الديمقراطيه .........الغائبه

ان ما تمر به مصر الآن أخطر من نكسة 1967. فالفساد تعددت صوره من أساليب الفهلوة والنفاق والتدليس وضياع حقوق وانهيار العدالة الاجتماعية وسيادة القانون واستباحة السلب والنهب بلا رحمة من ضمائر متبلدة بالبلطجة والتحرش والسرقة بالإكراه وحمل الأسلحة البيضاء والنارية ومهاجمة الآخرين وترويع المواطنين بتبجح ضاربين بالقوانين عرض الحائط.. فالاقتصاد المصري يعاني في ظل استمرار وتفاقم الانفلات الأمني والأخلاقي والفوضي وغياب سيادة القانون.. وهناك حقيقة مؤكدة تثبت ان بطانة أي مسئول أو قيادي في أي موقع إذا ما اعتمد علي بطانته واتخذ قراراته بناء علي تقاريرهم التي يقدمونها اليه فهو بذلك يحفر قبر نهايته بيده مسحوبا بلعنات الجميع إلي مزبلة التاريخ.. فمن يتولي أي منصب قيادي يجب أن يحسن اختيار مستشاريه وأن يتعايش بنفسه مع كل كبيرة وصغيرة تخص الذين حملوه مسئوليتهم كأمانة في عنقه ليرفع عنهم الظلم وييسر لهم أمورهم ويحل مشاكلهم ويوفر لهم مناخ العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بقيام دولة القانون.. وأن يكون مبدأ الكفاءة فقط هو المعيار الحقيقي للاستعانة بهم.. ويجب عليه أيضا أن يتنبه لحملة المباخر الذين يحيطون به لأن أمثالهم في الحقيقة يمنحون ولائهم للمنصب وليس للشخص ذاته.. والتاريخ الحديث يثبت مع كل تجربة ان كل مسئول في أي موقع قيادي إذا ما استهوته كلمات المنافقين وانتفخت أذنيه بهمسات النمامين وأغراه منصبه بأن يتجبر أو يستهين بحقوق الآخرين فإنه في هذه الحالة سينتظره المصير الذي لن يجدي فيه ندم أو محاولة للتملص من فشله.. وبما أن ما يبني علي باطل فهو باطل فالبطانة دائما تدمر الحصانة.. ومن أهم الثوابت الأساسية التي سطرها تاريخ الأمم ان الاستقرار والتقدم والنجاح لا يحدث بالوعود البراقة والأماني الحالمة وانما تحتاج إلي منصة راسخة فوق أرض الواقع تنطلق منها الأهداف المحددة سواء كانت قريبة الأجل أو المستقبلية منها لبناء المجتمعات المتقدمة تحت مظلة الشفافية والوضوح وهو السبيل الأقوي لتوحدهم من أجل تحقيق الأهداف.. فالشعارات لا تبني أوطانا ولا تعمق الانتماء في الوجدان..نحن في حاجة إلي دعوي للاصلاح والبناء من أجل أن تتبوأ مصر مكانتها العظيمة والتي يتمناها كل فرد وطني مخلص في المجتمع وهو ما يدعونا لأن ننقي أنفسنا من سلبيات تراكمية قد نالت من كيفية علاقتنا بعضنا ببعض وأن نسعي لمصالحة أنفسنا أولا حتي نهييء المناخ الملائم لطبيعة المرحلة الجديدة التي تستلزم المزيد من الترابط والتآلف تحت مظلة الانتماء لبلدنا وأن نتخطي كل الصعاب والمعوقات من أجل تحقيق مطالبنا نحو حياة كريمة شعارها الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. فما حققته الثورة كان له ثمن دفعه دماء الشهداء الذين طالبوا بالحرية والعدالة والديمقراطية.. ولهذا يجب أن تتحلي الحرية بمعناها الحقيقي باختيار الطريق الصحيح باستعادة هيبة وشموخ وخيرات ومكانة مصرنا الحبيبة وأن نساند العدالة لتحقيق أهدافها في القضاء علي الفساد والانتهازيين والفوضي والانفلات الأمني.. وأن تتوج ديمقراطيتنا باتخاذ القرارات السليمة بعيدا عن هوجائية الانتقام والتشفي.. ويجب أن يكون شغلنا الأعظم أن نرفع لواء العطاء بصدق في كل المجالات منها الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية والفنية والابداعية وبألا نبخل علي بلدنا بكل غال من أجل تقدمها وتبوئها المكانة التي تستحقها وسط الدول المتقدمة.. ولهذا كما نحتم علينا أن تكون نظرتنا إلي الأمور نظرة وطنية.. حمي الله مصرنا الحبيبة من كل سوء وسخر رجالها الشرفاء لإرساء قواعد الديمقراطية والعدالة من أجل كرامة وعزة أبنائها جميعا.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

الديمقراطيه .........الغائبه

الديمقراطيه .........الغائبه

الديمقراطيه .........الغائبه :: تعاليق