مصر تحتاج الوطنيين فى المرحله القادمه

بدأت مصر أولي خطوات الإصلاح. في جميع مرافق الحياة. بعد أن ران عليها
الخمود والفساد. ردحاً طويلاً من الزمن. عاني في الشعب من الاهمال والتسيب
مما أصاب مقومات الحياة بالانهيار اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وتعليمياً
وصحياً بل وأخلاقياً. وأمنياً. فقد حادت السياسة عن المصلحة العامة مهتمة
بالمصالح الخاصة. وأصبح الاقتصاد في أيدي فئة قليلة تستمتع بكل خيراته.
ويحرم منها أغلب أفراده. واجتماعياً فاتسعت الفوارق بين الأفراد. فأصبح
منهم من يموت من التخمة. ومنهم من يهلك من الجوع. وفي مجال التعليم. وهو
قلب الحياة النابض في كل بلاد العالم في كل وقت. إلا أنه في مصر كان صاحب
النصيب الأوفر من الاهمال في صفوف المدرسين والتلاميذ والمناهج. ومباني
التعليم. مما أثر بالسلب علي غيره من المرافق. وعن الصحة فحدِّث ولا حرج.
فأصبحت دور العلاج هياكل خالية من كل أسباب انقاذ حياة الإنسان عند شدة
المرض أو إسعافه عندما يصاب في حادث. أو مرض بسيط يستفحل فيكون سبباً في
هلاكه.

وترتب علي ذلك الانفلات الأمني الذي أقض مضاجع الشعب منذ اندلاع ثورة
يناير 2011 إلي عهد قريب حتي عهد إلي الدكتور كمال الجنزوري برئاسة وزارة
الانقاذ التي ساهمت في خفة حدة الجريمة والاعتداء علي حرمات الشعب ودمائه
وأمواله فسبحان الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف!!

لم تقف الثورة مكتوفة الأيدي حيال هذا العنت والضياع الذي أصاب مصر.
فبدأت في إجراء الإصلاح في كل مناحي الحياة. ما استطاعت إلي ذلك سبيلاً رغم
الانهيار الاقتصادي وهو عصب الحياة. وسبيل الانقاذ لمقومات الدولة. وكان
علي رأس مهامها إصلاح المؤسسات وإجراء الانتخابات لاختيار الصالحين من
أبناء الوطن لخدمته. وظهر ذلك جلياً في الاستفتاء علي الدستور في مارس
2011. وصولاً إلي انتخابات مجلسي الشعب والشوري. وتأسيس لجنة لصياغة دستور
جديد. يقوم علي إنجازه حكماء الأمة وعلماؤها. وذو الرأي فيها وما أكثرهم
لما له من أهمية في الحفاظ علي حقوق المواطنين حاكمين ومحكومين. رغم اختلاف
الآراء حول ما يكون الأهم فيجب إنجازه ومن يكون مهما فيليه في
الأولوية!!..

انتهت هذه الأعمال. أو أوشكت علي النهاية بانتخابات رئيس الدولة والتي
خاضها أكثر من عشرة من كبار رجالاتها المشهود لهم بالحنكة والخبرة والتجربة
والقوة علي تحمل أعباء هذا المنصب الخطير. وذلك في المرحلة الأولي. والتي
انتهت بالتصفية بين اثنين منهما صالحين لهذه المهمة هما الدكتور محمد مرسي
المرشح الإسلامي والفريق أحمد شفيق المرشح المستقل. وبنزاهة وشفافية شهد
لها العدو قبل الصديق في العالم كله من حولنا. والتي خلت من الثقوب
والخروقات. رغم أنه تقدم للجنة الانتخابات العليا كثير من الطعون لكلا
الطرفين. جاوزت الأربعمائة أخذت وقتاً في فحصها وتمحيصها. حتي أعلنت
النتيجة النهائية. وكانت لصالح الدكتور مرسي وهنا كانت قمة الشجاعة
والشهامة من الفريق شفيق الذي أسرع بالتهنئة لمن أصابه الحظ والدكتور مرسي
الذي شكر زميله علي سعة صدره وتقبله النتيجة التي انتهت إليها صناديق
الاقتراع وكفي الله مصر شر الفتنة. وحفظها من كل سوء وجعلها أمناً وأماناً
لجميع أبنائها بمختلف طوائفهم ومشاربهم!!..

ليس ذلك نهاية المطاف بعد أن احتفلت مصر والعالم من حولها بتنصيب
الرئيس الجديد الدكتور مرسي المنتخب لأول مرة في تاريخها الطويل. نزاهة
وشفافية وعفة عن الأخطاء والسلبيات وعلي رئيس الجمهورية قبل كل شيء أن
يختار لأداة الحكم في كل المراحل أهل الخبرة والحصافة ويتجنب الميل إلي أهل
الحظوة والقرابة حتي لا يطمع ظالم في غير ما يستحق وألا ييأس مظلوم من
الوصول إلي حقه. والشعب كله مطالب بالمساهمة الفاعلة. والجهد المخلص. في
سبيل نجدة مصر. واستعادة مكانتاه بين الأمم والشعوب. وعزتها وكرامتها أمام
العدو والصديق. ولا يكون ذلك من الجميع إلا بالعمل المخلص المتقن النافع
لبلده وأهله ووطنه.. والله من وراء القصد وهو المستعان.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30

مصر تحتاج الوطنيين فى المرحله القادمه

مصر تحتاج الوطنيين فى المرحله القادمه

مصر تحتاج الوطنيين فى المرحله القادمه :: تعاليق