المواضيع الأخيرة
دخول
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
المشاركات التي حصلت على أكثر ردود أفعال في الشهر
سر النجاح
صفحة 1 من اصل 1
27012013
سر النجاح
- التغيير المضمون - وفق قانون الأسباب - هو التغيير الذي يولد من رَحِم
الشعب.. والتغيير الناجح هو التغيير الذي يُعَمّر فترة أطول.... وكل تجارب
التغيير التي فشلت أو أنها لم تُعَمّر، كانت بسبب ضعف الإجماع الشعبي، ولم
يُغْنِ عنها أن أصحابها على حق في مقاصدهم، وأنهم خرجوا يقاومون الجَوْر
على العباد. وفي التاريخ من ذلك أمثال؛ كثورة الحسين، وزيد بن علي، وعبد
الله بن الزبير رضي الله عنهم، وثورة محمد النفس الزكيّة، ومئات الثورات..
لم تنجح، وفي العصر الحديث رأينا محاولات جهادية صادقة لم تُحَقِّق
أهدافها؛ لأن شروط التمكين لم تكتمل، وأهمها غياب الحدّ الأدنى من
الاستعداد الشعبي للتغيير. وسواء وصفت بأنها استعجال أو عدم احتفال بتأمين
الحد الأدنى من الإجماع الشعبي اعتمادًا إلى نُبْل الأهداف، فإن الأمور
يُحكَمُ عليها بمآلاتها. ومَنْ أنكر من السلف – رحمهم الله – الخروج على
الحكام استحضَر هذه النماذج ومآلاتها؛ فإنه حصل ويحصل بها من الفِتَن
والخراب أضعاف ما تحقق بها من إصلاح.. وقد لا يحصل بها إصلاحٌ البتة.
ولهذا كانت المجاهدة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الشأن العام هي
أول التغيير وأُسّه وُمؤشِّره، وهي الشريعة المُحكَمة، التي يتحقق بها
الإصلاح العام، مع ما يكون فيها من ضرر خاص لا تنفكّ عنه "يَا بُنَيَّ
أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ". وإذا
ماتَتْ هذه الشعيرة في أمةٍ أو شعب فقد تُوُدِّع منها. "إِذَا رَأَيْتَ
أُمَّتِي تَهَابُ الظَّالِمَ أَنْ تَقُولَ لَهُ: أَنْتَ ظَالِمٌ، فَقَدْ
تُوُدِّعَ مِنْهُمْ". وإذا بلغت أمةٌ هذه المرحلة من التخاذل فقد تأهلت
للعقوبة، ولا يغني عنها أنها تدعو بالفرج ورفع المهانة، فعَنْ "حُذَيْفَةَ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ
المُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا
مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ". وكما أن الفرد يُحرم
قبول الدعاء بسبب مَطعم أو مشرب أو ملبس حرام، وهو يَمُدّ يديه "يا رب..يا
رب". فكذلك الأمة تُحرَم قَبول الدعاء والتضرع برفع الجَوْر بسبب ترك الأمر
والنهي في الشئون العامة..لا فرقَ، إلا أن كثيرًا منّا لا يدرك هذا المعنى
على مستوى الأمة، وبالتالي فأكثرُنا لا يُسَلِّم بهذه الحقيقة الشرعية
العقلية، فنبحث عن إصلاح أحوالنا بسلوك طريق لم يجعلها الله طريقًا
للإصلاح، ولا شهد التاريخُ وتجاربُ الشعوب أنها طريق للإصلاح!. والخلاصة أن
الفشل راجعٌ إما إلى: - تجاوز حدود الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى التغيير بالقوة؛ حماسةً أو حَرْقًا للمراحل أو استهانة بالعواقب.
