الاثر القديم الجديد

استكمالاً لسلسلة مقالات لدراسة العنوسة لدراسة المشكلة وحلولها يجب أن نضع
أمام أعين المجتمع المصري المسببات الخفية التي قادت لأن يصل عدد المطلقات
ومن فاتهن قطار الزواج والأرامل اللاتي لا يجدن أزواجاً إلي ال 16 مليونا.
قبيل سنوات تخريب نفوس المصريين خلال عهد مبارك حيث تبارت الأجهزة
لدولته لوضع كل طرق الفساد والإفساد الخلقي للناس في أجندة ممنهجة شارك
فيها متخصصون كبار في علم النفس كان التركيز علي الأم المصرية التي قيل
بشأنها الأم مدرسة إذا اعددتها.. اعددت شعباً طيب الأعراق. وللأسف كانت
المقولة عكسية حيث أن الأم المصرية التي تربت في طين أرض مصر الخصبة بلا
تعليم ولا إعداد ولا توجيه كانت هي النموذج الحي الذي أخرج لنا عباقرة هذا
الزمان من العلماء والأدباء والمفكرين وقادة عظام للفكر اثرو الإنسانية
جمعاء مثل طه حسين ورفاعة الطهطاوي.. كانت الأم المصرية في ثلاثينيات القرن
الماضي هي المعلم بغير علم وهي عدة الأخلاق بلا إعداد.. ولكن حين تدخلت يد
التطور والإعداد ودقت أجراس المساواة رنينها بل أصبحت الغلبة والتغلب هدفا
للمرأة لإضعاف شريك الحياة ووضع صورة سي السيد دليل عبودية المرأة للرجل
موضع السخرية والتندر.. وتشبهت النساء بالرجال صوتاً ورداء واستقواء اهتزت
الصورة أمام الأبناء.. ولم تعد سلطة الأب هي الحاكمة لدروب تربية الأبناء.
تنجب الأم الرجال.. ثم تهين أمامهم الرمز في شخص الأب.. تسفيه ارائه..
معارضة قراراته حتي لو كانت الأصوب.. جعله مصدرا للكوميديا أمام ابنائه..
دينها وديدنها أن تكتسب منه أرضاً جديدة كل يوم وتفقده سلطاته التي منحها
الله له والقوامة بما أنفق.
رأيت في واقع الحياة مأساة أب ارتفع ضغطه وهو يتهجد لله في صلاة العشاء
أن يخفف عنه أذي زوجته التي أطلق عليها الجيران المرأة الرباشة ونقل
للمستشفي ومات وتوجه له ابناؤه ثلاثة من الرجال وتصوروا ماذا كان طلبهم من
أهل أبيهم ألا يؤخذ إلي بيته كي يخرج منه لمثواه الأخير حتي لا يسببوا
ازعاجاً لأمهم بمشاهد الحزن والعويل.. وذهبوا به لبيت عمتهم الضيق والذي لم
يتسع لخروج النعش منه.
فهل نهيب بأجهزة رسم إصلاح ما أفسده نظام مبارك في التعليم أن تكون حصة
الدين مادة أساسية حتي نصلح ما وصلنا له من خراب نتج عن الخوف المتنامي في
إهانة شخص الأب من قبل الأم أن الصبية الصغار الذين يخرجون من نتاج الخوف
أهيب بأساتذة علم النفس.. وعلم الاجتماع ورجال الأديان الانتباه
لمنظومة التربية المنزلية وليس المدرسية فقط فالأولي هي ما تأتي بالثانية
وليس العكس كما كان في زمن مضي كنا نقول وزارة التربية ثم التعليم لأن الأم
الأمية هي التي ربت وخلقت القيم وحافظت علي رمز الأب كمصدر للقوة وكان
استكمال الطريق عبر المدرسة والجامعة.. أما الآن فقد لزم أن نزيل
سيكولوجية الخوف حتي لا تأتي لنا بمنظومة الخراب للمجتمع المصري الذي كان
طيباً.
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

الاثر القديم الجديد

الاثر القديم الجديد

الاثر القديم الجديد :: تعاليق