الوطن يناديكم

وقعت الأحداث المأساوية والمعارك الدامية في محيط قصر الاتحادية. اشتبك
اشقاء الثورة وتعارك اصدقاء الأمس وتقاتل رفاق الدرب ونسي الجميع ان
الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية بدا اخوة الوطن والوطنية كأنهم اعداء
ألداء. استبد بهم الداء وغاب الدواء.
غابت الحكمة عن الكبار فتفرقوا شعبا واحزابا.. وغاب العقل عن الصغار
فتقاتلوا بغير قضية وتعاركوا بغير سبب أو هدف فالسفينة واحدة.. تهب عليها
الأعاصير من جميع الجهات وسائر الاتجاهات والمنتصر والمهزوم كلاهما خاسر
في كل الأحوال.
قضينا عامين إلا قليلا في شقاق أليم وجدل عقيم وتوقف العمل والانتاج
يصبح الوطن علي شفا الافلاس وحافة الهاوية. بدا الجسد المصري الواحد كأنه
اشلاء ممزقة وأعضاء متفرقة يعمل كل منها لحسابه الخاص ومصلحته الشخصية
ومنفعته الذاتية لتستمر المأساة ويسقط الضحايا وآخرهم خمسة شهداء و300
مصاب وجريح.
كانت الاحجار التي تقاذفتها الايدي المصرية كافية لبناء جدار كبير
والجهد الضائع كافيا لبناء مصنع أو استصلاح مساحة من الأرض الصحراوية تعود
علي ابناء هذا الشعب الصابر بالخير والمنفعة توقفت الحركة في الاتجاه
الصحيح عن طريق التقدم وفوق ذلك تعاركنا وتقاتلنا فكانت الخسارة اضعافا
مضاعفة.
وقع الصغار في حفرة حفرها الكبار باختلافهم وشقاقهم في وقت نحن في أشد الحاجة إلي الوفاق والاتفاق.
غابت الحكمة عن جميع الاطراف ونسوا ان القوة الحقيقية ليست بكثرة
العدد ووفرة العتاد وارتفاع الصوت ولكن بالنية الطيبة والعمل الصالح وضبط
النفس والنبي الكريم يقول في حديثه الشريف: "ليس الشديد بالصرعة وإنما
الشديد من يملك نفسه عند الغضب".
لماذا لا تجتمع كل الاطراف للحوار الهادف البناء في رحاب الأزهر
الشريف ويعلن الجميع انهم جاءوا إلي هذا المكان العريق للوصول إلي حل
للمشكلة مخلصين وعلي خدمة الوطن متعاهدين يطلبون العون والسداد من رب
العالمين اعتاد الشعب المصري ان يلجأ إلي الأزهر الشريف في أوقات شدتة
وأيام محنته علي مدار أكثر من ألف عام ولعلها تكون آخر الأحزاب وان يمضي
هذا الشعب علي الدرب لإقامة دولته وبناء حضارته ونيل حريته وكرامته.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

الوطن يناديكم

الوطن يناديكم

الوطن يناديكم :: تعاليق