المواضيع الأخيرة
دخول
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
الزعيم ...زعيم,,, السادات صحفيا
07062012
الزعيم ...زعيم,,, السادات صحفيا
يا أهلي في المدن والقرى. ويا أحبابي في الكفور والنجوع…إذا
جاءكم المنافقون وتجار السياسة أو من يتاجرون بالدين ليقولوا لكم اتبعونا
فقولوا لهم إن الله قد هدانا من عنده وأضاء لنا الطريق وبعث لنا آيات
بينات لا يحدها إلا أنتم يا معشر المضللين. قولوا لهم:
” ألم يطرد الملك الفاسق ؟
” ألم تعد الأرض التي اغتصبت إلى أصحابها ؟
” ألم تقض الثورة على الفساد؟
” الفساد والرشوة والمحسوبية؟
” ألم يعد السودان ملكا لأبنائه؟
” وبعد ذلك.
” ألم تعد مصر منذ أمس حرة طليقة من كل قيد عجز عن حله الزعماء طوال اثنتين وسبعين سنة؟
” أيها الشعب …
” أرفع رأسك واندفع إلى المستقبل في وثوق وإيمان .. واسحق النفاق والمضللين بقدميك
كذلك أيضا كان أنور السادات كثيرا ما يلجاء إلى الأسلوب الأدبي وطابع
السرد القصصي في مقالاته، ومن النماذج التي توضح ذلك هذا المقال الذي كتبه
أنور السادات متهكما فيه على الصحف الانجليزية التي كانت تعارض انسحاب
بريطانيا من مصر والتي شبهها أنور السادات بأنها مثل الضفادع في نقيقها
والذي يقول فيه:
” كثير ما قضيت في ريف مصر الجميل ليالي لا أنساها ناجيت فيها
الطبيعة الهادئة، واستمعت فيها إلى حفيف غصون الأشجار وإلى همس النسيم في
آذان الخمائل ونعمت فيها بالهدوء والدعة وسرحت فيها بخيالي مستعيدا
ذكرياتي حلوها ومرها وتطلعت فيها إلى آفاق المستقبل استشف منها ما أترقبه
من جميل الأماني وطيب الآمال.
” ومن تلك الليالي التي قضيتها في الريف ما كان مقمرا منيرا.
ومنها ما كان مظلما حالك السواد. لكني كنت أرى في ظلام الريف جمالا لا يقل
عن جمال قمره فهذه الظلال التي ترسمها الأشجار تتراءى في الظلمة كعذارى
ليل استخفين ليرقصن على نغمات نجوى النسيم وخرير الجدول … وهذه
الأكواخ القابعة بين البقع الخضراء الداكنة أوكار طير تتناجى فيها أرواح
ساكنيها مناجاة الحب والعطف والحنان. أما إذا أسفر القمر وألقى عذارى سحبه
الشفافة وأطل من وراء غمامة الرقيق فكل ما حولي لوحات فن رائعة رسمت لا
على الأوراق، بل على حدائق العيون … وصفحات القلوب. شئ واحد كان
يحيل ظلمة الريف الجميل إلى وحشة قمر رهيبة وقمر الريف المنير إلى ضجة
وصخب .. وذلك هو ” نقيق الضفادع ” ولو أنك سمعت نقيق الضفادع
في وقت كد وكدح .. أو في ساعة صخب وضجيج لهان لديك أمرها … أما أن
تسمع هذه الأصوات القبيحة المنكرة في ساعات هدوء أو في أوقات مرح فذلك ما
يثير الغضب ويوتر الأعصاب . أن نقيقها يعكر هدوء الظلام وصفو الضياء على
السواء. ” لقد ذكرني نقيق الضفادع صراخ تلك الصحف الانجليزية التي
أخذت تلطم الخدود وتشق الجيوب حزنا على ضياع مصر من قبضة بريطانيا .. وكان
أولى بهذه الضفادع ألا تعكر هذا الهدوء بتلك الأصوات التي لا معنى لها ولا
وزن.. أنها تلطم في فرح وتندب في عرس. وكان عليها أن تفهم أن الفرح فرح
