اجتمع الشعب المصرى ......مبروك

لم يكن متصورا أبدا.. أن يلتفت المصريون إلي دعاوي مقاطعة انتخابات الإعادة لرئاسة الجمهورية التي بدأ إجراؤها أمس.
أيضا.. ليس من المعقول بعد كل تلك التضحيات وبعد هذا الصبر الذي طال أمده.. أن يصبح ابطال الصوت هو النغمة السائدة في المجتمع الذي يتوق أبناؤه.. لإقامة دولتهم الجديدة وفقا لمعايير المساواة.. والحرية وإعلاء القانون..!
***
من هنا.. كان ذلك الاقبال "المشهود" علي صناديق الاقتراع.. ليثبت المصريون من جديد ان "قرارهم" بات نابعا عن ضمائرهم لا يتحكم كائن من كان في إرادتهم التي صمموا علي حمايتها من أية تدخلات..!
وحتي كتابة هذه السطور لا يمكن القول ان مخالفة جسيمة قد اعترضت طريق العملية الانتخابية.. ولعل هذا يرجع إلي حرص الناس قبل أجهزة الأمن علي تأكيد معاني الحيادية والنزاهة بعد أن ضاقوا ذرعا علي مدي عقود وعقود من تهميشهم وابعادهم..!
.. وإذا سارت الأوضاع اليوم علي هذا النهج وأتمني أن تسير فسوف يجيء رئيس الجمهورية معبرا بحق عن العقل الجمعي المصري.. فهو لم يفرض نفسه.. ولم يتسلل خفية في الظلام.. ولم يجبر زبانيته.. المواطنين علي اختياره..!!
نعم.. من المتوقع أن يرفع مناصرو المرشح الذي لم يحالفه الحظ.. أصوات الاحتجاج مروجين لشبهات التزوير.. وعلينا أن نتقبل ذلك وأن نلتمس لهم الأعذار.. عسي أن ينضموا في النهاية إلي القافلة.. وينسوا.. أو يتناسوا تلك المرحلة الزمنية من عمر مرشحهم مطالبين إياه بالاستعداد والاعداد للانتخابات القادمة بعد أربع سنوات بإذن الله.. فتلك هو تداول السلطة بمعناه الصحيح التي طالما راودت أحلامنا..!
***
وبالتالي.. فإن جميع المصريين علي اختلاف انتماءاتهم وتباين مشاربهم مطالبون بأن "يتصالحوا" وأن يمدوا أياديهم لبعضهم البعض.. وأن يرسخوا انتماءهم للأرض التي سوف تظل تعترف أبد الدهر.. بأنهم الذين رووها بعرقهم ودمائهم.. عبر الأزمنة والعصور..!
دعونا نعترف.. بأن الثمانية عشر شهرا الأخيرة خلفت ركامات من النزاعات وغيامات من الصراعات والاختلافات وانقسم المجتمع بالفعل إلي فرق وشيع.. ولم يكن ذلك غريبا.. أو فريدا من نوعه في أعقاب ثورة شارك فيها الجميع.. وبالتالي من حق الجميع أن يقطفوا ثمارها..!
ولعل البعض قد تصور ان تلك الثمار ينبغي توزيعها إما بالتساوي أو بنسب متفاوتة .. بينما رأي البعض الآخر.. ان هناك فئة تستحق النصيب الأكبر.. فكان ما كان..!
***
الآن.. لا تمييز ولا تفرقة.. ولا انقسامات بعد اليوم.. أو يفترض أن يكون ذلك كذلك..!
أرجوكم.. امحوا من قواميسنا.. عبارة الثورة.. والثورة المضادة.. فالرئيس الذي فاز بأغلبية الأصوات عن حق وجدارة لا يمكن تصنيفه بما يتفق مع أمزجة وأهواء من تصوروا يوما ان هو مرشحهم مبعوث العناية الإلهية..!
أي ثورة مضادة بينما الأغلبية العظمي سعت.. وستظل تسعي نحو اقامة الدولة المدنية الحديثة التي تعلو فوق أراضيها رايات المواطنة خفاقة.. عالية..!
وأي ثورة مضادة.. في وقت تصدت فيه تلك الأغلبية لمحاولات اطفاء الأنوار.. وإغلاق الأبواب.. وتجفيف منابع الإبداع والابتكار.. و.. و.. والتخيل..!
***
بكل المقاييس.. انها طفرة جديدة تعيشها مصر.. لكنها ستكون بإذن الله وفضله.. طفرة.. يحصل فيها المواطن "الغلبان".. علي رغيف العيش دون عناء.. ويزهو بكرامته أمام العالمين.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30

اجتمع الشعب المصرى ......مبروك

اجتمع الشعب المصرى ......مبروك

اجتمع الشعب المصرى ......مبروك :: تعاليق