حلمنا القادم

واحد من كل خمسة مصريين يعانى من فيروس سى!، جملة صادمة ونسبة مفزعة قالها د. هشام الخياط أمام مؤتمر دبى الذى نظمته شركة «MSD» فى الإمارات. وأكد على ضرورة الشفافية وإعلان النسبة بكل صراحة وطلب المساعدة من جميع دول العالم، لأنها صارت قضية أمن قومى، ولنا فى بعض دول أفريقيا أسوة حسنة حين طلبت المساعدة وأنقذها العالم من الانقراض بسبب الإيدز. أُلقيت فى المؤتمر أبحاث حول الكبد وفيروس سى تهم المنطقة العربية، خصوصاً مصر ودول الخليج، والمهم أنه قد أقيمت فعالية على هامش المؤتمر للإعلاميين كانت فى منتهى الأهمية، حيث إن مشكلة فيروس سى لها أبعاد اجتماعية فى منتهى الأهمية، حيث يُمنع مريض فيروس سى من السفر إلى بعض الدول، على سبيل المثال، ويحارب فى لقمة عيشه، ويؤدى نقص التوعية التى لا بد أن يتبناها الإعلام ويعمل عليها بجدية إلى كوارث، حيث تنتقل العدوى بسرعة كالنار فى الهشيم وتفوت الأعراض حتى على الطبيب الماهر فى البداية، لأنها تكون شبيهة بالإنفلونزا، وتؤدى بعض الممارسات الخاطئة والمفاهيم المغلوطة إلى انتشار أكثر للمرض، مثل استخدام الأعشاب بشكل عشوائى ومن خلال بيزنس ملىء بالدجل واستخدام الحجامة وعدم تعقيم آلات الجراحة والأسنان وأدوات الحلاقة، وللأسف تنتشر تجارة الأعشاب والأدوية الوهمية من خلال قنوات إعلامية شهيرة ومؤثرة، ولا بد أن يعرف القارئ إلى جانب نسبة انتشار الفيروس بعض المعلومات والأرقام الأخرى مثل:

1 - فيروس c يُسبب التهاباً مزمناً بالكبد يتحول بمرور الزمن على مدى سنوات طويلة إلى قصور فى كفاءة الكبد واستسقاء بالبطن ونزيف دوالى المرىء.. غيبوبة كبدية.. أورام بالكبد بكل ما يستتبعه ذلك من تداعيات صحية واجتماعية واقتصادية على الأسر التى يصاب عائلها بهذا المرض.

2 - من مضاعفات فيروس c، خصوصاً إذا دخل المريض فى قصور كبدى لسنوات عديدة، حدوث سرطان الكبد.. ويكفى أن يعلم الرأى العام أن هناك حالة سرطان كبد تحدث فى مصر كل 45 دقيقة.. يعنى كارثة حقيقية.

3 - عدد حالات الإصابة الجديدة بالفيروس سنوياً لا يقل عن 100 ألف حالة فى أكثر التقديرات تفاؤلاً.. وهذه كارثة بكل المقاييس، إذا علمنا بأن أعداد الذين يتم علاجهم (يُشفى نصفهم فقط ولا يستجيب النصف الآخر للعلاج) لا تزيد على 40 ألف مريض سنوياً فى أفضل الظروف، أى أن هناك فجوة كبرى لن تسمح أبداً بالقضاء على الفيروس فى مصر إذا استمرت هذه المعدلات واستمر غياب الدولة.

هناك عدة أدوية فى الطريق تقدّمها يد العلم الحانية على البشر هى بالفم وليست بالحقن ومدة تناولها أقصر، ليست 48 أسبوعاً، ولكن ما زال السعر بالنسبة للمجتمع المصرى الفقير يقف حائلاً أمام تعميم استخدامها وانتشارها، نتمنى أن تُشفى مصر فى 2020 تماماً من فيروس سى، نتمنى تحقيق هذا الحلم، نحو مصر خالية من فيروس سى، هذا هو حلمنا القادم.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30

حلمنا القادم

حلمنا القادم

حلمنا القادم :: تعاليق