني الكثير.. ومعظم أمراضها تسبب فيها قلة من أبنائها سواء

كانوا حكاماً.. أو من التابعين..
وعندما تصل الأمور إلي هذا الحد.. هنا لابد أن يتدخل عقلاء الأمة وكل
حكمائها للانقاذ.. والحكماء هم بالطبع غير الحكام.. لأن كثيراً من الحكام
تغيرهم كراسي الحكم، وهو تغير للأسف، إلي الأسوأ..
<< ولأن مصر الآن مريضة فإنها تحتاج إلي خبرة كل أطبائها.. وإياكم
أن تلجأوا إلي الاطباء الاجانب.. فليس أفضل من الطبيب الوطني والمواطن
لأنه أعلم بحال الأمة وظروفها..
وأولي خطوات العلاج موجودة في أيدي أولادها.. ولقد عرف الشعب أسباب
الامراض الفتاكة.. ولم يبق إلا وصف العلاج.. وتناوله.. ولا خوف حتي لو كان
الدواء مراً شديد المرارة، وأول أنواع العلاج تجري اليوم.. أي أن يقرر
الشعب أمر نفسه بنفسه، وأن يقول رأيه ويختار الطريقة التي تعالج الشعب من
آلامه..
<< اليوم تختار الأمة علاجها.. والعلاج اليوم يبدأ بالاستفتاء الذي
يجري اليوم ختام مراحله.. والعلاج هو الدستور، بشرط أن تتفق الأمة علي هذا
العلاج، دون اختلاف، ولكن عندما تقول المرحلة الأولي من هذا الاستفتاء
وبنسبة 47٪ لا لهذا الدستور فإن رأي الذين قالوا نعم وهم 53٪ لا يكفي
لإصدار هذا الدستور، وللأسف فإن الاعلان الدستوري لم يشترط للعمل بالدستور
شرط الموافقة بنسبة 75٪ واكتفي بأن يتم تفعيل الدستور اذا وافق عليه 50٪
زائد واحد عليه.
ولا خلاف أن الذين وضعوا مشروع هذا الدستور المختلف عليه قد احتاطوا لمثل
هذه النسبة من الرافضين.. بعد ان انخفضت نسبة القابلين لحكم الاخوان إلي
ما وصلت إليه الآن.. فاشترطوا ان تكون الموافقة 50٪ زائد واحد.. حتي
يمرروا مشروع دستورهم ويفرضوا علي الأمة كلها هذا الدستور المرفوض من نصف
الأمة تقريباً..
<< ورغم وجود نسبة أكبر من الموافقين بهذه النسبة الضئيلة - حتي
الآن - إلا ان علينا أن نعترف أن سكان المدن الكبري - وفي مقدمتها العاصمة
القاهرة - قالوا لا.. أي أن الذين يعرفون الحقيقة يرفضون دستور الاخوان..
وبجانب سكان المدن الكبري وهم الاكثر وعياً - نجد أيضاً ابناء المدن
والمراكز العمالية يرفضون هذا الدستور، وفي مقدمة هؤلاء يأتي ابناء منطقة
المحلة الكبري، التي هي أكبر منطقة عمالية في مصر كلها.. هذه المنطقة
العمالية، وشقيقتها حول الاسكندرية قالت لا.. ولكن الاخوان لا يرون ذلك،
وبات كل همهم ان يحصلوا علي الموافقة العددية وليس الموافقة الواعية!!
وهذا أبعد ما يكون عن العقل السليم..
<< ونعود إلي ما بدأنا به الكلام وهو أن مصر الآن مريضة.. فنقول أنه
يبدو أن الاخوان يرون الاسراع بالحصول علي هذه الموافقة قبل ان تشفي الامة
وتعرف كيف تأخذ قرارها الاخير.. لأنهم يخشون من الغد.. بل يخشون من تزايد
معدل ونسبة الرافضين..
وعلاج مصر الآن يبدأ مما يقرره الشعب اليوم.. فهل يأخذ سكانها في المرحلة
الثانية من الاستفتاء ما تبدأ به العلاج فترفض مشروع الدستور لتصبح
النتيجة النهائية هي رفض هذا المشروع، الذي يراه الاخوان العلاج.. ونري
فيه تزايد المرض والألم والمعاناة..
ونخشي أن يعتمد «الاخوان» علي نسبة لا تعرف كما يجب مصيرها
فتمضي في طريقها، اي تركب رأسها وتمضي في هذا الدواء غير الشافي وتفرض
الدستور المعيب علي الأمة كلها.. وهذا هو الخطأ الأكبر..
<< ومصر تحتاج إلي علاج دائم.. وليس الي العلاج بالمسكنات، حتي وان
اقتضي الأمر اللجوء إلي الجراحة واستئصال الاورام التي اصابت جسد الامة..
وكثيراً ما كانت جراحة الاستئصال فيها العلاج الشافي..
اننا نريد علاجاً شافيا.. فما اكثر ما عانت الامة في السنوات الاخيرة
وبالتالي هي في اشد الحاجة إلي العلاج الدائم، ومصر التي اعطتنا كل شيء
تنتظر منا أن نرد الجميل وان نحسن الاختيار.. ولا نكتفي بالفرجة والجلوس
دون حركة.. واذا كان البعض يري في هذا الجلوس نوعاً من الرفض فهم واهمون..
فهذا الابتعاد عن الصناديق هو السلبية نفسها.. وكم من شعوب قتلتها هذه
السلبية في الشرق والغرب..
<< ويا شعب مصر بيدك اليوم - وحدك - ان تحسن اختيار الدواء فإما
يشفي الشعب وينطلق إلي المستقبل، وإما استمرار المرض الذي قد يفضي إلي
النهاية..
وشعب مصر لن يسمح أبداً أن تكون هذه هي نهاية هذا الوطن العظيم.

ويجعلها بلا مستقبل، لعشرات عديدة من السنين.. وقد زادت هذه الأمراض بشكل
غريب في العامين الأخيرين، حتي ان سلوكيات الكثير من ابنائها تغيرت وبات
الأمر كما لو كان الشعب الذي يعيش فيها الآن.. ليس هو الشعب الأصيل الذي
عرفناه. وللأسف فإن أوضاعها وصلت إلي المنحني الخطير الذي يهدد حاضرها...

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30

دعائنا .........بالشفاء ياوطن

دعائنا .........بالشفاء ياوطن

دعائنا .........بالشفاء ياوطن :: تعاليق