بريطانيا والعرس عرسها لأن خروج القوات الانجليزية بهذا الاتفاق الذي يحفظ
لها كرامتها ويبقي لها صداقة شعب مصر وجميع الشعوب العربية إنما هو كسب
لبريطانيا ”
كان أنور السادات يعرف أن القصة أصبحت تؤدي دورا أساسيا في نشر مبادئ
معينه أكثر مما يمكن أن يحققه المقال أو آي فن أخر من فنون الكتابة، ويشير
السادات إلى هذا المعنى على صفحات جريدة الجمهورية في 11 أكتوبر 1954وجه
التحديد قائلا: ” نحن في عصر القصة من غير شك.. فان أية فكرة أو أي
مبدأ أصبح من السهل جدا إذا أردت أن تضمن له الذيوع والانتشار بين الناس،
بل أكثر من ذلك إذا أردت له مؤمنين يصلون إلى حد التعصب .. فما عليك إلا
أن تصوغ قصة تطعمها في حوارها وحوادثها وانفعالاتها بما يريد أن تقرره من
مبادئ وأنت واثق أنها ستدخل إلى القلوب من غير عائق أو صعوبة. فالحقيقة
الثابتة اليوم أن الناس قد خف إقبالهم على قراءة الكتب العلمية وأصبح لا
يقبل عليها إلا النفر القليل من الذين يشتغلون بالبحوث وأصبح الكافة يجدون
متعتهم في قراءة القصص والاستمتاع بها بشغف شديد. ولقد تنبه العالم إلى
هذه الحقيقة فأصبحت تقرأ مبادئ الشيوعية مثلا في روايات تقع حوادثها بين
العمال وكيف أنهم في حوادث وانفعالات متتالية أصبحوا ملوكا بعد أن كانوا
عبيدا .. وفي الغرب حين يكتبون عن الرأسمالية تراهم يصورون لك كيف بدأ
البطل فلاحا أو عاملا بسيطا ثم لا يلبس بعد حلقات متتابعة من الحوادث
المثيرة والكفاح الرائع أن يصبح مالكا للمزارع الشاسعة أن كان فلاحا أو
صاحبا لأكبر مصانع العالم في إنتاج كذا أو كيت من المواد والمصنوعات أن
كان صانعا”
وإن كنا قد اشرنا في البداية إلى أن طبيعة أنور السادات الخاصة وظروف
نشأته، ودراسته الدينية في كتاب القرية كان من العوامل التي أمدته بوفرة
من الأفكار المتعددة والمتنوعة، فان هذه الدراسات الدينية قد بات أثرها
واضحا في كتاباته حيث كثرت استشهاد ته بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية
والقصص القرآنية في كثير من مقالاته، كذلك فإن بعض كتابته لم تكن تخلو
أيضا من التعابير الإيمانية تلك التي اكتسبها من كتاب القرية.
وفي عدد الجلاء الخاص الذي أصدرته جريده ” الجمهورية” في
28 يوليو 1954 يتوجه السادات بالحمد والشكر إلى الله راجيا أن يرعى هذا
الشعب الذي ذاق الكثير من العسف ويأمل أن يعوض ما فاته من تقدم حضاري
ورفاهية إنسانية. ويقول السادات:
” رب أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت على أهلنا بعد طول البأس ومرارة الحرمان..
أيها الشعب ..
إن الحياة مقبلة عليك اليوم كما لم تقبل من قبل، إن بلادك أصبحت ملكا لك وحدك لا ينازعك فيها غاصب أو طاغية ..
إن العلم سينير عقلك كما لم ينره من قبل ..
إن رزقك سيكون اليوم كما لم يكن من قبل ..
رب إن الشعب يسجد لك اليوم في عيد حريته، ثم ينظر إلى المستقبل المضي في فرحة.. ونورك يا إلهي هو الذي يضئ لنا الطريق..
