لاتسرعوا وراء السلطه واتعلموا حب الوطن

الصراع علي السلطة هي مشكلة مصر والمصريين ويؤدي بالتالي إلي الفشل والفوضي والاضطرابات.
عندما تم تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع دستور 1923 اتهمها سعد زغلول في ذلك الوقت بالفشل وأطلق عليها لجنة الأشقياء وراح يحاربها!!
وعندما ظهر هذا الدستور رفض الملك فؤاد لأنه يريد أن يجعل من ذاته مصدرا لكل السلطات وليست الآن هي مصدر السلطات.
وبعد جلوس الملك فاروق علي العرش أرادت الحكومة تعيين وزير لشئون القصر.. ورفض علي ماهر رئيس الديوان هذا الاقتراح واتهم الحكومة بأنها تريد السيطرة علي الملك وعلي القصر.
وتقترح الوزارة الوفدية عزل الملك فاروق بعد أن تأزم الموقف بينهما بسبب الصراع علي السلطة وكان ذلك في شهر نوفمبر سنة ..1937 ورد القصر علي ذلك بإقالة الوزارة بعد شهر واحد.. أي في 30 ديسمبر سنة 1937 ولم يكن الصراع علي السلطة فقط في هذه الفترة بل انه امتد إلي تشكيل الوفد الرسمي لمصر للمفاوضة علي الجلاء وكما قال محمد علي علوبة باشا في مذكراته.. ان أعضاء الوفد المصري برئاسة سعد زغلول قد ذهبوا إلي لندن لإجراء مفاوضات مع الانجليز وكلهم في شقاق وكان يتفاوض في لندن ايضا عدلي باشا يكن رئيس الوزراء وفوجيء الوفد بأن ملنر قال ان التعاقد والتوقيع علي المعاهدة لابد وانه يكون بين وزارتين رسميتين وليس من الوفد.
وهنا غضب سعد باشا وأخرج من جيبه بطاقة عليها اسمه باللغة الفرنسية كتب فيها سعد زغلول باشا وكيل الجمعية التشريعية المنتخب ورئيس وفد الأمة المصرية وقال بانفعال يجب أن أوقع أنا المعاهدة بين مصر وانجلترا ولا أقبل أن يوقعها أي شخص آخر وسأحاربه مهما كان مركزه وأوعز سعد إلي سكرتارية الوفد بأن يرسلوا برقيات للصحف المصرية تفيد بأن عدلي يكن يعرقل أعمال الوفد.. وأعلن عدم ثقته به.
وعندما قامت ثورة 23 يوليو بلغ الصراع علي السلطة مبلغا كبيرا بين جمال عبدالناصر ومحمد نجيب تارة.. وبين جمال ورفاقه وشركائه من الضباط الأحرار تارة أخري ووصل الأمر إلي حد الاعتقالات والسجن.
مثلا كان اللواء نجيب يريد أن يكون رئيسا للجمهورية بالفعل وعبدالناصر يريد الاطاحة به.. وبكل الأساليب المشروعة وغير المشروعة مثل الدعوة إلي الاضراب العام والاعتداء علي بعض ذوي الحيثية من القانونيين.. استطاع التخلص منه وأن يضع الأسس لبقائه في الحكم حتي الممات.
والأمر لا يختلف كثيرا عما يجري الآن.. فالصراع علي السلطة علي أشده.. مجلس الشعب الذي تم حله بحكم المحكمة لا يعترف بهذا الحكم في سابقة تعد الأولي في التاريخ والاعتراض علي كل التعديلات الدستورية المنظمة لسير الحياة مستمرة من حزب الحرية والعدالة والسباق المحموم علي الرئاسة لدرجة احداث الفوضي في الشارع المصري والكل يتحدث ويفتي ولا أحد يعرف إلي متي ينتهي هذا الصراع.
كل هذا بسبب التصارع علي السلطة.. ويبدو انه سمة في كل المصريين والواضح ان كل فرد يحب نفسه أكثر من حبه لبلده حب الوطن من الايمان فلا تلهثوا وراء السلطه فهى الى زوال !!

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

لاتسرعوا وراء السلطه واتعلموا حب الوطن

لاتسرعوا وراء السلطه واتعلموا حب الوطن

لاتسرعوا وراء السلطه واتعلموا حب الوطن :: تعاليق