- وإما إلى ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الشؤون العامة حتى
يَستحكِم الذُّل ويستقوي المستبدون بالأمر، وتُحرَم الأمة قبول الدعاء برفع
البلاء. - ومن هنا ندرك سِرّ نجاح ثورات الربيع العربي؛ سِرُّ نجاحها أن الشعوب
شاركت بفئاتها؛ أي أن قَدْرًا من الإجماع الشعبي قد تحقق؛ وبدأت الشعوب
تأمر بالمعروف العام؛ وأوله العَدل ورفع المظالم، وتنهى عن المنكر العام؛
وأظهره الجور ومنع الحقوق.. وكشفت الثوراتُ عن معادن الشعوب، فأبرزت
قياداتٍ وشجعانًا لم يكن يحتفل بهم المجتمع زمن الخمول، ونَحّت آخرين كانوا
في الواجهة.. فَمَن أراد إنجاح مشروعه وفوز برنامجه فليعانق سواد الناس
بتواضع، وليبادر بالتحالف مع شجعانهم وعقلائهم، وليس مُتَدينيهم فقط.. - إن التاريخ طافح بالشواهد على أن معارك الإسلام كان يخوضها المسلمون دون
تمييز، بل يُجَاهِد البَرُّ والفاجر.. ويُجَاهَدُ مع البرّ والفاجر، كما
يُصلّى خلفهم. والجهادُ من أعظم أعمال البِرّ، و"أعمالُ البِرِّ يَفعلُها
البَرُّ والفاجر، ولا يَصبرُ عن الآثام إلا صِدّيق" كما قال سهل بن عبد
الله. ويُقاس على الاشتراك في الجهاد الاشتراكُ في إقامة الدولة ورعاية
المصالح العامة من باب الأولى، فيُستعانُ بالأصلح على مَنْ دونه، ويُستعان
بالعصاة والفُجّار وأهل البدع على مَن هم شَرٌّ منهم. بل نَقَل شيخ
الإسلام ابن تيمية أن "أهل الحَدِيث وَالسّنة كالشافعي وَأحمد وَإِسْحَاق
وَغَيرهم متفقون على أَن صَلَاة الْجُمُعَة تُصَلى خَلف الْبر والفاجر
حَتَّى إِن أكثر أهل الْبدع كالجهمية الَّذين يَقُولُونَ بِخلق الْقُرْآن
وَأَن الله لَا يُرى فِي الْآخِرَة، وَمَعَ أَن أَحْمد ابتُلىَ بهم وَهُوَ
أشهر الْأَئِمَّة بِالْإِمَامَةِ فِي السّنة، وَمَعَ هَذَا فَلم تخْتَلف
نصوصه أَنه تُصلى الْجُمُعَة خلف الجهمي والقدَري والرافضي وَلَيْسَ لأحد
أَن يَدَع الْجُمُعَة لبِدْعَةٍ فِي الإمام". وإذا ثبت الاجتماع في الصلاة
وفي الجهاد، فإن الاجتماع فيما دونها من شئون الحياة تبعٌ لذلك. - إنه لا يَهزمُ الأحزابَ السياسية الفاسدة إلا ما يهزم الأنظمة
الاستبدادية الغاشمة.. فهل انهزم المستبد إلا باجتماع الكلمة، وهل انهزم
إلا بالحاضنة الشعبية المتعاطفة.. فمن رامَ الانتصار في مشروعه المدني
فليلزم غرز الأسباب التي بها انتصر في مقاومة الاستبداد، فكلاهما جهاد. ومن
فرّق بينهما فقد فَرّق بين متماثلات، وهذا أَفَنٌ في العقل، لا يستأهل
أصحابُه الظّفَر. - مَن قَاوَم وحَارب مع الناس فليُسالم ويؤسِّس لبلاده مع الناس، ومن
تَوهّم أن النصر تحقق بجماعته أو حزبه، أو أنه سيقاوم مع الناس ثم يبني
الدولة بجماعته أو حزبه دونهم، فهو انتهازيّ جاهل بطبائع الشعوب ومتطلبات
إقامة الدول، ولايَلبثُ أن يَستبدّ بالأمر ولو بعد حين. - فهل تَعتبرُ جماعاتٌ سياسية ظَفِرت بالحكم ثم لم تُحسِن جمْعَ الناس على
مشروع الدولة.. وهل تَعتبرُ جماعات اعتمدت الجهاد المسلح - غيرَ مبالية
بحاضنة ولا توافقٍ وإجماعٍ شعبي - أن سبب فشل مشروعهما هو تجاهل العُمق
الشعبي ابتداءً أو استمرارًا، وأن قوة السلاح أو قوة التمكين السياسي وحدها
ليست كافية؟. - اللهم اهدنا لأرشد أمرنا، واجعلنا سببًا لاجتماع الكلمة..
صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 17 ديسمبر 2022, 2:01 pm من طرف طارق العرابى
» النجوم الساطعه
الإثنين 05 ديسمبر 2022, 9:09 pm من طرف طارق العرابى
» اللواء صبرى محمد عبده سليمان
الأربعاء 16 نوفمبر 2022, 10:15 pm من طرف طارق العرابى
» كلمات مؤلمة
الثلاثاء 15 نوفمبر 2022, 12:55 pm من طرف طارق العرابى
» الحياه المستديره
الإثنين 14 نوفمبر 2022, 9:08 pm من طرف طارق العرابى
» أقوال مأثورة للامام
الجمعة 11 نوفمبر 2022, 11:17 am من طرف طارق العرابى
» اصل عائلة العرابى
الأحد 02 يناير 2022, 8:17 pm من طرف زائر
» بكاء الظالم
الأحد 30 يونيو 2019, 11:56 am من طرف طارق العرابى
» الشهداء أكرم منا جميعا
السبت 15 أكتوبر 2016, 3:40 pm من طرف طارق العرابى