كفاكم قتال بعضكم البعض

هدأ الحال قليلا بعد اقامة المتاريس وإراقة الدماء وقد عشنا أياما حزينة.
.. لماذا الموت
والدمار؟
.. وهل كنا نحتاج إلي دليل جديد علي وحشية الانسان جنديا كان أم
شيخا؟ ألم يكن كافيا ما جري في التحرير ومحمد محمود ووزارة الداخلية
وماسبيرو وسيمون بوليفار في قلب القاهرة ليمتد الحقد إلي معظم مدن مصر
ويأتينا في مصر الجديدة؟
نذرف الدمع علي الوطن ومن استشهدوا ونستمع إلي من أصيب وعذب وضرب وآثار العنف غير الآدمي بادية علي جسده.
من قلب مسجد عمر بن عبدالعزيز خرجت القوة المهاجمة بعد أن أدت صلاتها
وأعلنت الجهاد.. طالما استمعت لآيات جميلة سمحة من القرآن الكريم يتلوها
الفقهاء عندما كنا نتقبل العزاء في وداع قريب أو صديق في نفس المسجد.
لا أتصور باب نادي هليوبوليس مغلقا والدخول إليه تسللا ولم أصدق إلا
بعد أن عرفت ان عددا من أعضائه ذهبوا في رحلة إلي الغردقة بضعة أيام
وتركوا سياراتهم الخاصة هناك ليستقلوا الأتوبيس السياحي فلما عادوا كانت
الحرب قد قامت والجدار الأسمنتي قد ارتفع والدخول والخروج من أول الخليفة
المأمون حتي نفق العروبة ممنوع بقوة المدرعات وسياراتهم محبوسة داخل
النادي.. تغيرت الدنيا.
كذلك لا أتصور حياة السكان وقد أغلقوا الأبواب بالجنازير واطفأوا الأنوار وعاشوا في ظلام يزيدهم رعبا.
والمحلات كلها أصبحت خرابا حتي الشبراوي فالضرب امتد اليه واتخذوا من
الشارع الصغير المجاور والذي علي ناصيته الجمعية الاستهلاكية مخفرا
للاحتجاز والتحقيق لانتزاع الاعترافات.
لا يفارقني خيال بناتنا وزميلاتنا العزل من كل سلاح يتعرضن لمهانة الايذاء والاعتداء عمدا مع كل الاصرار.
والشباب الذين شوهت وجوههم وكادوا يفقدون عيونهم مثالا لهم "براء"
مدرس اللغة الانجليزية الوقور ونجم الدبلوماسي صاحب المواقف الذي صنف
بلطجيا والآخرون منهم مشاهير وسط الثوار ومن نزل إلي الشارع يبدي رأيه
مسالما.
من الذي كان يخفي السلاح ويبيت الشر ويستفز بأسوأ الألفاظ؟
إلي أين تنتقل ساحة المعركة القادمة فمادمنا لا نقبض علي القاتل لن
تتوقف الجريمة وكيف نسمع اتهامات تأتي أحيانا علي لسان رئيس الجمهورية
فتبدو وكأنها مجرد تهديد أو شكوي بينما الذين يعلنونها هم الحكام.
لن أذكر مكتب المحامي المفرج عنه في قضية معركة الجمل والكل يعرفه
فهمت انه المحرض والمخطط والمنفذ لحرب الميرغني.. ولكنني أعود إلي قصة أحد
كبار الفلول الأثرياء له عزبة قرب الجيزة دعا إليها أقطاب البلطجية
واتفقوا علي خطة اشعال النار حول السفارة الإسرائيلية ومن بعدها السفارة
السعودية.. روي وقتها تفاصيل التحركات وكأنها منقولة من أحد المشاركين..
ثم لم نسمع شيئا.
وقبلها العنف الذي حدث عند مسرح البالون في مناسبة خاصة بتكريم أسر
الشهداء وسيناريو مؤامرة دبرت في فندق مجاور علي النيل صاحبه أو رواده
فلول.. ثم لم نسمع شيئا.
حتي المعركة الأخيرة أشارت فيها أصابع الاتهام إلي ملائكة الاخوان
وأشاروا هم إلي شياطين الفلول ودفعنا جميعا الثمن ومازال التحقيق يجري
والفاعل يقولون انه مجهول!!

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

كفاكم قتال بعضكم البعض

كفاكم قتال بعضكم البعض

كفاكم قتال بعضكم البعض :: تعاليق