المواضيع الأخيرة
دخول
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
الاحذيه ..........لغة الحوار
صفحة 1 من اصل 1
05092012
الاحذيه ..........لغة الحوار
- لغة الحوار والتفاهم في المجتمع المصري بعد الثورة تردت إلي أدني مستوي
أخلاقي.. فعبارات التخوين والشتائم تملأ قانون الحوار بين كل الأطياف
السياسية وعبارات التكفير والتفسيق والتبديع تملأ قاموس بعض الشباب المسلم
ضد كل من لم يتفق معهم في رأي مهما كان بذله وعلمه وفضله.. حتي أنني اسمع
شتائم مقذعة تنال علماء أجلاء ورموزا اسلامية عظيمة من بعض مدعي العلم ومن
بعض الشباب حديث التدين.. لم يسلم منها القرضاوي أو العوا ولا ابن باز ولا
حسان ولا الحويني ولا غيرهم.. وكأنه كتب علينا نحن أهل السنة ألا يخرج منا
عالم أو فقيه إلا وشتمناه وأهلنا التراب عليه لمجرد انه لا يعجبنا رأيه في
شيء.. فضلا عن البدعة الأخلاقية السيئة التي تفشت في المجتمع المصري وهي
رفع الأحذية أو الضرب بها وهي الطامة الكبري التي أصابت أخلاق المصريين في
مقتل.
وقد رأيت بعيني رأسي في الانتخابات الرئاسية من يضربون صور مرشح رئاسي
بالأحذية في أكثر شوارع الاسكندرية ازدحاما وبالأمس رفع متظاهرو 24 أغسطس
الأحذية ايضا في مظهر بذيء وغير اخلاقي.
أما الطامة الكبري فهي ضرب رئيس وزراء مصر بالأحذية في موقف مهيب كان
ينبغي علي الجميع الخشوع لجلاله.. ولكن الانتهازية السياسية والتردي
الأخلاقي والفوضي الأمنية جعلت هؤلاء ينسون انه لا ذنب له فيما حدث فالرجل
قدم إلي السلطة قبل شهرين من الحادث.. ولكنه العمي الأخلاقي والصمم عن
الفضيلة وركوب بحر الاسفاف الذي لا ساحل له وهذا جعلني اتذكر المتظاهرين
الذين كانوا يسبون الجنود والضباط الذين يحرسون وزارة الدفاع المصرية
بالعباسية بأقذع الشتائم ويسبونهم وأسرهم ويشيرون إليهم باشارات بذيئة..
ولم يفكروا يوما ان هذا الجندي والضابط من ابناء الشعب المصري يقفون لحراسة
هذا المنبر العريق الذي يمثل العسكرية المصرية العظيمة ولا دخل له بالصراع
السياسي وهو لم يجرم في حق أحد حتي يشتم ويسب بهذه الطريقة.
والبعض كان يقول لهؤلاء الضباط والجنود يا طاغوت يا صغير.. وانتم جنود الطاغوت.
وقد حاول هؤلاء الضباط والجنود اسناء هؤلاء عن الشتائم باذاعة القرآن
الكريم تارة دون جدوي أو اهتمام بقدسية القرآن الذي يتلي وتارة بالأغاني
الوطنية وكأنهم يقولون لهم من خلالها نحن جميعا لسنا من أرباب السلطة أو
السياسة وكانت نهاية هذا المشهد الأخلاقي المأساوي الذي صفق له الكثيرون
دون وعي هو انهيار قيمة وقدر الجيش المصري الوطني لدي الكثيرين.. وانتهي
عند البعض بتكفيره ثم قتله في مذبحة يندي لها الجبين في رفح.
ان حالة التردي القيمي والأخلاقي وصلت إلي حدود النخبة فقد حضرت
مؤتمرات علمية سياسية بحثية يتطاول فيها بعض الساسة والأكاديميين علي بعضهم
البعض بأفحش الكلمات وكأنهم من السوقة أو الرعاع.. وها نحن نسمع عن حالة
اشتباك بالأيدي في نقابة الصحفيين وهم صفوة الصفوة في المجتمع والذين
يعلمون الناس بكتاباتهم واطلالتهم المستمرة علي الفضائيات.
