انت رئيسا لكل المصريين

كل معركة تنافسية لابد أن تنتهي بفوز أحد طرفيها وهزيمة الآخر.. وكانت معركة رئاسة الجمهورية بمثابة ماراثون طويل علي مدي مرحلتيها الأولي والثانية وجرت في وضح النهار لا يختلف اثنان علي أنها كانت معركة نظيفة في مجملها العام حتي وان شابها بعض الشوائب التي لا تؤثر في قوامها الرئيسي.
وقد أوشكت معركة الرئاسة علي الانتهاء ان لم تكن قد انتهت بالفعل بعد أن أكدت المؤشرات ان الدكتور محمد مرسي سيصبح هو الرئيس رسميا غدا أو بعد غد.. وكانت معركة شرسة بكل المقاييس استخدمت فيها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لاستمالة الناخبين وهو أمر طبيعي في مجتمع نصفه من الأميين.
لقد ألقي الدكتور مرسي بيانا عندما شعر ان المعركة تسير في صالحه حتي وان كان الفارق صغيرا جدا قال فيه كلاما طيبا عن التسامح والأخوة والأهل والعشيرة وتعهد فيه أن يتعامل مع الجميع مؤيدين ومعارضين علي قدم المساواة وطمأن الأقباط وكل فئات الشعب واعدا بأن ينفذ برنامجه الانتخابي لكل المصريين.
اننا نرجو ان يقترن هذا الكلام الطيب بالأفعال والتحقيق علي أرض الواقع لأننا تعودنا كثيرا أن نسمع كلاما طيبا ونري فعلا مخالفا.. وتعودنا أن نسمع وعودا ثم ننكث هذه الوعود.
بصراحة تامة أقول للدكتور مرسي ان هناك تخوفا كبيرا لدي اخواننا الأقباط. وهو ولا شك تخوف في محله لن ينتزع من قلوبهم إلا بالممارسة العملية التي تجعلهم علي قدم المساواة في كل الحقوق والواجبات وأن يطبق القانون الذي يحقق هذه المساواة.
ان عدد الأصوات التي أيدت الفريق أحمد شفيق تكاد تتساوي مع عد الأصوات التي حصل عليها الدكتور مرسي فهل سيعدهم المرشح الفائز كلهم من الفلول ويستحقون الدهس بالأقدام كما سبق أن وصفهم بذلك في حملاته الانتخابية.
لقد عاد الدكتور مرسي وتراجع عن هذا التهديد عندما ذكر ان كل من تعاون مع العهد السابق ليس من الفلول وقد حصر هؤلاء الفلول في 32 عائلة تضم نحو 500 فرد فقط.. واعتقد أنه كان يقصد بذلك أن يستميل هذا العدد الهائل والا يخسرهم كلهم علي الأقل في المعركة الانتخابية.. فهل بعد الفوز سيتمسك بأن كل من أعطي صوته للفريق شفيق ليس من الفلول أم ماذا؟!
أريد أن أقول ان الأفعال هي التي تجعل الأقوال صادقة أو غير صادقة.. ولدينا عدد من السنوات سيكون الرئيس الجديد تحت المراقبة الدقيقة من المواطنين يحسبون عليه كل همسة ولمسة.. ونرجو أن يترجع المرشد العام للإخوان ومساعدوه وأعضاء الشوري الإخوان عن دس أنوفهم في سياسة الرئيس الجديد ويتركوه يتصرف وفق المعايير التي اختاره الناس علي أساسها.
بقي أن أقول للفريق أحمد شفيق: لقد أبليت بلاءً حسنا وخضت معركة شرة دون سند من حزب أو جماعة وكدت تقترب من منصب الرئيس لكن هذه هي طبيعة المعارك التنافسية لابد أن يكون فيها فائز وخاسر.
ولن أطلب من الدكتور محمد مرسي أن يرسل رسالة تقدير للفريق شفيق كما يحدث في المباريات الرياضية لأنني بذلك أحمله فوق ما يطيق.. ونحن بشر.. ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

انت رئيسا لكل المصريين

انت رئيسا لكل المصريين

انت رئيسا لكل المصريين :: تعاليق