المواضيع الأخيرة
دخول
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
المصرى ...........الحق
صفحة 1 من اصل 1
02092012
المصرى ...........الحق
مع
زمن الفتح العربي الإسلامي لمصر كان المصريون قد فقدوا الشعور بمصريتهم;
وصاروا في العصر الاسلامي لا يعون أنهم أصحاب قومية خاصة.
لأنهم قد صاروا- في ظل المسيحية, وبخاصة في ظل الإسلام- يميزون بين الناس
علي أساس عقيدتهم الدينية قبل كل شئ, كما زعم الدكتور صبحي وحيدة في كتابه
في أصول المسألة المصرية.
لكن طاهر عبد الحكيم في كتابه عن الشخصية الوطنية المصرية يجتهد في قراءته
لتاريخ مصر المسيحية; فيختلف مع الرأي السابق للدكتور صبحي وحيدة ويتفق مع
رأي حسين فوزي في سندباد مصري, ويسجل أن تحول المصريين عن دياناتهم
القديمة إلي المسيحية كان شكلا من أشكال المقاومة ضد الظلم الاجتماعي,
ومظهرا من مظاهر المقاومة الوطنية ضد الحكم الأجنبي. فقد كان المصري في
أسفل السلم الاجتماعي يعلوه اليهودي, والإغريقي يعلو اليهودي, والروماني
يعلو الجميع, وكلهم كانوا ينظرون إلي المصري باحتقار!! فجاءت الكنيسة
المصرية لتقدم بأساقفتها ورهبانها القيادة الوطنية المفتقدة, ولتقدم إطارا
مذهبيا للصراع ضد الرومان كمحتلين وكمستغلين. فكانت حملات الاضطهاد التي
وصلت إلي ذروتها في عهد دقلديانوس الذي عرف باسم عصر الشهداء.
ويورد عبد الحكيم ما خلص اليه المؤرخ والمستشرق الغربي كريستوفر داوسون من
أن الكنيسة المصرية كانت تمثل القومية المصرية, وأنه إذا كان علي رأس
الطبقات الحاكمة أسياد أجانب جلسوا علي عرش فرعون, فإن المصريين كان لهم
بطريركهم الذي يتزعم الكنيسة المصرية, والذي تلتف حوله جميع القوي الوطنية
المصرية. وقد برز نضال الكنيسة المصرية في الانتفاضات الشعبية والفلاحية
التي قادها الرهبان, والتي اتسع مدي إحداها حتي تحولت إلي ما يشبه الثورة
الشاملة. لكن عبد الحكيم يقترب مجددا من الاتفاق مع صبحي وحيدة, إذ يؤكد
أنه رغم كل ما أنجزته هذه الثورة في مجال تأكيد الشخصية الوطنية المصرية,
فإنها لم تتجه اتجاها جديا لطرد المحتلين, واكتفت بأن أصبحت الكنيسة
المصرية وكل ملحقاتها إطارا قوميا للمصريين; يحفظ لهم شخصيتهم القومية
المتميزة والمستقلة عن الحكام الأجانب ويحصنهم ضد نفوذ وتأثير حضارتهم
الأجنبية.
وقد عاد الصراع فتجدد بين الكنيسة المصرية وسلطات الاحتلال الرومانية(
البيزنطية) حينما حاول الإمبراطور هرقل فرض صيغة مذهبية توفيقية وأرسل قورش
كحاكم وكبطريرك في آن معا كي يفرض المذهب الجديد بالقوة. وفي مواجهة مسعي
هرقل جمع البطريرك بنيامين الإكليروس والشعب ونظم أمور الكنيسة الوطنية من
بعده, وأوصي الجميع بالمقاومة حتي الموت, ثم نزح إلي الصحراء ليقود
المقاومة من مخبئه هناك. وبعد عشر سنوات من المقاومة بقيادة بنيامين, ومع
القمع والاضطهاد علي يد قورش, جاء عمرو بن العاص بجيشه العربي الإسلامي
لفتح مصر. ويري عبد الحكيم أن الكنيسة القبطية قد لعبت بدرجة ما نفس الدور
الذي قام به كهنة آمون من قبل في نهاية العصور الفرعونية; حينما رحبوا
بالإسكندر لتخليصهم من الفرس, ونصبوا بطليموس الأول فرعونا من نسل الآلهة
في مقابل المحافظة علي أملاكهم ورد ما نهبه الفرس منها. ففي مقابل تعهد
عمرو بن العاص بتأمين الكنيسة القبطية علي مصالحها وأملاكها وحقوقها
الدينية قرر كبار رجال الكنيسة الاتفاق مع العرب, وعاد البطريرك بنيامين من
مخبئه في الصحراء.
وفي قراءته لتاريخ مصر الإسلامية يسجل عبد الحكيم أنه خلال السبعة قرون
الأولي بعد الفتح العربي الاسلامي كانت الغالبية العظمي من المصريين قد
تحولت من المسيحية إلي الإسلام, واضمحلت اللغة المصرية( القبطية) لتحل
محلها اللغة العربية. وتوالت علي مصر دول عديدة, استقل بعضها بمصر, وشهد
بعضها ازدهارا في التجارة والحرف والزراعة, وجلب سياسات بعضها خرابا ودمارا
اقتصاديين وأوبئة ومجاعات. وكان لبعضها أمجاد عسكرية في صد غارات
الصليبيين والمغول, وجعل بعضها من القاهرة عاصمة لإمبراطورية واسعة, وانحط
بعضها بمصر إلي مستوي الولاية التابعة, أو أنزلها إلي درك من التفسخ
والتحلل. ولكن تظل هناك حقيقة أساسية وهي أن كل حكام هذه الدول كانوا من
غير المصريين في كل جهاز الدولة العسكري والإداري, مع استثناءات محدودة.