سبحانك ربي أسبغت على مصر نور جمالك وجلالك .. فلك أنت العظمة والسلطان.
وسبحانك أنت .. لك الملك والقدرة والدوام ..
سبحانك ربي يا غالبا غير مغلوب .. ووضعت ورفعت، ووصلت وقطعت، وأعززت وأذللت، بيدك الخير .. إنك على كل شئ قدير ..
إلهي لك الحمد .. حمدا ترضاه . فبك قمنا، وعليك توكلنا، وإليك أنبنا.. فهيأت لنا الوسيلة وكتبت لهذا الشعب النصر والعزة والكرامة ..
إلهي .. وسيدي.. مولاي:
أسالك بحق السائلين عليك أن تجعل لنا ظهيرا من عقولنا، ومهيمنا من
أرواحنا، ومسخرا من أنفسنا.. كي نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا، إنك كنت بنا
بصيرا”.
كذلك فإنه عندما كان يتوجه بالحديث إلى الأخوان المسلمين أو عنهم كان
يستشهد بآلايات القرآنية، ومثال على ذلك ، ذلك المقال الذي يرد فيه أنور
السادات على مزاعم الأخوان المسلمين واتهامهم لرجال الثورة بأنهم أعداء ،
فنجده يكتب على صفحات جريدة الجمهورية ” حين يطغى الغرض الذاتي على
الهدف النبيل فمن الواجب على كل مسلم أن يجنب المسلمين شر هذه الفتنة ..
وهذا ما فعلناه لا لحماية أنفسنا.. بل لحماية الدعوة النبيلة والقصد
الكريم .. بل ولحماية الإخوان المسلمين أنفسهم ممن فرضوا عليهم ”
السمع والطاعة ” هذا هو رأينا فليجادلنا فيه من يؤمن بقوله تعالى :
” أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. وجادلهم بالتي هي
أحسن. إن ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين”
وبعد أن وقعت محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في ميدان المنشية واتهم
فيها الإخوان المسلمين ، فنجده يلجأ إلى اختيار الآيات القرآنية التي تعبر
عن هذا الراى فيستهل مقاله بهذه الآيات الكريمة التي تقول ” ومن
الناس من يقول آمنا بالله واليوم الأخر وما هم بمؤمنين . يخادعون الله
والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، في قلوبهم مرض فزادهم
الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون. وإذا قيل لهم لا تفسدوا في
الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. إلا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون”
ثم يبدأ أنور السادات بعد هذا الاستهلال بهذه الآيات الكريمة قائلا
” وهكذا شاءت إرادة الله أن تتضمن الحقيقة كاملة للناس هذه الحقيقة
التي كان يعرفها مجلس الثورة منذ 23 يوليو 1952 بل قبل هذا التاريخ بشهور
و أعوام ”
كذلك أيضا فإنه يجب الإشارة إلى أن الضرورة الأخلاقية كانت تمثل عنصرا
هاما في بعض كتابات أنور السادات فعلى صفحات جريدة الجمهورية في 11 يوليو
1954 كتب يقول:
” كان من سؤ طالعي أن اشتغلت في فترة من فترات حياتي في السوق، وكنت وقئذاك أجرى وراء لقمة العيش لي وللعيال..
وحين أعود بذاكرتي اليوم إلى تلك الأيام وإلى من تعاملت معهم أذهل
وأعجب لهذا الموكب العجيب الذي عشت فيه سنوات تعلمت فيها أن أكره السوق
ومعاملات السوق وتقاليد هذا السوق..
إنني لا أنكر أني صادقت أناسا أطهارا شرفاء ولازلت تربطني بهم صداقات
ومودات .. ولكنني إلى جانب هؤلاء بلوت كثيرا من ذلك الطراز الذي لا يعرف
في معاملاته إلا المساومة وإلا اللف والدوران..
