الشارع المصرى يغلى

بعد أن اشتبكت كل الخيوط وتعقدت الأمور لابد لنا من وقفة لالتقاط الأنفاس
وهدنة يشارك فيها الجميع.. حكومة ومعارضة وثواراً. لنتمكن من الخروج من
الدائرة الجهنمية التي دخلناها ونلف فيها بلا توقف.. ما بين تخوين الحكومة
للمعارضة واتهامها بعرقلة أي خطوة للتقدم نحو المستقبل. وما بين إصرار
المعارضة علي مطالبها بإسقاط الدستور والحكومة والتصعيد بالدعوة لإسقاط
النظام.
وفي وسط هذه الدائرة المفرغة يسقط شباب. وتسيل دماء. ويطحن المواطن
البسيط الذي ضاق ذرعاً بحكومة عاجزة عن توفير حياة كريمة له. لا تملك رؤية
ولا برامج ولا حلولاً واضحة للأزمات التي نعاني منها. وجماعة كل همها
التمكين وتثبيت قواعدها في الحكم. ومعارضة تبحث عن مكان لها وتعض أصابع
الندم علي دعمها لجماعة لم تف بما عاهدتهم عليه.
الخروج من هذه الدائرة يحتاج أولاً إلي اعتراف جماعة الإخوان المسلمين
وحزب الحرية والعدالة الذي تسلم الحكم. بأن التركة ثقيلة وأن المسئولية
التي تسلمها لا يمكن أن يتحملها وحده. وأن هذه الفترة الدقيقة والحرجة التي
تمر بها مصر تتطلب من قيادات هذا الحزب الحاكم التحلي بإنكار الذات وعدم
المكابرة والتعالي وإقصاء الغير. والاستفادة من كل الخبرات المتاحة بغض
النظر عن ولائها وانتمائها السياسي أو الحزبي والتوقف عن تعليق أخطائه علي
شماعة الإعلام وأن السفينة التي تحملنا جميعاً لو غرقت فسيغرق الجميع دون
استثناء.
إنني أطالب الرئيس بالدعوة إلي عقد مؤتمر عام يعقد تحت رعايته وتشارك
فيه الحكومة وجميع الأحزاب والقوي السياسية والوطنية بأجندة محددة سلفاً
تناقش كيفية عبور المرحلة الانتقالية الحالية وإعادة الاستقرار إلي البلاد.
وتضع برامج زمنية لحل المشاكل السياسية والاقتصادية. علي أن تتعهد الحكومة
أمام الشعب بتنفيذ هذه البرامج فور الاتفاق عليها.
مؤتمر يشارك فيه أصحاب الخبرة في مجالات السياسة والاقتصاد دون إقصاء
ولا تصنيف.. أما دعوة الحوار الوطني التي أطلقها مجلس الدفاع الوطني. فهي
دعوة مبهمة. لا تختلف عن دعوة الحوار الفاشل الذي دعت إليه رئاسة الجمهورية
من قبل وعقدت منه 8 جلسات برئاسة المستشار محمود مكي ولم تسفر عن أي
جديد.. بل وتم تجاهل المقترحات التي قدمتها لمجلس الشوري حول قانون
الانتخابات.
إن استمرار تصدير الأزمات الحالية للأمن وتحميل وزارة الداخلية وحدها
مسئولية مواجهة المتظاهرين في الشارع لن يجدي بل سيزيد الأمور اشتعالاً
وسيرفع عدد الأرواح التي تزهق والدماء التي تسيل.. بل وسيؤدي إلي فشل جهود
الداخلية في مواجهة حالات الانفلات الأمني وإعادة الانضباط للشارع.
كل الشواهد تؤكد أن الإخوان قد فشلوا حتي الآن في تقديم أوراق اعتمادهم
لرجل الشارع. وأن عليهم إذا أرادوا الاستمرار في الحكم والتمسك بالفرصة
التي جاءتهم بعد الثورة. أن يكونوا أكثر ذكاء وإدراكاً أن مصر للجميع وأن
الشباب الذي خرج في 25 يناير 2011 لإسقاط نظام مبارك. قادر علي إسقاط أي
نظام آخر.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

الشارع المصرى يغلى

الشارع المصرى يغلى

الشارع المصرى يغلى :: تعاليق