انتهى سبناريو ......البرلمان المنحل

انهت المحكمة الإدارية العليا أمس، كل جدل حول بطلان مجلس الشعب السابق، وأكدت أنه فى حكم المنعدم من لحظة انتخابه بعد أن قضت المحكمة الدستورية ببطلان القانون الذى أنشئ على أساسه المجلس، الحكم كان متوقعًا فى ضوء الاختصاص القضائى بولاية المحكمة الدستورية فى هذا الشأن، وحكمها لا معقب عليه، لأنها كيان قانونى مستقل، ولذلك لما أحيلت القضية إلى محكمة النقض من أجل النظر فيها قضت من أول جلسة بعدم الاختصاص، ومع ذلك تكلم محامو الإخوان بكلام غير لائق عن حكم الإدارية العليا، وأنه حكم بيت بليل وأنه حكم سرى فى قضية سرية، وكلام من هذه النوعية النزقة والمستهترة وغير المسئولة، ويبدو أن كثيرًا من الأحلام كانت معقودة على عودة البرلمان السابق وربما تسريبات من بعض الجهات دفعت الدكتور الكتاتنى نفسه إلى أن يصرح بأن البرلمان عائد بحكم المحكمة، قبل أن يحاول التخفيف من وقع كلماته، ومن ثم أتى الحكم بمثابة صدمة كبيرة على قيادات الجماعة، ولم يعد أمامها سوى أن تستعد بجدية للانتخابات البرلمانية المقبلة، والتى تعتبر تاريخية بكل المقاييس بالنظر إلى أنها ستحدد ملامح الخريطة السياسية المصرية طوال السنوات الأربع المقبلة، وبالتالى ستحدد صورة الدولة المصرية الجديدة، كما أنها ستؤكد ما إذا كانت مصر تتجه نحو الديمقراطية والتعددية السياسية أم أنها تتجه نحو لون جديد من الاستبداد السياسى، والحقيقة أن ثمة مؤشرات عديدة على أن البرلمان المقبل سيكون قويًا ومتوازنًا، بالنظر إلى ميلاد قوى جديدة مهمة وأكثر انتشارًا وشعبية من بعض القوى الهشة التى خاضت الانتخابات البرلمانية السابقة، فالانتخابات المقبلة سيخوضها الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وحزبه الجديد الذى أعلن أنه سيخوض النزال على جميع الدوائر، أيضًا سيخوضها الائتلاف الليبرالى الذى دشنه عمرو موسى والسيد البدوى، أيضًا سيكون حاضرًا بقوة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بحزبه الجديد "مصر القوية"، والجبهة السياسية التى سيشكلها مع حزب الوسط وأحزاب وسطية أخرى، أيضًا سيكون هناك حزب الدستور الذى يقوده الدكتور محمد البرادعى، سيكون هناك أيضًا حزب الداعية الشاب عمرو خالد، أيضًا سيكون هناك التيار الشعبى الذى يقوده حمدين صباحى ورموز وطنية أخرى، أيضًا ستكون الجماعة الإسلامية وحزبها "البناء والتنمية" حاضرة بقوة فى تلك الانتخابات، وقد تعافت من صدمة الخروج من أسر المنظومة الأمنية السابقة، واستعادت معظم قياداتها التاريخية، واستفادت من خبرة الانتخابات الماضية، وكذلك حزب النور، رغم التوترات التى يشهدها حاليًا والتى نأمل أن يخرج منها سريعًا ليستعد بشكل لائق لتلك الانتخابات، والنور سيكون له حضوره المؤكد فى الانتخابات، أيضًا سترمى جماعة الإخوان وحزبها بكامل ثقلها فى تلك الانتخابات على أمل توسيع نطاق حضورها فى دولاب الدولة وأجهزتها، هذه كلها أزهار وورود تفتقت فى مصر فى أعقاب ثورة يناير، وسوف تتفتح جميعها وتنضج ديمقراطيًا مع التجربة، والمؤكد أنها جميعها قوى سياسية جادة وليست ديكورية كما كان شأن أحزاب العهد البائد، وتعرف تلك القوى الجديدة الآن أن طريقها الوحيد للحضور السياسى وانتزاع مكانها فى دولاب الدولة لن يكون إلا عبر الصندوق الانتخابى، وهذا يعطينا المؤشر على أن البرلمان المقبل سيكون متوازنًا، ولن تستبد به قوة من القوى، وبالتالى فالحكومة الجديدة لا مناص من أن تكون حكومة ائتلافية، وهو ما يعزز من سلامة المسار الديمقراطى، وما يشمله من ضمانات الحريات العامة والشفافية فى إدارة شؤون الدولة، والتداول السلمى للسلطة، وإنهاء روح الإقصاء والاستبداد فى مصر إلى الأبد، بإذن الله.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

انتهى سبناريو ......البرلمان المنحل

انتهى سبناريو ......البرلمان المنحل

انتهى سبناريو ......البرلمان المنحل :: تعاليق