قفشات من الواقع

** لماذا يحدث هذا؟
تحدث "القضية".. أو الأزمة.. نتفاعل معها بحماس منقطع النظير.. لكن هذا
الحماس يخفت شيئا فشيئا.. حتي ننسي "القضية".. وهي لم تزل علي نفس الحال..
لم يتغير فيها شئ.. وإنما الذي تغير كان فينا نحن.
** هل تذكرون رد الفعل المزلزل عن الجرائم التي إرتكبت بحق المسلمين في
بورما.. قبل أسابيع أو أشهر قليلة.. هل يتابع أحد منا الآن ــ ولو علي
سبيل التذكرة ــ مأساة مسلمي بورما؟!
** هل يذكر أحد منا كيف كان الترقب والتخوف والحذر عندما شاع ان شحنة
من "القمح المسرطن" دخلت البلاد.. وتسرب الكثير منها إلي بعض المطاحن..؟!
** هل يذكر أحد منا كيف استقبلنا نبأ دخول "شحنة مسرطنة" أخري لكنها من الذرة..؟
** الحدث كان طاغيا علي "الساحة" الوطن بأكمله يقف علي قدم وساق متفاعلا مع "الحدث".. مواطنين.. حكومة.. إعلاما.
** "التفاعل" ضخم ومثير.. لكنه كان "لحظيا".. فسرعان ما ينتقل من ذروة الاهتمام إلي ذروة "الطناش"!!
** يحدث ذلك الان مع قضيتين يمكن القول انهما من أخطر القضايا المطروحة
علي "المشهد" حاليا.. قضية "العجول المهرمنة" التي تم استيرادها من الخارج
ويقولون إنها ستسبب السرطان.. والقضية الثانية الخطر المتوقع أو المنتظر
من المباني التي تم إنشاؤها في فترة "الإنفلات" التي أعقبت ثورة يناير.
** بمجرد ان تسرب "خبر" إحتواء هذه العجول المستوردة علي هرمونات تسبب السرطان.. "الكل" إهتم بالحدث.
.. وتوقف خط سير الشحنة وتم تجميد عملية الذبح.
** خاف الناس من أكل "اللحوم" خشية من تسرب أحد العجول إلي أسواق الذبح
ــ وفقا لذاكرة الطرق الملتوية "التي تسكن في الأذهان باعتبارها تراثا من
الماضي.
** خاف الناس في بداية الأزمة.. وكذلك ساد الحذر جميع الأوساط .. لكن
شيئا فشيئا.. حدث تطور في الأزمة.. صدرت قرارات بالذبح.. وصدرت تصريحات
أخري بالتحذير من خطورة ذلك.. وبين هذا وذاك كان إنصراف الحذر والترقب.
** بدأ الذين توقفوا عن أكل اللحوم في العودة إليها.. وبدت مسألة
إحتوائها أو خلوها من الهرمونات المسرطنة وكأنها لم تعد مصدرا للحذر أو
الترقب.. أو الاهتمام!!
** أحد المسئولين الكبار في إحدي الندوات قال ان هناك عشرة الاف عقار
غير آمن في الاسكندرية.. وقال نفس المسئول انه في أول هزة أرضية فإن 90% من
المباني التي أقيمت بعد الثورة ــ في غياب الرقابة ــ من الممكن أن
تنهار!!
** هذا التحذير اطلقه مسئول آخر.. في محافظة الجيزة.. مشيرا الي الكم
الهائل من المباني المخالفة التي تم بناؤها في الأشهر القليلة الماضية.
** التحذير من وقوع هذه الكوارث المحتملة.. لم يتم استقباله بأدني درجة
من درجات الاهتمام والحذر.. وكأن هذه المباني.. وسكانها في بلد آخر غير
مصر.
** التناقص التدريجي في درجة الاهتمام بقضايا أو أزمات مصيرية..
والإنصراف عنها شيئا فشيئا.. إنما هو مرض استشري في المجتمع منذ سنوات
طويلة.. ولابد من وقفة جادة من قبل علماء الاجتماع والنفس وكل المتخصصين
لمعالجة هذا "الخطر" الذي يهدد الوطن بأكمله.
** قبل هذا وذاك.. يجب علي "المسئولين" مواجهة الخطر بكل ماتعني
الكلمة.. فاذا كان مرض "التناقص التدريجي" للاهتمام بالقضايا "المصيرية"
أصاب الشعب.. فانه يجب الا يصيب "الحكومة".. فلا عذر للحكومة إذا خفت
حماسها واهتمامها بقضية يمكن ان تتسبب خطرا داهما علي الوطن والمواطن.
** كنوز : قال حبيبنا محمد رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه
وسلم أجمعين: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه.. صدق الحبيب
المصطفي صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم أجمعين.. آمين.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

قفشات من الواقع

قفشات من الواقع

قفشات من الواقع :: تعاليق