يكون حقك ظاهرا ومثبوتا ومكتوبا ولكنك تصدم حين يجابهك ذلك الطراز
الممقوت من رجال السوق بالتجاهل والإنكار والأعجب من ذلك أن هذا الطراز
يؤمن في قراره نفسه بحقك. ويعلم تماما ما يجب أن يؤديه، ولكن عوامل الشر
والأنانية تصور له أنه يستطيع أن يكسب منك بطول المحاورة وبكثرة المداورة
ما يرضي جشعة، ويروي أنانيته.
وكنت أفكر وأنا أتعامل مع هذا الطراز.. لا لأقنعة بوجاهة حقي وسلامة
موقفي وشرف مقصدي، وإنما كنت أفكر كيف أستطيع أن أنبه مثل هذا المخلوق إلى
أن مسلكه في الحياة يجرده من الإنسانية، ويجرده من الشرف، فقد يستطيع أن
يكسب بالمحاورة والمداورة دريهمات، ولكنه سيخسر في النهاية شرفه وضميره،
وستكون أنانيته وجشعه خير دليل لكي ينبذه الناس فلن يقبل أحد أن يتعامل
معه ولن يقبل أحد أن يصادقه لأنه أنحط بغرائزه إلى أسفل سافلين..
ولم أجد إلا حلا واحدا للتعامل مع مثل هؤلاء المخادعين هو الصمود والصمود في قوة وراء الحق مهما كان الثمن ..
وتركت السوق إلى السياسة.. وفي السياسة صادفت هذين النوعين، لا في
الأشخاص ولكن في الدول.. ألا قاتل الله أنانية السوق وأنانية الدول التي
لا تعرف من الشرف إلا مناورات السوق”
جاءكم المنافقون وتجار السياسة أو من يتاجرون بالدين ليقولوا لكم اتبعونا
فقولوا لهم إن الله قد هدانا من عنده وأضاء لنا الطريق وبعث لنا آيات
بينات لا يحدها إلا أنتم يا معشر المضللين. قولوا لهم:
” ألم يطرد الملك الفاسق ؟
” ألم تعد الأرض التي اغتصبت إلى أصحابها ؟
” ألم تقض الثورة على الفساد؟
” الفساد والرشوة والمحسوبية؟
” ألم يعد السودان ملكا لأبنائه؟
” وبعد ذلك.
” ألم تعد مصر منذ أمس حرة طليقة من كل قيد عجز عن حله الزعماء طوال اثنتين وسبعين سنة؟
” أيها الشعب …
” أرفع رأسك واندفع إلى المستقبل في وثوق وإيمان .. واسحق النفاق والمضللين بقدميك
السرد القصصي في مقالاته، ومن النماذج التي توضح ذلك هذا المقال الذي كتبه
أنور السادات متهكما فيه على الصحف الانجليزية التي كانت تعارض انسحاب
بريطانيا من مصر والتي شبهها أنور السادات بأنها مثل الضفادع في نقيقها
والذي يقول فيه:
الطبيعة الهادئة، واستمعت فيها إلى حفيف غصون الأشجار وإلى همس النسيم في
آذان الخمائل ونعمت فيها بالهدوء والدعة وسرحت فيها بخيالي مستعيدا
ذكرياتي حلوها ومرها وتطلعت فيها إلى آفاق المستقبل استشف منها ما أترقبه
من جميل الأماني وطيب الآمال.
