رساله الى القادم رئيسا لمصر

هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليتذكر أولو الألباب" صدق الله العظيم.
هذا جناه الرئيس السابق حسني مبارك علي نفسه وشعبه.. وجناه أيضا وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي.. بكي مبارك وكان لابد أن يبكي حسرة وندما.. فلم يفكر أو يخطر بباله يوماً أنه سوف ينزل من عليائه وملكوته وهيلمانه ليكون هذا مصيره.
ودع عشرات القصور الملكية التي اتخذها مرتعاً له ولعائلته علي مدي 30 عاماً ليقبع في أواخر أيام حياته في زنزانة صغيرة لا تتعدي ــ مهما بلغ اتساعها ــ عدة أمتار.. لم يظن في يوم ما أن هذا المصير المؤلم سيكون مصيره. وأنه وقد قارب الـ 85 عاماً من عمره سوف يعاني سكرات الموت وحيدا في هذه الأمتار الضيقة.
كم من مظالم ارتكبت بعلمه وربما بأوامره وتحت سمعه وبصره وراح ضحيتها أبرياء لمجرد أن لهم آراء مخالفة ورافضة لنظامه وطريقته في الحكم.. تخلي عن 85 مليون مواطن ووضعهم في كفة مقابل شلة عابثة منافقة متزلفة استغلت نفوذها واستمدت سطوتها من سطوته فنهبت وسرقت واستحوذت علي ما لا تستحق عنوة وبكل فجور.
أضاع الشعب واعتبره قطيعاً يسوقه إلي حيث يريد فأسكنه القبور والعشوائيات وأفقره وأمرضه وأذله بالبحث عن لقمة العيش حتي اضطر الملايين أن يهاجروا ويهجروا الوطن إلي بلاد الله الواسعة يعانون آلام الغربة ووحشتها والبعد عن أهلهم وذويهم تتعلق بهم قلوبهم لكن حضن الوطن الدافئ امتنع عليهم ولم يتسع إلا للمقربين المتزلفين للحاكم.
ما أكثر ما تحدث مبارك عن محدودي الدخل من خلال خطابات أعدها له كتبته فكان يرددها كالببغاء. ثم يطوي الورقة في جيبه لا يلوي بعدها علي شيء حتي تحول كل محدودي الدخل إلي معدومي الدخل. وضرب الفقر كل أرجاء الوطن بلا هوادة أو رحمة.. عائلات تجوع.. وشباب يضيع.. ومتسولون بمئات الآلاف يجوبون الشوارع.. ومرضي أموات وهم أحياء.. وجهل مطبق يخيم علي العقول!!
إعلانات تغطي صفحات الصحف والفضائيات عن المنتجعات الراقية للسكن في كل مناطق مصر من أقصاها إلي أقصاها.. وديكورات شقة واحدة لزوجة ابن الرئيس تتكلف خمسة ملايين من الجنيهات.. وملايين المصريين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.. والبعض يسكن حظائر وكأنهم قطعان ماشية.. والسعداء منهم يسكنون القبور. ورغم كل ذلك كنا نتغني بشمائل الرئيس ونسود صفحات صحفنا ونشرات إذاعاتنا بأعماله وإنجازاته.
الآن.. بعد الحكم بالسجن المؤبد علي حسني مبارك ماذا يقول في نفسه ولنفسه؟! هل يندم علي ما قدمت يداه ويقول: "يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً"؟! هل يشعر أنه أجرم في حق هذا الشعب؟! هل يفيده البكاء في هذه اللحظات؟!
لا أتحدث عن حبيب العادلي.. فقد كان أداة في يد الحاكم إئتمر بأوامره وزاد عليها ليثبت ولاءه ويدلل علي أنه حامي حمي أمن الوطن وموطد ملكه ومثبت أركانه.. لم ينصح الرئيس يوماً بالعدول عن قرار ظالم اتخذه. ولم يراجعه في موقف جائر ضد معارض.. ولم يردع معاونيه من رجال أمن الدولة والشرطة عن أساليبهم الإجرامية في التعامل مع كل من أوقعه حظه العاثر بين أيديهم.
لم يفعل الوزير لأن بقاءه في السلطة كان مرتبطاً بمدي وقوة التنكيل بالمعارضين.
الآن.. ونحن علي أبواب انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة يعين فيها وزير للداخلية.. هل ننطلق من خلال الرئيس الجديد والوزير القادم في مسار جديد؟!.. هل نأخذ العبرة ونعتبر؟! هل ننظر خلفنا ونري ونتدارس الأسباب التي أدت إلي مصير مبارك ووزير داخليته؟! أم أن للسلطة والسلطان بريقهما الذي لا يقاوم؟

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

رساله الى القادم رئيسا لمصر

رساله الى القادم رئيسا لمصر

رساله الى القادم رئيسا لمصر :: تعاليق