وبدءا من الفتح العربي الإسلامي لمصر مر نحو ألف عام لم تتبلور خلالها أي
قيادة وطنية مصرية, باستثناء قيادات الانتفاضات والتمردات الفلاحية, التي
بقيت أهم مظهر من مظاهر استمرارية الشخصية الوطنية المصرية, إلي أن ظهرت
فئة علماء الأزهر كقيادة وطنية في النصف الثاني من القرن السابع عشر. ويري
عبد الحكيم وبحق أن الفترة من الفتح العربي الإسلامي وحتي ظهور حركة علماء
الأزهر قد شكلت صعوبة خاصة أمام الباحثين المصريين, الذين انقسموا إزاءها
إلي مدرستين. مدرسة تؤكد استمرارية التاريخ المصري, وتزعم أحيانا أن مصر
الحديثة لا تزال فرعونية في الجوهر, وأن ما طرأ عليها من تغييرات لم يمس
إلا القشور. ومدرسة ثانية تذهب أحيانا علي حد الزعم بأن مصر العربية
الإسلامية- أو علي الأقل مصر الحديثة- مقطوعة الصلة بما قبلها.
ومن القائلين بفرعونية مصر الدكتور محمد حسين هيكل, الذي طالب في مقدمة
كتابه تراجم مصرية وغربية بدراسة تاريخ مصر كتاريخ مستقل لأمة مستقلة,
ومريت بطرس غالي الذي دعا في كتابه سياسة الغد إلي دراسة موحدة للتاريخ
المصري من أوله لآخره, وإيجاد الصلة بين عصوره التي تكون سيرة واحدة لأمة
واحدة, والدكتور طه حسين, الذي رأي أن ثقافة المصريين امتداد للحضارة
اليونانية الرومانية, كما سجل في مستقبل الثقافة في مصر, وفي المقابل رأي
أحمد حسن الزيات مؤسس مجلة الرسالة أن مصر المعاصرة تقوم علي ثلاثة عشر
قرنا من التاريخ العربي نسخت ما قبلها, وأعلن الدكتور عبد الوهاب عزام أن
أركان الثقافة المصرية الحديثة عربية; سواء من ناحية الأدب أو التاريخ أو
الفكر أو المثل العليا.
وابتداء من خمسينيات القرن العشرين بدأت تظهر محاولات فكرية تعكس قدرا من
الحيرة مصدرها الإقرار بأن تعريب مصر وانتشار الإسلام فيها قد أحدثا انقطاع
في التاريخ المصري, من جهة, والإقرار باستمرارية التاريخ المصري, من جهة
أخري. وهكذا, سجل صبحي وحيدة أن المصريين بعد الفتح العربي تغيروا ماديا
ومعنويا إلي حد ذهب بكثير من معالم حضارتهم وشعورهم بوحدتهم كأمة وأنهم لم
يعودوا يعون أنهم أصحاب قومية خاصة. لكنه عاد فاستدرك قائلا إن هذه
التغيرات لم تقض علي مقومات الوحدة القومية المصرية; لأنها مقومات طبيعية,
وهي بذلك أزلية لا تتحول!! وسجل حسين فوزي أن تعريب مصر ودخول الإسلام فيها
قد أحدثا تحولا كاملا في حياة مصر فصلها فصلا تاما عن تاريخها السابق علي
الفتح الإسلامي, وأن المصري المسلم ينظر إلي الإسلام كأساس لحضارته, ويعتبر
العصور السابقة علي الإسلام كأنها تاريخ شعب آخر انتهي أمره. لكنه عاد
فأكد أن الشعب المصري اليوم هو نفس الشعب منذ ستة آلاف سنة!!
صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 17 ديسمبر 2022, 2:01 pm من طرف طارق العرابى
» النجوم الساطعه
الإثنين 05 ديسمبر 2022, 9:09 pm من طرف طارق العرابى
» اللواء صبرى محمد عبده سليمان
الأربعاء 16 نوفمبر 2022, 10:15 pm من طرف طارق العرابى
» كلمات مؤلمة
الثلاثاء 15 نوفمبر 2022, 12:55 pm من طرف طارق العرابى
» الحياه المستديره
الإثنين 14 نوفمبر 2022, 9:08 pm من طرف طارق العرابى
» أقوال مأثورة للامام
الجمعة 11 نوفمبر 2022, 11:17 am من طرف طارق العرابى
» اصل عائلة العرابى
الأحد 02 يناير 2022, 8:17 pm من طرف زائر
» بكاء الظالم
الأحد 30 يونيو 2019, 11:56 am من طرف طارق العرابى
» الشهداء أكرم منا جميعا
السبت 15 أكتوبر 2016, 3:40 pm من طرف طارق العرابى