لقد حارب رسول الله صلي الله عليه وسلم أقواما كثيرة.. وخاصمه الكثيرون
واضطده الكثيرون.. ولكنه لم يقل كلمة فحش قط طوال حياته.. حتي انه نهي عن
سب أبي جهل رأس الكفر بعد موته توقيرا لابنه عكرمة وأولاده الذين اسلموا
ومراعاة لمشاعرهم ذاكرا ان سب الأموات يؤذي الأحياء.. لقد راعي مقام الابن
فامتنع عن التعريض به بعد موته رغم حربه الضروس للإسلام والمسلمين.
وقد نال عبدالله بن أبي بن سلول من رسول الله كثيرا ونال من عرض زوجته
البتول السيدة العفيفة أمنا عائشة رضي الله عنها ولكنه أبي أن يقتله أحد
وأبي أن يقتله ابنه.. وقال لأصحابه "لئلا يتحدث الناس ان محمدا يقتل
أصحابه" وقال لابنه "نحسن صحبته ما عاش بيننا".
لقد نأي رسول الله صلي الله عليه وسلم طوال حياته عن الكلمة النابية أو
اللفظة الجارحة رغم كثرة خصومه ورغم كثرة الصادين عنه وعن دعوته ورغم كثرة
السفهاء الذين تبذلوا معه ولكنه قابل هؤلاء جميعا بشعار واحد أمره به ربه
"فاصفح الصفح الجميل" وهتف بنداء ربه "فاصفح عنهم وقل سلام".
فقال الجميع حتي الذين استهزأوا به وبدعوته "سلام عليكم لا نبتغي
الجاهلين" وقالها قبل التمكين وبعده فلم يتغير ولم يتحول بعد التمكين
والسلطة وقال لأهل مكة بعد فتحها "اذهبوا فأنتم الطلقاء" فلم يعير أحدا
بذنب فعله ولم يثر حزازات الماضي أو يجتر آلامه وإنما تأسي بصاحبه وصديقه
نبي الله يوسف الذي قال لاخوته الذين أرادوا يوما قتله "قال لا تثريب عليكم
اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين".
أين هذا من دكتور وعالم أزهري يقول في قناة فضائية متحدثا عن ممثلة "كم
من الرجال اعتلاك".. هل هذا أسلوب الدعاة إلي الله وطريقتهم.. هل هذا هدي
النبي مع الذين اختلف معهم.
اننا نختلف مع طريقة هذه الممثلة وآرائها.. ولكن الإسلام لا يعرف
الاسفاف.. والدعوة لا تعرف الابتذال.. فما كان رسول الله صلي الله عليه
وسلم فاحشا ولا متفحشا وهو الذي علم الدعاة جميعا أسلوبه الرائع "ما بال
اقوام" وهل تعني الثورة ان نتفلت من أخلاقنا وان نتنكر لكل ما هو مستقر من
اعراف واخلاق الاسلام والمجتمع المصري العريق.
اننا نحتاج إلي صحوة اخلاقية قبل النهضة الاقتصادية وقبل الانطلاق إلي
بناء منظومات التعليم والادارة والصحة الجيدة.. فكل ذلك لا جدوي منه بغير
الأخلاق.
ان الدعوات الصالحة لابد ان تخرج من لسان عف.. ولابد ان تكون في اطار
من الأدب الراقي والخلق النبيل ودون ذلك كله فلا جدوي من أي شيء.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 17 ديسمبر 2022, 2:01 pm من طرف طارق العرابى
» النجوم الساطعه
الإثنين 05 ديسمبر 2022, 9:09 pm من طرف طارق العرابى
» اللواء صبرى محمد عبده سليمان
الأربعاء 16 نوفمبر 2022, 10:15 pm من طرف طارق العرابى
» كلمات مؤلمة
الثلاثاء 15 نوفمبر 2022, 12:55 pm من طرف طارق العرابى
» الحياه المستديره
الإثنين 14 نوفمبر 2022, 9:08 pm من طرف طارق العرابى
» أقوال مأثورة للامام
الجمعة 11 نوفمبر 2022, 11:17 am من طرف طارق العرابى
» اصل عائلة العرابى
الأحد 02 يناير 2022, 8:17 pm من طرف زائر
» بكاء الظالم
الأحد 30 يونيو 2019, 11:56 am من طرف طارق العرابى
» الشهداء أكرم منا جميعا
السبت 15 أكتوبر 2016, 3:40 pm من طرف طارق العرابى