اضحكوا علينا كمان

المشكلة التي تواجه الكثير من صناع القرار في بلادنا وقيادات الاحزاب والتيارات
السياسية والدينية "الإسلام السياسي" انهم لا يقرأون ما ينشر من وجهات النظر
المختلفة التي تعكس خبرات كتابها خاصة في الأزمات المتلاحقة التي تشهدها البلاد
وأصبحت تخنق المواطن ورجال الشارع.
المشكلة في ان الكثير منهم مازال يشعر بأنه
يعرف أكثر من الآخرين وانه علي صواب والمخالف لرأيه علي خطأ.. صحيح هذا الشعور
طبيعي نظرا للتراكمات التاريخية لدي المصري والتي تعكس إيمانه الكبير بأنه يعلم ما
لا يعلمه الآخرون.. وان الحمض النووي "البصمة الوراثية" لدي المصري بأنه فرعون
وبالتالي لا يحق للآخرين أن يعدلوا عليه. وان عليه أن يعيد النظر في وجهة نظره حول
قضية ما وهو ما يرفضه.
المشكلة أيضا.. انهم إذا حاولوا القراءة واقتنعوا بوجهات
النظر المخالفة لهم فإنه يتردد كثيرا في اعلان ذلك واتخاذ القرار لأنهم تربوا علي
مدار عقود طويلة علي أن يقوم الآخرون باتخاذ القرار نيابة عنهم ويكتفوا بدور
المتفرج أو المنفذ فقط لا أكثر.. ناهيك عن انهم معظمهم تربي علي عدم اعلان الحقيقة!
كل هذا وغيره عناصر تسهم بصورة أو بأخري في استمرار الأزمات وتصاعدها.. والتي
يعاني منها الشارع المصري دليلنا علي ذلك الكثير فعلي سبيل المثال.. هناك بعض
الاجراءات والقرارات البسيطة من شأنها أن تعيد الهدوء واستقرار إلي الشارع كأن يقوم
الدكتور هشام قنديل رئيس وزراء مصر بعقد مؤتمر صحفي عالمي يوضح فيه الخطوات التي
يقوم بها سواء من حيث الملف الاقتصادي أو الوضع الأمني وان يطلع الشعب علي الحقائق
المرة التي يعرفها دون تزويق أو تغليف بهدف خلق شراكة حقيقية وفعالة بين المواطن
وحكومته ليصبحوا شركاء حكم ولا يكتفوا بالجلوس في مقاعد المتفرجين كما كانوا قبل
ثورة يناير.
أيضا لا يكتفي رئيس الوزراء بالزيارات السرية والكلمات المبهمة
خاصة واننا نعلم الكثير مما يدور في الكواليس. صحيح ليس بحكم المعرفة التي لديه
ولكن علي الأقل هناك الكثير من المعلومات التي لديه إذا أعلن بوضوح جزءا منها فإن
الشارع سوف يهدأ.. لأنه ليس من المعقول أن تستمر أزمة السولار وفجأة يخرج وزير
البترول ليعلن انها سوف تنتهي خلال 48 ساعة.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

اضحكوا علينا كمان

اضحكوا علينا كمان

اضحكوا علينا كمان :: تعاليق