لا لهدم .............الوطن

اليوم يخرج المصريون إلي ميدان التحرير وميادين الثورة في كل محافظات مصر
ليحتفلوا بالذكري الثانية لثورة 25 يناير التاريخية.. تلك الثورة التي
أذهلت العالم بسلميتها وتحضرها والتفاف الشعب كله حولها وسرعتها في تحقيق
أهدافها وازاحة نظام اتهم بالفساد والظلم والفشل في تحقيق العدالة
الاجتماعية.
يخرج المصريون اليوم والقلق والاحباط يسيطر عليهم من عدم تحقيق أهداف
الثورة حتي الآن حيث تردت الأوضاع الأمنية والاقتصادية وانتشرت الفوضي في
كل أرجاء البلاد وانقسم الشعب المصري الذي وحدته الثورة إلي طوائف وفرق
وجماعات متصارعة ومتناحرة يخون بعضها بعضا ويكفر بعضها البعض الآخر.
وفي ظل هذا الوضع المتردي اقتصاديا وأمنيا وأخلاقيا من حق المصريين أن
يعبروا عن رأيهم في أوضاع بلادهم بحرية وأن يذكروا بمطالب ثورتهم وأن
يرفضوا كل صور الفوضي التي تعم بلادهم وكل صور الاستغلال للدين وتوظيفه
لتحقيق أهداف سياسية رخيصة.
ليس من حق أحد أن يصادر حق المصريين في التعبير عن رأيهم فيما آل إليه
وضع بلادهم. وليس من حق أحد أو جماعة أن تضع ستارا عازلا بينهم وبين
رئيسهم. وليس من حق أحد ان يفرض عليهم واقعا سياسيا يموج بالخلافات
والصراعات والمشاحنات التي كفر بها الشعب كله ويريد التخلص منها بأي شكل من
الأشكال.
من حق الشعب المصري اليوم أن يعدد مطالبه العادلة لرئيسه الذي انتخبه.
من حقه أن يطالب الرئيس بانجازات حقيقية علي أرض الواقع بعد مرور عامين علي
ثورته. من حقه أن يذكر الرئيس بمطالب الثورة التي لم يتحقق منها شيء حتي
الآن. من حق الشعب أن يصرخ بأعلي صوته: عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.
****
لكن كل هذه الاعتراضات والمطالب العادلة يجب أن تتم في شكل سلمي حضاري
يضيف جديدا للثورة المصرية العظيمة التي شوهناها خلال الشهور الماضية
بسلوكيات مرفوضة ومطالب فئوية ليس هذا وقتها وفوضي سلوكية في الشارع يتحمل
مسئوليتها كل فئات الشعب الذي سيطرت عليه سلبية غريبة أعطت الفرصة للبلطجية
والمسجلين خطر ليفرضوا إرادتهم الإجرامية علي الشعب والحكومة.
اليوم يجب أن تعود الثورة المصرية لتحضرها وتسترد صورتها الرائعة التي
رسمتها في عقول وأذهان كل شعوب العالم.. فلا مجال اليوم للاسفاف والتطاول
والتدني في لغة الخطاب.
لا مجال اليوم للشتائم القبيحة التي لا يمكن أن تصدر عن بعض أبناء شعب
عرف بتحضره وقيمه الرفيعة.. لا مجال اليوم لكلمات بذيئة واتهامات عشوئية
رخيصة من أي فئة أو جماعة أو حزب فنحن جميعا مصريون وخلافنا السياسي مشروع
في حدود الآداب والأخلاقيات التي تحكم الخلافات بين أبناء شعب تنظر إليه
الشعوب العربية علي أنه القدوة والمثل.
اليوم يجب أن نتغلب علي نوازع الكراهية للآخر التي تسيطر علي نفوس
البعض. علينا أن نؤمن بأن الحوار هو الحل حتي ولو كان القائمون علي شئوننا
الآن يحولونه إلي حوار طرشان ويحاولون فرض إرادتهم علي الجميع.
****
اليوم لا ينبغي للمتظاهرين والمحتجين في ميدان التحرير أو غيره من
ميادين الحرية ان يعطوا فرصة للمخربين الذين يريدون العدوان علي المنشآت
والمرافق العامة.
اليوم لا ينبغي ان يستجيب الشعب المصري لدعاة الفتنة الذين يسكبون
المزيد من الوقود علي نار الخلافات والصراعات السياسية القائمة بين فرقاء
السياسة.
اليوم يجب أن يعبر الشعب المصري عن مطالبه العادلة بتحضر ورقي لكي
تسمعه كل شعوب الأرض التي تتجه أنظارها إلي ميدان التحرير وميادين الثورة
في مصر.
اليوم لا مكان للبلطجية وحملة المولوتوف بين صفوف المصريين الذين
يحتفلون بالذكري الثانية لثورتهم.. فهؤلاء مجرمون مخربون ويجب أن تتطهر
منهم صفوف الثورة.
اليوم لا مكان بين المصريين للمندسين الذين لا هم لهم إلا الوقيعة بين
أبناء الشعب حتي ولو كانوا يحملون الجنسية المصرية وواجب الشعب المصري
الغاضب والثائر علي الأوضاع السيئة التي يعيشها يلاحقهم ويقدمهم للعدالة.
اليوم لا مكان بين المصريين للمجرمين الذين يريدون تصفية حساباتهم مع
جهاز الشرطة بسبب ملاحقته لهم. فجهاز الشرطة وطني والقائمون عليه والعاملون
به يقدمون تضحيات يومية لملاحقة تجار السلاح والمخدرات وعتاة البلطجة
الذين حولوا بلادنا الآمنة إلي مسرح لكل الجرائم.
يارب
** رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30

لا لهدم .............الوطن

لا لهدم .............الوطن

لا لهدم .............الوطن :: تعاليق