ومنها ما كان مظلما حالك السواد. لكني كنت أرى في ظلام الريف جمالا لا يقل
عن جمال قمره فهذه الظلال التي ترسمها الأشجار تتراءى في الظلمة كعذارى
ليل استخفين ليرقصن على نغمات نجوى النسيم وخرير الجدول … وهذه
الأكواخ القابعة بين البقع الخضراء الداكنة أوكار طير تتناجى فيها أرواح
ساكنيها مناجاة الحب والعطف والحنان. أما إذا أسفر القمر وألقى عذارى سحبه
الشفافة وأطل من وراء غمامة الرقيق فكل ما حولي لوحات فن رائعة رسمت لا
على الأوراق، بل على حدائق العيون … وصفحات القلوب. شئ واحد كان
يحيل ظلمة الريف الجميل إلى وحشة قمر رهيبة وقمر الريف المنير إلى ضجة
وصخب .. وذلك هو ” نقيق الضفادع ” ولو أنك سمعت نقيق الضفادع
في وقت كد وكدح .. أو في ساعة صخب وضجيج لهان لديك أمرها … أما أن
تسمع هذه الأصوات القبيحة المنكرة في ساعات هدوء أو في أوقات مرح فذلك ما
يثير الغضب ويوتر الأعصاب . أن نقيقها يعكر هدوء الظلام وصفو الضياء على
السواء. ” لقد ذكرني نقيق الضفادع صراخ تلك الصحف الانجليزية التي
أخذت تلطم الخدود وتشق الجيوب حزنا على ضياع مصر من قبضة بريطانيا .. وكان
أولى بهذه الضفادع ألا تعكر هذا الهدوء بتلك الأصوات التي لا معنى لها ولا
وزن.. أنها تلطم في فرح وتندب في عرس. وكان عليها أن تفهم أن الفرح فرح
بريطانيا والعرس عرسها لأن خروج القوات الانجليزية بهذا الاتفاق الذي يحفظ
لها كرامتها ويبقي لها صداقة شعب مصر وجميع الشعوب العربية إنما هو كسب
لبريطانيا ”
معينه أكثر مما يمكن أن يحققه المقال أو آي فن أخر من فنون الكتابة، ويشير
السادات إلى هذا المعنى على صفحات جريدة الجمهورية في 11 أكتوبر 1954وجه
التحديد قائلا: ” نحن في عصر القصة من غير شك.. فان أية فكرة أو أي
مبدأ أصبح من السهل جدا إذا أردت أن تضمن له الذيوع والانتشار بين الناس،
بل أكثر من ذلك إذا أردت له مؤمنين يصلون إلى حد التعصب .. فما عليك إلا
أن تصوغ قصة تطعمها في حوارها وحوادثها وانفعالاتها بما يريد أن تقرره من
مبادئ وأنت واثق أنها ستدخل إلى القلوب من غير عائق أو صعوبة. فالحقيقة
الثابتة اليوم أن الناس قد خف إقبالهم على قراءة الكتب العلمية وأصبح لا
يقبل عليها إلا النفر القليل من الذين يشتغلون بالبحوث وأصبح الكافة يجدون
متعتهم في قراءة القصص والاستمتاع بها بشغف شديد. ولقد تنبه العالم إلى
هذه الحقيقة فأصبحت تقرأ مبادئ الشيوعية مثلا في روايات تقع حوادثها بين
العمال وكيف أنهم في حوادث وانفعالات متتالية أصبحوا ملوكا بعد أن كانوا
عبيدا .. وفي الغرب حين يكتبون عن الرأسمالية تراهم يصورون لك كيف بدأ
البطل فلاحا أو عاملا بسيطا ثم لا يلبس بعد حلقات متتابعة من الحوادث
المثيرة والكفاح الرائع أن يصبح مالكا للمزارع الشاسعة أن كان فلاحا أو
صاحبا لأكبر مصانع العالم في إنتاج كذا أو كيت من المواد والمصنوعات أن
كان صانعا”
نشأته، ودراسته الدينية في كتاب القرية كان من العوامل التي أمدته بوفرة
من الأفكار المتعددة والمتنوعة، فان هذه الدراسات الدينية قد بات أثرها
واضحا في كتاباته حيث كثرت استشهاد ته بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية
والقصص القرآنية في كثير من مقالاته، كذلك فإن بعض كتابته لم تكن تخلو
أيضا من التعابير الإيمانية تلك التي اكتسبها من كتاب القرية.
28 يوليو 1954 يتوجه السادات بالحمد والشكر إلى الله راجيا أن يرعى هذا
الشعب الذي ذاق الكثير من العسف ويأمل أن يعوض ما فاته من تقدم حضاري
ورفاهية إنسانية. ويقول السادات:
أرواحنا، ومسخرا من أنفسنا.. كي نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا، إنك كنت بنا
بصيرا”.
