فين نتائج الثوره

لم يشعر كثير من المصريين ان شيئا ملحوظا قد تغير في مصر بعد ثورة 25 يناير
المجيدة التي اسقطت النظام الديكتاتوري المستبد والذي أفسد الحياة علي أرض
مصر وتسبب في إصابة ملايين المصريين بالأمراض علاوة علي عدم اهتمامه
بمشكلات المواطنين في شتي المجالات.. عم الفقر البلاد وزادت البطالة وتدني
مستوي التعليم وجميع مرافق الدولة وأصبح الإهمال سمة سائدة خاصة في القري
والصعيد.
من هنا.. عندما قامت الثورة استبشرنا خيرا وتصورنا أننا وضعنا اقدامنا
علي بداية الطريق الصحيح خاصة بعد أن تم انتخاب الدكتور مرسي كأول رئيس
مدني في انتخابات حرة.. لكن صُدمنا جميعا من حالة الانقسام والشتات التي
أصابت المجتمع والتي كرست مفهوم التناحر والكراهية والتربص بالآخر بين
القوي السياسية التي طفت علي السطح بعد الثورة وبين التيار الإسلامي الذي
وصل إلي سدة الحكم بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.. أصبح هناك طرف
يتصيد للآخر الأخطاء والسقطات.. والآخر لم يستطع استيعابه أو اشراكه في
قضايا الوطن.
استغل كل طرف الآلة الإعلامية المسعورة التي سخرت أدواتها وامكانياتها
وأموالها في هذا الصراع والنيل من الطرف الآخر بشتي السبل والوسائل..
والخبراء الاستراتيجيون والأمنيون والنشطاء السياسيون والحقوقيون والنخبة
والمثقفون جاهزون سواء للتأييد أو المعارضة حسب الطلب.. وهنا كان الضحية
المواطن المصري البسيط الذي تاه بين الفريقين ولم يعد يعلم من علي حق ومن
علي باطل.
باختصار صار الوطن فريقين كل منهما يتمني الخلاص من الآخر ويبحث له عن
"مصيبة" كي يشبع فيها لطماً.. ولأن النوايا ليست خالصة سواء من جانب
الحكومة أو من وضعوا أنفسهم في خندق المعارضة.. فحلّت المصائب جماعات علي
الوطن وكان منها علي سبيل المثال مقتل 18 جنديا مصريا وهم يتناولون طعام
الإفطار خلال شهر رمضان علي الحدود المصرية - الإسرائيلية في ظروف غامضة
حتي الآن.. علاوة علي حالة الأمن السيئة في سيناء.. أيضا تصادم قطاري
الفيوم وما نتج عنه من وفيات وإصابات كذلك إضراب الأطباء الذي دخل شهره
الثاني دون التوصل إلي حلول ناجعة لمشاكلهم وإضراب عمال النقل العام وسائقي
المقطورات وإضراب سائقي مترو الأنفاق والذي أصاب القاهرة الكبري بالشلل
التام.. وأخيرا كانت الطامة الكبري بالحادث المأساوي المروع والذي أدمي
القلوب قبل العيون علي مزلقان السكة الحديد بقرية المندرة بمنفلوظ والتي
راح ضحيته أكثر من 50 طفلا في عمر الزهور.. تناثرت أشلاؤهم مع كتبهم وحقائب
مدارسهم علي القضبان بعد أن اصطدم القطار القادم من أسيوط بالأتوبيس الذي
كان يقلهم مسببا مأساة اجتماعية لأسر هؤلاء الضحايا "الصابرين" والمؤمنين
بقضاء الله وقدره لن ينسوها مدي الحياة.. فيكفي ان أسرة مكل.0ومة فقدت 4
أشقاء دفعة واحدة - كان الله في عونها - بسبب الإهمال والقصور الشديدين في
إدارة هيئة السكة الحديد.
اقتصر الأمر علي قبول استقالة الوزير وإقالة رئيس الهيئة وتحميل عامل
المزلقان المسئولية.. وكأننا في مسرحية هزلية تتكرر فصولها كل فترة ونبحث
فيها عن كبش فداء "يشيل الليلة" وتستمر الحياة.. علي أن نلتقي في مصيبة
أخري ان كان في العمر بقية.. فدماء هؤلاء الضحايا في رقابنا جميعا حكومة
ومسئولين ومعارضين ومحللين.
في رأيي ان إقالة الوزير أو أي رئيس لهيئة مطلوب كمبدأ للثواب والعقاب
سواء كان في الوزارة أو في أي مؤسسة ولكن ليست هي الحل.. فالموضوع أكبر من
ذلك ومشكلات السكة الحديد وغيرها من مؤسسات الدولة أعقد بكثير من مجرد
إقالة المسئول وينتهي الأمر عند هذا الحد.
لابد من دراسة الأمور بعقلانية وعلي أسس علمية لتفادي تكرار هذه
الحوادث.. وإلا سنشاهدها مرارا وتكرارا.. فمنظومة السكة الحديد يجب أن تعاد
دراستها ووضع الحلول اللازمة لمشاكلها ولا يجب أن تظل تعمل بنفس الأسلوب
العشوائي القديم.. يجب الاستفادة من قدرات وخبرات الدول المتقدمة علميا
واليكترونيا في حل مشاكل المزلقانات والتحويلات والإشارات وغيرها.. حتي لا
نستيقظ يوميا علي مصيبة أعظم وساعتها لن تفلح زيارة رئيس الوزراء لمكان
الحادث أو تقديم الرئيس لواجب العزاء أو تشكيل لجنة تقصي حقائق لا تصل لشيء
أو صرف تعويضات تافهة لأسر الضحايا.
من يتحمل مسئولية هذا الوطن عليه أن يحملها بأمانة وأن يبذل قصاري جهده
في سبيل حل مشكلات أبنائه وأن يستفيد من أخطاء الماضي ولا يكررها حتي نشعر
بأن ثورتنا أتت بنتيجة وأنها وصلت لكل مؤسسات وهيئات الدولة.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

فين نتائج الثوره

فين نتائج الثوره

فين نتائج الثوره :: تعاليق