يستشهد بآلايات القرآنية، ومثال على ذلك ، ذلك المقال الذي يرد فيه أنور
السادات على مزاعم الأخوان المسلمين واتهامهم لرجال الثورة بأنهم أعداء ،
فنجده يكتب على صفحات جريدة الجمهورية ” حين يطغى الغرض الذاتي على
الهدف النبيل فمن الواجب على كل مسلم أن يجنب المسلمين شر هذه الفتنة ..
وهذا ما فعلناه لا لحماية أنفسنا.. بل لحماية الدعوة النبيلة والقصد
الكريم .. بل ولحماية الإخوان المسلمين أنفسهم ممن فرضوا عليهم ”
السمع والطاعة ” هذا هو رأينا فليجادلنا فيه من يؤمن بقوله تعالى :
” أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. وجادلهم بالتي هي
أحسن. إن ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين”
فيها الإخوان المسلمين ، فنجده يلجأ إلى اختيار الآيات القرآنية التي تعبر
عن هذا الراى فيستهل مقاله بهذه الآيات الكريمة التي تقول ” ومن
الناس من يقول آمنا بالله واليوم الأخر وما هم بمؤمنين . يخادعون الله
والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، في قلوبهم مرض فزادهم
الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون. وإذا قيل لهم لا تفسدوا في
الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. إلا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون”
ثم يبدأ أنور السادات بعد هذا الاستهلال بهذه الآيات الكريمة قائلا
” وهكذا شاءت إرادة الله أن تتضمن الحقيقة كاملة للناس هذه الحقيقة
التي كان يعرفها مجلس الثورة منذ 23 يوليو 1952 بل قبل هذا التاريخ بشهور
و أعوام ”
هاما في بعض كتابات أنور السادات فعلى صفحات جريدة الجمهورية في 11 يوليو
1954 كتب يقول:
وأعجب لهذا الموكب العجيب الذي عشت فيه سنوات تعلمت فيها أن أكره السوق
ومعاملات السوق وتقاليد هذا السوق..
ومودات .. ولكنني إلى جانب هؤلاء بلوت كثيرا من ذلك الطراز الذي لا يعرف
في معاملاته إلا المساومة وإلا اللف والدوران..
الممقوت من رجال السوق بالتجاهل والإنكار والأعجب من ذلك أن هذا الطراز
يؤمن في قراره نفسه بحقك. ويعلم تماما ما يجب أن يؤديه، ولكن عوامل الشر
والأنانية تصور له أنه يستطيع أن يكسب منك بطول المحاورة وبكثرة المداورة
ما يرضي جشعة، ويروي أنانيته.
موقفي وشرف مقصدي، وإنما كنت أفكر كيف أستطيع أن أنبه مثل هذا المخلوق إلى
أن مسلكه في الحياة يجرده من الإنسانية، ويجرده من الشرف، فقد يستطيع أن
يكسب بالمحاورة والمداورة دريهمات، ولكنه سيخسر في النهاية شرفه وضميره،
وستكون أنانيته وجشعه خير دليل لكي ينبذه الناس فلن يقبل أحد أن يتعامل
معه ولن يقبل أحد أن يصادقه لأنه أنحط بغرائزه إلى أسفل سافلين..
الأشخاص ولكن في الدول.. ألا قاتل الله أنانية السوق وأنانية الدول التي
لا تعرف من الشرف إلا مناورات السوق”
طارق العرابى- مدير المنتدى
- عدد المساهمات : 1348
تاريخ التسجيل : 17/10/2011 -
مُشاطرة هذه المقالة على:
صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 17 ديسمبر 2022, 2:01 pm من طرف 
» النجوم الساطعه
» اللواء صبرى محمد عبده سليمان
» كلمات مؤلمة
» الحياه المستديره
» أقوال مأثورة للامام
» اصل عائلة العرابى
» بكاء الظالم
» الشهداء أكرم منا جميعا